من يهتم بما يقوله "جيه بي مورجان" عن السندات عالية المخاطر؟

مقر بنك "جي بي مورغان تشيس" في نيويورك، الولايات المتحدة
مقر بنك "جي بي مورغان تشيس" في نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

وسط آمال الحصول على لقاح لـ"كوفيد-19"، أصبحت صفقات إعادة إنعاش الاقتصاد قائمة؛ حيث يغرق المستثمرون أموالهم في أصول أكثر خطورة. وقد تم دفع عوائد السندات عالية المخاطر في الولايات المتحدة إلى مستويات منخفضة قياسية الأسبوع الحالي. ولكن هذا الحماس لم يمتد إلى آسيا.

بدأت أكبر البنوك في "وول ستريت" النقاش، حيث ترى مؤسسة "غولدمان ساكس لإدارة الأصول" عائدات "جذابة" للسندات الدولارية ذات العائد المرتفع في آسيا، والتي تهيمن عليها جهات الإصدار الصينية. ويؤيد ذلك بنك "جي بي مورغان تشيس"؛ إذ أشار في تقرير حديث إلى أن معدل الإعسار المسعر حالياً والذي يبلغ حوالي 7 بالمئة، "يبدو زائداً" لأن الرقم الفعلي يظل عند مستوى 2.7 بالمئة هذا العام.

هل نرى أموالاً مجانية أم أن المتداولين يعرفون شيئاً لا تعرفه البنوك الكبرى؟

لا شك أن معدل الإعسار ربما لم يرتفع بقوة، على الرغم من وجود "كوفيد". ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تزايد عدد الإصدارات الجديدة (من السندات). ولكن ماذا عن معدل الاسترداد، أو ما هو المبلغ الذي تتوقع استرداده إذا فشلت الشركة في الدفع في الوقت المحدد؟ في نموذج التسعير، قدّر "جيه بي مورغان" المعدل بـ40 بالمئة، استناداً إلى المتوسط على مدى السنوات الخمس الماضية. وهو أمر غاية في البساطة.

وفي حالة الصين على سبيل المثال، يرى البنك أنها ستشكل 78 بالمئة من حالات العجز في آسيا في العام المقبل. فالمتوسط الذي يبلغ خمسة أعوام لا ينبئ بشيء عن المستقبل، لأن هذا الرقم ظل في انحدار. فقد تراجع معدل الاسترداد من 83 بالمئة في عام 2014، عندما بدأت حالات العجز عن سداد الديون في الظهور لأول مرة، إلى 31 بالمئة فقط بعد ثلاث سنوات، وفقاً للبيانات التي قدمتها شركة "بينغ آن" للأوراق المالية (Ping An Securities)، بل لقد كانت أقل خلال عامي 2018 و2019 عندما كانت الأموال شحيحة، في خضم الحرب التجارية (بين الصين والولايات المتحدة) وحملة بكين للحد من الاستدانة.

وحتى في غضون السنة نفسها، من الممكن أن تتفاوت معدلات الاسترداد إلى حد كبير، من 20% فقط إلى 100%. ولا يوجد أيضاً نمط واضح. فعلى سبيل المثال، فبينما ترتبط التسويات التي تقودها المحاكم غالباً بتسديد دفعات هزيلة، كانت هناك استثناءات؛ فقد اقترحت المجموعة الصناعية "تشيوانغ" (Xiwang)، التي تتخذ من شاندونغ مقراً لها، والتي كان لديها تخلف كبير عن التسديد في العام الماضي، أن تسدد ديونها بالكامل لمستثمريها.

والملاحظة العملية الوحيدة التي تستطيع "وكالة موديز انفستورز سيرفيسز" أن تقدمها هي أن التسوية الأسرع ترتبط باسترداد أعلى. والواقع أن أغلب السندات المتعثرة التي تم سدادها بالكامل تمت في وقت سريع للغاية. فقد أمضت "تشيوانغ" 175 يوماً في تسوية ديونها، وهو أسرع كثيراً من 400 يوم في المتوسط.

ولذلك، نتمنى لك التوفيق في استرداد أموالك إذا كنت قد استثمرت في شركة تخلفت عن الدفع لك قبل ثلاث سنوات. من بين جميع حالات التخلف عن السداد بين عامي 2014 ومايو 2020، أحرز أقل من 10 بالمئة تقدماً في التوصل إلى تسوية.

السندات عالية المخاطر في آسيا ستظل مرتفعة العائد

حاولت "موديز" -وبعض مديري الائتمان- استخدام سعر تداول السندات بعد شهر واحد من التخلف عن السداد كبديل لمستويات الاسترداد، واثقين من أن تجار الديون المتعثرة قد قاموا بواجبهم. ولكن لسوء الحظ، لا يعمل هذا الأمر في الصين. فقد أظهرت البيانات التي جمعتها شركة "سيندا للأوراق المالية" (Cinda Securities Co) أنه من بين 403 سندات متعثرة، كان 23 فقط لديها بيانات تسعير بعد التخلف عن السداد. ولم تنشئ الجهة المنظمة للأوراق المالية في الصين سوقاً ثانوية للسندات المتعثرة حتى مايو 2019.

بعبارة أخرى، قد تكون معدلات التخلف عن السداد المنخفضة أخباراً سيئة. إذ أن قلة حالات التخلف عن سداد الديون تعني وجود عدد أقل من حالات التسوية للدراسة. وفي ظل عدم اتضاح الرؤية فيما يتعلق بالاسترداد، فإن السندات عالية المخاطر في آسيا لابد وأن تظل على ما هي عليه، مرتفعة العائد، فالفارق مع نظرائهم في الولايات المتحدة ليس مفرطاً.