لزيادة إنتاجيتك بالعمل.. راقب ماذا ومتى تأكل

رسم: يان باستارد
رسم: يان باستارد المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لا يغير النظام الغذائي ما يقوله لك الميزان وحسب.. ولكن بإمكانه تغيير شعور عقلك وجسمك أيضًا، مما يلعب دورًا في تحديد كيفية أدائك للعمل. فربما تكون أحد الأشخاص النادرين الذين يعملون بكفاءة بنسبة 100% في ظل عاداتهم الغذائية الحالية، ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فيمكنك إعادة النظر فيما تأكله لتحسين إنتاجيك في العمل.

وتقول ماريون نستله، أستاذة التغذية والصحة العامة في جامعة نيويورك: "يتفاعل الناس مع الأنظمة الغذائية بطرق مختلفة". وأضافت: "بعض الناس يتحسنون عند إتباع حمية غذائية قاسية، والبعض الآخر لا". واستطردت: "بشكل عام، نحتاج جميعًا إلى سعرات حرارية كافية لإبقاء أدمغتنا سعيدة، ولكن ليس كثيرًا من السعرات التي قد تجعلنا نشعر بالخمول".

وأجرت المعاهد الوطنية للصحة تجارب بحثية عديدة على مدار عقد من الزمان، والتي بلغت قيمتها 18 مليار دولار تقريبًا، لاستكشاف كيف ولماذا تؤثر النظم الغذائية على الأفراد بشكل مختلف؟، وذلك على أمل التوصل لوسائل تساعد على تحسين طرق التغذية الفردية في نهاية المطاف.

وفي غضون ذلك، يمكنك أن تثق بحدسك في تحديد نظامك الغذائي. وتقول نستله: "يجب أن يسهل عليك تحديد ما إذا كان النظام الغذائي يجعلك تشعر بالخمول، أو الجوع لدرجة التشتت". بعبارة أخرى، لا يجب أن تشعر بالنعاس أثناء النهار (من كثرة الأكل)، أو أن تفكر بتناول الساندوتش الموجود بثلاجتك في أحلام اليقظة – من فرط الجوع -.

فالهدف هو تجنب التطرف في أي من الاتجاهين أثناء تغذية عقلك وجسمك بالأطعمة الغنية بالمغذيات، والحد من تناول المواد المصنعة، والتي يمكن أن تخرب عملية التمثيل الغذائي لديك، وتتركك تعاني من نقص في المغذيات الدقيقة.

وتقول "شاوبينج لي"، مديرة مركز التغذية البشرية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "إذا تناولت طعامًا مصنعًا يومًا بعد يوم، سيؤثر ذلك على صحتك العقلية والبدنية على المدى الطويل".

وفيما يلي 3 أنظمة غذائية شائعة يميل أصحاب الأهداف الغذائية العالية إلى استكشافها. وبالطبع، يمكنك استشارة طبيبك حول ما إذا كانت هذه الأنظمة مناسبة لك أو لا، ولكن هناك الكثير من المعلومات المتاحة على الإنترنت عنها بالفعل، والتي يمكن أن تعرفك بكل منها بتفصيل كبير، لذا ضع في اعتبارك أن المعلومات التالية هي مجرد مقدمة موجزة عن كلٍ منها:

نظام الصوم المتقطع

تعريفه: هو تناول الطعام في أوقات يومية محدودة، تتراوح عادة من 4 إلى 8 ساعات. ولا يأكل الشخص طعامًا في الـ 16 إلى 20 ساعة المتبقية من اليوم، لكنه يتناول المشروبات الخالية من السعرات الحرارية، مثل: الماء، والمياه الفوارة، والشاي، والقهوة السوداء بدلًا من ذلك.

تأثيره على الإنتاجية: يسمح لك هذا النظام بالشعور بيقظة عالية. وتقول "لي": "هذا بفضل التطور الذي يمر به جسمك، فعندما تتضور جوعًا، يمكنك أن تكون في حالة يقظة كبيرة، لأن جسمك يكون متأهبًا بالكامل عند القيام بأي شيء".

