هوس "كوين بيس" يهز سوق العملات المشفرة ويُطيح بـ"بتكوين"

وحدة تزويد الطاقة في مزرعة تعدين للعملات المشفرة في روسيا
وحدة تزويد الطاقة في مزرعة تعدين للعملات المشفرة في روسيا تصوير: أندريه روداكوف / بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انخفضت عملة "بتكوين" بأكبر نسبة لها منذ شهر فبراير خلال عطلة نهاية الأسبوع بعدما انقلب الهوس على نفسه، الذي دفع الأصول المشفَّرة لِـ"كوين بايس غلوبال إنك" إلى تسجيل مستوى قياسي بعد اكتتابها العام في الأسبوع الماضي.

وتراجعت أكبر عملة مشفَّرة في العالم بنسبة تصل إلى 15% يوم الأحد، بعد أيام فقط من وصولها إلى مستوى قياسي بلغ 64870 دولاراً، لتقوم بعد ذلك بتقليص بعض خسائرها، وليتمَّ تداولها بحوالي 57 ألف دولار في تمام الساعة 1:25 بعد الظهر بتوقيت طوكيو يوم الإثنين. وانخفضت ثاني أكبر عملة مشفَّرة، "إيثر"، إلى أقل من 2000 دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع قبل تقليص الخسائر أيضاً.

وأثَّر التقلُّب على "بينانس كوين"، و"إكس آر بي"، و"كاردانو" أيضاً، في حين اقتنص"دوج يكوين"، الرمز المميّز الذي بدأ بمزحة، الاتجاه ليرتفع بنسبة 25% خلال 24 ساعة، وفقاً لِـ "كوين غيكو".

مذبحة عطلة نهاية الأسبوع

وجاءت مذبحة عطلة نهاية الأسبوع بعد فترة صعبة للصناعة التي شهدت ارتفاعاً في قيمة جميع العملات لتتجاوز قيمتها السوقية الإجمالية 2.25 تريليون دولار، وسط موجة من الطلب على جميع العملات المشفَّرة في الفترة التي سبقت إدراج "كوين بايس" المباشر يوم الأربعاء.

وأنهت أكبر بورصة مشفَّرة في الولايات المتحدة الأسبوع بقيمة 68 مليار دولار، أي أكثر من مالك بورصة نيويورك.

وقال مايكل نوفوغراتز، مؤسس شركة "غالاكسي ديجيتال"، في تغريدة يوم الأحد: "كان الأمر حتمياً، فالأسواق كانت متحمِّسة للغاية بشأن الإدراج المباشر لعملة "$كوين"، ثم تضخَّم أساس عملات معدنية من أمثال "$ بي إس في"، و"$إكس آر بي"، و "$دوغي". وكلُّ ذلك كان مؤشِّراً على أنَّ السوق يسير في طريق واحد."

وفي الأسبوع الماضي، ارتفعت قيمة عملة الـ"دوغيكوين" غير المركزية، وذات الاستخدام المحدود إلى حوالي 50 مليار دولار في وقت ما قبل التعثُّر خلال يوم السبت. وكان الطلب سريعاً على الرمز المميَّز لدرجة أنَّ المستثمرين الذين حاولوا التداول على "روبن هود" تسببوا في تعثُّر الموقع عدَّة مرات أثناء يوم الجمعة، بحسب ما ذكره منشور في مدونة البورصة عبر الإنترنت.

كما تكهنت عدَّة تقارير إلكترونية يوم الأحد بأنَّ انخفاض العملة المشفَّرة ارتبط بمخاوف من اتخاذ إجراءات صارمة ضد غسيل الأموال عبر الأصول الرقمية من قبل وزارة الخزانة الأمريكية التي رفضت التعليق على الأمر. وقالت شبكة إنفاذ الجرائم المالية التابعة للوزارة، "فين سين"، في ردٍّ عبر البريد الإلكتروني يوم الأحد، إنَّها "لا تعلِّق على التحقيقات المحتملة، ولا إذا كانت هناك تحقيقات أم لا".

ثمن يجب دفعه

وقال أنتوني ترينشيف، المؤسس المشارك لـ"نيكسو"، مقرض العملات المشفَّرة: "استيقظ عالم العملات المشفَّرة اليوم على ألم قليل بالرأس، فقد كان ارتفاع عملة "دوغيكوين" بنسبة 100% يوم الجمعة بمثابة "ذروة الحدث"، بعد التسجيل القياسي لـ"بتكوين"، و إدراج "كوين بيس" في وقت سابق من الأسبوع. كما وصلت النشوة إلى أعلى مدى، وعندما يحدث هذا عادة في عالم التشفير، فهناك ثمن يجب دفعه."

وإلى جانب تقرير غير مدعوم بالأدلة حول حملة وزارة الخزانة الأمريكية، أوضح ترينشيف أنَّ عوامل التراجع ربما تكون قد شملت "الرافعة المالية الزائدة، والأطراف الداخلية بـ "كوين بايس" الذين تخلَّصوا من الأسهم بعد الإدراج المباشر، والانقطاع الشامل لعمال مناجم الـ"بتكوين" في مقاطعة شينغيانغ الصينية.

وأدَّى تزايد القبول السائد للعملات المشفَّرة إلى ارتفاع أسعار الـ"بتكوين"، بالإضافة إلى ارتفاع الرموز الأخرى لمستويات قياسية. ويرى أنصار الـ"بتكوين" الأكثر حماسةً أنَّها تمثِّل مخزناً حديثاً للقيمة والتحوُّط من التضخم، في حين يخشى آخرون من تشكُّل فقاعة مضاربة.

وارتفع الاهتمام بالعملات المشفَّرة مرة أخرى بعد أن بدأت الشركات من أمثال "باي بال" إلى "سكوير" بقبول المعاملات بعملة الـ"بتكوين" في أنظمتها، وبعد تحرُّك شركات "وول ستريت" من أمثال "مورغان ستانلي" نحو تسهيل وصول بعض أغنى عملائها إلى الرموز المميَّزة.

عملة متقلبة

وتأتي هذه الخطوات وسط مخاوف مستمرة بشأن تقلُّبها، وفائدتها كوسيلة للدفع، فيما تقوم الحكومات أيضاً بفحص المخاطر حول القطاع عن كثب في ظل اتّساع قاعدة المستثمرين فيه.

وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الأسبوع الماضي، إنَّ الـ"بتكوين" "تشبه الذهب إلى حدٍّ ما" من ناحية أنَّها وسيلة للمضاربة أكثر منها وسيلة للدفع. واستهدفت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في شهر يناير الماضي دور الـ"بتكوين" في تسهيل النشاط الإجرامي قائلةً، إنَّ العملة المشفَّرة تتيح "عملاً مضحكاً".

كما حظر البنك المركزي التركي استخدام العملات المشفَّرة كشكل من أشكال الدفع اعتباراً من 30 أبريل قائلاً، إنَّ مستوى إخفاء الهويّة وراء الرموز الرقمية يفتح الباب أمام مخاطر خسائر "غير قابلة للاسترداد".