العملات المشفرة تعيد لصناديق التحوط سحرها مجدداً

بتكوين تتضاعف قيمتها منذ بداية العام
بتكوين تتضاعف قيمتها منذ بداية العام المصدر: بلومبرغ
Mark Gilbert
Mark Gilbert

Mark Gilbert is a Bloomberg Opinion columnist covering asset management. He previously was the London bureau chief for Bloomberg News. He is also the author of "Complicit: How Greed and Collusion Made the Credit Crisis Unstoppable."

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يُعدّ قرار شركة "بريفان هوارد آست منجمنت" الخاص بالبدء في شراء العملات المشفرة لصندوقها الرئيسي دليلاً إضافياً على أن مديري المحافظ يجدون صعوبة في تجاهل فئة الأصول التي ارتفعت قيمتها هذا العام، كما أنه دليل أيضاً على أن صناديق التحوط قد بدأت في استعادة سحرها بعد سنوات من الانكماش.

وفي هذا الصدد، أفاد زميلي في "بلومبرغ نيوز"، يشانت كومار أن "بريفان هوارد" ستستثمر ما يصل إلى 1.5% من محفظتها الرئيسية البالغة 5.6 مليار دولار في الأصول الرقمية، وستشتري مجموعة من الأوراق المالية تتجاوز عملة "بتكوين" فقط.

ويمثل ذلك خطوة جريئة، فعلى عكس بقية عالم صرف العملات الأجنبية، فإن العملات المشفرة غير مرتبطة حرفياً بالعالم الحقيقي؛ حيث عادة ما يكون قرار شراء أو بيع الدولار أو اليورو مدعوماً بتحليل الأداء الاقتصادي النسبي أو احتمالات التضخم أو تحركات السياسة المحتملة من قبل البنوك المركزية المعنية.

فيما لا تخضع العملات المشفرة لأي تدقيق من هذا القبيل؛ حيث تُحدّد قيمتها فقط بناءً على رغبة المضاربين إما في زيادة حيازتهم منها أو تحويلها إلى مبالغ نقدية. وفي الواقع، فإن الرقم المتداول على نطاق واسع بأن 95% من عملات "بتكوين" في العالم يتحكم فيها 2% فقط من الحسابات الموجودة يجعل الأصول المشفرة معرضة بشدة لتقلبات ما يسمى بالحيتان.

ميزة التقلبات

أما بالنسبة لصناديق التحوط، فيجب أن تكون التقلبات الهائلة ميزة وليست عيباً؛ وعلى الأرجح أن الصناديق التي تتبع الاقتصاد العالمي كأسلوب استثماري هي الأكثر احتمالاً لتبني العملة المشفرة كفئة أصول والأكثر احتياجاً إلى تعزيز عائداتها.

ويأتي تحرك "بريفان هوارد" لاحتضان تقلبات الأسعار المتأصلة في الأصول المشفرة في وقت كانت فيه صناعة صناديق التحوط في أفضل حالاتها لسنوات. وشهد العام الماضي إغلاق 770 صندوق تحوط، مقارنة بفتح 539 صندوقا، وفقاً للبيانات التي جمعتها شركة الأبحاث "إتش إف آر" (HFR). ولكن في الربع الرابع وحده، جرى فتح 175 صندوقاً مقابل إغلاق 151 صندوقاً، وهو الربع الثاني على التوالي من توسع الصناعة بعد ثماني فترات من الانكماش.

وما من شكٍ في أن العملاء يعودون؛ حيث تضاعفت أصول "بريفان هوارد" في العامين الماضيين لتصل إلى أكثر من 13 مليار دولار. وشهد "مان غروب" (Man Group Plc)، أكبر صندوق تحوط للتداول العام في العالم، تضخماً في أصوله، حيث وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 127 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، بارتفاع من 123.6 مليار دولار في نهاية عام 2020. ويتوقع الصندوق المزيد من التدفقات الداخلة في الأرباع القادمة.

انسحاب الحيتان

وقال الرئيس التنفيذي "لوك إيليس" الشهر الماضي إن "مان غروب" يتداول بالفعل في عملة "بتكوين"، بما في ذلك عبر العقود الآجلة. وكما قال زميلي في تلفزيون "بلومبرغ"، إريك شاتزكر: "يتعين على المرء أن يخفف من حدة الإثارة المرتبطة بالعملات المشفرة ومقدار ما يمكن فعله في تلك الأسواق حتى يتمكن من معرفة ما إذا كانت هناك سيولة حقيقية".

وكلما انخرطت المؤسسات الرئيسية في العملات الرقمية، زادت سيولة هذه المؤسسات؛ حيث تبلغ القيمة السوقية لشركة "كوين بيس غلوبل" (Coinbase Global Inc)، وهي بورصة للأصول الرقمية، حوالي 64 مليار دولار بعد إدراجها في سوق الأسهم هذا الأسبوع، وهي كبيرة بما يكفي لجعل أسهمها لا غنى عنها بالنسبة للعديد من صناديق التعقب وبالتالي توسيع مشاركة المستثمرين في العملات المشفرة كما أشار زميلي في "رأي بلومبرغ"، نير قيصر.

وفي حال تراجعت هيئة الأوراق المالية أخيراً ووافقت على أحد التطبيقات الثمانية من الشركات التي ترغب في إطلاق صندوق "بتكوين" متداول في البورصة في الولايات المتحدة، فإن المفاتن المشكوك فيها للعملات المشفرة ستصبح متاحة للمزيد من المستثمرين الراغبين في تحمل تقلبات أسعار الأصول الافتراضية، ونأمل فقط ألا تقرر الحيتان الانسحاب.