الجانب السلبي المحتمل: يعاني بعض الأشخاص، وخاصة النساء، من الهيبوجلايسيميا "انخفاض نسبة السكر في الدم"، والذي يمكن أن "يجعلك تشعر بانعدام الثبات، وزيادة هرمونات التوتر لديك"، حسبما تؤكد "لي"، بينما يشعر آخرون بالقلق، وقد يفقد كبار السن كتلة من العضلات الموجودة بأجسامهم.

الكيتو

تعريفه: هو تناول وجبات تتألف في الغالب من الدهون وبعض البروتينات و20 إلى 50 جرامًا من الكربوهيدرات في اليوم فقط ( تحتوي ثمرة تفاحة أو موزة متوسطة الحجم على حوالي 25 جرامًا من الكربوهيدرات).

ويؤدي تناول الطعام بهذه الطريقة إلى إجبار جسمك على الدخول في "الحالة الكيتوزية" Ketosis، حيث يحرق الجسم الدهون كمصدر أساسي للطاقة بدلاً من الكربوهيدرات.

تأثيره على الإنتاجية: بعد الانتهاء من المرحلة المسماة بـ "إنفلونزا الكيتو"، والتي يشعر فيها الناس بالخمول بينما تتكيف أجسادهم مع هذا النظام، يقول البعض إنهم يشعرون بالحيوية والتركيز.

وتوضح "لي" أنه لا يوجد دليل واضح على ما إذا كانت فوائد فقدان الوزن والشعور بالسعادة ناتجة عن الحالة الكيتوزية، أو تقييد السعرات الحرارية في النظام الغذائي (فبدون وجود الكربوهيدرات في النظام الغذائي، غالبًا ما ينتهي الأمر بأخصائيو الحميات إلى استهلاك سعرات حرارية أقل).

الجانب السلبي المحتمل: توضح "لي" أن أحد الآثار الجانبية التي عانى منها معظم الناس بالفعل هو الشعور بتشتت عقلي، أو عدم القدرة على التركيز". (وعانى كاتب المقال نفسه من ذلك العرض أثناء اتباع هذا النظام).

تجنب السكر المضاف

تعريفه: هو تجنب الأطعمة التي تحتوي على سكريات مضافة (السكريات الطبيعية لا بأس بها).

تأثيره على الإنتاجية: مع هذا النظام لا يشعر الإنسان بفقدانه للطاقة بعد تناول الإفطار أو الغداء. وتقول "لي": "عندما يدخل السكر إلى مجرى الدم، فإنه يؤدي إلى إطلاق الأنسولين، ويمكن للأنسولين أن يجعل الناس يشعرون بالخمول". وأضافت: "ومن ثم يتعين على الكبد تحويل كل السكر الزائد إلى دهون ثلاثية الجليسريدات، لذلك يكون هناك الكثير من العمل الذي يحتاج جسمك للقيام به، ويؤدي هذا إلى سحب الطاقة بعيدًا عن عقلك وفقدانه للانتباه".

الجانب السلبي المحتمل: ستكون حياتك بدون حلويات. وهناك مشكلات أخرى في تطبيق هذا النظام، حيث يوجد سكر مضاف في أماكن لا تتوقعها، مثل تتبيلات السلطة.

وإذا شعرت بأنك تشتهي الحصول على وجبة خفيفة الساعة 3 صباحًا، تقترح "لي" عليك تناول الأطعمة الغنية بالبروتين، والتي ستجنبك الرغبة الشديدة في تناول السكر. وتؤكد "نستله" أن أجسامنا تخبرنا ما هو النظام الغذائي المناسب لنا، إن وجد. وتقول: "علينا تجربة جميع الأنظمة لاختيار واحد مناسب منها". واختتمت: "الحصول على ما يكفي من الطعام، وتناول الطعام الصحي سيكون بداية جيدة."