بعد سلسلة فضائح مالية.. كيف تخلص"كريدي سويس" من مديريه؟

كريدي سويس يتخلص من مديريه
كريدي سويس يتخلص من مديريه المصدر: بلومبرغ
Elisa Martinuzzi
Elisa Martinuzzi

Elisa Martinuzzi is a Bloomberg Opinion columnist covering finance. She is a former managing editor for European finance at Bloomberg News.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بدأت مجموعة "كريدي سويس"، التي تضررت كل أعمالها الرئيسية، في التخلص من المراتب الإدارية العليا فيها. إذ تم ترحيل العديد من المديرين التنفيذيين - بما في ذلك رئيس إدارة المخاطر - الذين كانوا مسؤولين عن أخطاء، مثل صناديق سلسلة التوريد المرتبطة الآن بشركة "غرينسيل" المفلسة، والمقامرة المدمرة على الأسهم التي قامت بها شركة "أركيغوس" التابعة لبيل هوانغ، ومع ذلك، فإنه من السابق لأوانه المراهنة على قدرة البنك السويسري على تخطي الأزمة قريباً.

ويعد قيام الرئيس التنفيذي الجديد توماس غوتشتاين بمحاسبة المديرين أمرا مشجع. لكن إعادة الضبط المطلوبة لطموحات البنك الذي يتبنى المخاطر - بما في ذلك الالتزام المتجدد بخلق قيمة للمستثمرين، بدلاً من تدميرها - تتطلب تحسناً جاداً في أرفع البنوك السويسرية.

وتأتي بداية عمل أنطونيو هورتا أوسوريو هذا الشهر كأول رئيس جديد للبنك منذ عقد، كخطوة صغيرة واحدة فقط في الاتجاه الصحيح طال انتظارها.

سجل كئيب

ويعد سجل مجلس الإدارة خلال الـ 18 شهراً الماضية "سجلا كئيبا". ويشرف مجلس الإدارة على أحد أكبر البنوك في العالم، ومع ذلك يبدو أنه تعرض للصدمة بشكل منتظم من خلال سلسلة من الإخفاقات التي ستكلف "كريدي سويس" مليارات الدولارات وتتسبب في ضرر في سمعة البنك لا يمكن قياسه.

ويشير هذا إلى أوجه القصور المقلقة في الضوابط والإشراف، وهما المهام الرئيسية لمجلس إدارة المجموعة. وعندما يتم الكشف عن شيء مزعج يتعلق بكبار مديري المجموعة، غالباً ما يتذرع المديرون بالجهل.

في البداية، كانت هناك فضيحة التجسس في عام 2019، عندما اتضح أن رئيس العمليات كان يدير عملية مارقة لتتبع الموظفين. ولا تزال السلطات السويسري تحقق في الواقعة، التي كلفت كل من مدير العمليات، ثم الرئيس التنفيذي السابق تيجان ثيام وظائفهما.

واستمرت سلسلة الأحداث المؤسفة، إذ تبع الخسائر في القروض وشطب صندوق التحوط الكبير في عام 2020 انهياراً داخلياً في مارس من هذا العام لشركة "غرينسيل"، التي وفرت أصولاً لصناديق سلسلة التوريد الخاصة في "كريدي سويس"، بقيمة 10 مليارات دولار.

وبدأ تحقيق داخلي من قبل مجلس الإدارة في علاقة "غرينسيل" بالبنك، الذي يحاول استرداد 5 مليارات دولار لإعادتها إلى العملاء.

وتبع ذلك قضية "أركيغوس". ووفقاً تقرير إخباري سويسري، لم يتم إبلاغ لجنة المخاطر التابعة لمجلس إدارة "كريدي سويس"، وهي مجموعة مكونة من ستة أفراد تهدف إلى الإشراف على عمليات المخاطرة في جميع أنحاء الشركة - بالرهانات الضخمة التي كان البنك يمولها لشركة "أركيغوس".ورفض "كريدي سويس" التعليق على التقرير.

وجاءت رهانات مشتقات "أركيغوس" بنتائج عكسية بشكل مذهل في واحدة من أكبر طلبات الهامش على الإطلاق. وبلغت الضربة المالية للمقرض السويسري من شركة "هوانغ" وحدها 4.7 مليار دولار، أي ضعف ما حققه العام الماضي.

إصلاح أخطاء الماضي

ووفقا لما يقوله غلاس لويس، مستشار الوكيل، فإنه يجب على المستثمرين التصويت ضد إعادة انتخاب رئيس المخاطر لمجلس إدارة "كريدي سويس" في الاجتماع العام السنوي. وبغض النظر عما إذا كانت هذه الحملة ناجحة، فإن إلقاء نظرة جديدة على أخطاء الماضي وكيفية إصلاحها سيكون أمراً مفيداً.

وقد يساعد بعض التنوع في مجلس الإدارة في زيادة حدة الأمور أيضاً. إذ تتكون هيئة الحوكمة والترشيحات الخاصة بها - وهي فريق مكون من ستة أفراد مسؤول عن اختيار بقية أعضاء مجلس الإدارة، والرئيس التنفيذي، وتقييم رئيس مجلس الإدارة والإشراف على التعيينات الرئيسية - من الرجال كلياً.

ومن المقرر أن تنضم المرأتان اللتان ستنضمان إلى مجلس الإدارة هذا العام، كلير برادي وبلايث ماسترز، إلى لجنة التعويضات.

وما يثير القلق أن الترقيات الأخيرة سيتم تذكرها لأسباب خاطئة. فقد رُقي رؤساء البنك الاستثماري ورئيس إدارة المخاطر التنفيذي، الذين أطيح بهم هذا الشهر، لتولي هذين المنصبين فقط في يوليو.

وفي الوقت نفسه، يتعين على رئيس مجلس الإدارة الجديد هورتا أوسوريو أن يتعرف سريعاً على العالم المعقد للخدمات المصرفية الاستثمارية بعد أن قضى حياته المهنية بشكل حصري تقريباً في الخدمات المصرفية للأفراد - فقد كان سابقاً الرئيس التنفيذي لمجموعة "لويدز المصرفية".

وقد يكون "أوسوريو" الشخص المناسب للوظيفة، لكن الوقت ليس في صالحه. إذ خسرت أسهم كريدي سويس" %27 من قيمتها في ستة أسابيع، بينما ارتفعت أسهم قطاع البنوك في أوروبا 5%.

تقليص المكافآت

ويعد أهم منصب في "كريدي سويس" بعد الرئيس التنفيذي هو منصب رئيس الخدمات المصرفية الاستثمارية، والتي انتقلت إلى كريستيان ميسنر، الذي غادر "بنك أوف أمريكا" في عام 2018 بعد أن تعاملت تلك الشركة مع المجازفة المفرطة بشأن المشتقات.

وتعتبر خطوة "كريدي سويس" للحد من مكافآت الموظفين لهذا العام إشارة مهمة، على الرغم من أنها لن تساعد في الاحتفاظ بالموظفين. وترك إيذاء الذات في السنوات الأخيرة أثراً عميقاً. ولحسن الحظ بالنسبة للبنك، فإن استقرار سويسرا سيجذب العملاء دائماً، لكن هناك حاجة إلى عقلية جديدة في قمة البنك إذا رغب بأن يصدق المستثمرون أن مجلس الإدارة يمكنه السيطرة على ما يحدث في جميع أنحاء المجموعة.