"سوفت بنك" توجه بوصلتها الاستثمارية نحو منصات الابتكار الاسكندنافية

"سوفت بنك" تستثمر في شركة بقالة عبر الإنترنت في النرويج.
"سوفت بنك" تستثمر في شركة بقالة عبر الإنترنت في النرويج. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعد عرضها 120 مليون دولار لشراء حصة في شركة بقالة على الإنترنت في النرويج، تظهر مستهدفات مجموعة "سوفت بنك" نحو هذه الأعمال التي تتميز بأعلى تكاليف العمالة في الساعة في أوروبا.

ووفقاً لبول دافيسون، مدير "سوفت بنك إنفيستمنت أدفايزرز"، تشكل هذه الصفقة مثالاً على، كيف أن البلدان التي تدفع جيداً للعمال العاديين، تبتكر في كثير من الأحيان بعضاً من أذكى التقنيات؟

وخلال مقابلة أجريت معه مؤخراً، قال دافيسون، إن "أودا" (Oda)، وهي أكبر شركة بقالة عبر الإنترنت في النرويج، تعمل "في سوق عالية التكلفة للعمالة، والبقالة تنتمي لفئة الأرباح المنخفضة". وبسبب هذا المزيج، كان على الشركة "منذ يومها الأول، بناء قدرات أتمتة حقيقية وكفاءة أداء في كل ما تفعله".

ويأتي استثمار المجموعة التي تتخذ من طوكيو مقراً لها في السوق النرويجية في أعقاب صفقات كبيرة لشركات أخرى في بلدان الشمال الأوروبي. ففي أواخر العام الماضي، اشترت "سوفت بنك" حصة 10% في مزود المنصات السحابية السويدي "سينتش آ بي" (Sinch AB)، وساهمت مؤخراً فيما يقرب من 15% من " كاهوت" (Kahoot!) وهي منصة تعليمية في النرويج قائمة على الألعاب.

معايير تنافسية

على الرغم من أن مجموعة "سوفت بنك" موجودة أيضاً في العديد من الشركات في آسيا وغيرها من الأماكن ذات الأجور المنخفضة، فإن نموذجها الاستثماري في دول شمال أوروبا يشير إلى أن العمالة الرخيصة لم تكن المعيار التنافسي كما كانت في السابق.

وفي الواقع، تقدم نماذج الأجور المرتفعة ببلدان الشمال الأوروبي ابتكارات أعلى مما قد يوحي به تعداد سكانها القليل، حيث تأتي السويد والدنمارك وفنلندا ضمن العشر الأوائل في مؤشر الابتكار العالمي، جنباً إلى جنب مع البلدان الأكثر ثراءً والأكبر بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وينعكس ذلك على مختلف الصناعات. إذ تعتبر بنوك هذه الدول في طليعة مقدمي خدمات الرقمنة والدفع، حيث أصبح عملياً النقد أمراً قديماً في معظم أنحاء المنطقة.

وانتشرت أمثلة على اختراق تكنولوجيا بلدان الشمال الأوروبي المسرح العالمي منذ ولادة كل من "سبوتيفاي" و"كالارنا بنك" (Klarna Bank AB) و "أفيتو" (Avito) و"سوبر سل" (Supercell) و"آي زيتل" (iZettle) ومجموعة "تراستلي" (Trustly Group AB) في مجتمعات الرفاهية عالية الأجور والضرائب حيث تستثمر الحكومات في التعليم المجاني.

وتخطط شركة الدفع السويدية "تراستلي" للاكتتاب العام لجمع 934 مليون دولار.

وفي هذا السياق قال دافيسون: "نرى العديد من الفرص في دول الشمال، إذ تواصل المنطقة تكوين فرق مؤسسية استثنائية، تنتج عدداً من النتائج الكبيرة التي تزيد عن 10 مليارات دولار، بالإضافة إلى تشكيلها لشركات عالمية رائدة".

صفقات "سوفت بنك" في الشمال الأوروبي

  • "أودا": وافقت "سوفت بنك" في أبريل على استثمار 100 مليون يورو (120 مليون دولار) في أكبر شركة بقالة عبر الإنترنت في النرويج، للمساعدة في تمويل توسعها في فنلندا وألمانيا


  • "أوتو ستور" (AutoStore): وافقت "سوفت بنك" في أبريل على دفع 2.8 مليار دولار مقابل حصة 40% في شركة الأنظمة الآلية والروبوتات المستخدمة في المستودعات النرويجية التي قيمها بـ 7.7 مليار دولار



  • "سينتش": في ديسمبر الماضي وافقت "سوفت بنك" على شراء حصة 10% في شركة "سينتش" السويدية المدرجة في السوق السحابية، وهي شركة قابضة تقدر قيمتها الآن بنحو 1.1 مليار دولار


  • "كاهوت": في أكتوبر 2020 بدأت "سوفت بنك" بناء حصة في منصة التعليم النرويجية القائمة على الألعاب باستثمار قيمته 215 مليون دولار.


  • يأتي ذلك بعد استثمار بقيمة 10 ملايين دولار جرى قبل عامين في شركة "إكسيغير أوبوريشينز" (Exeger Operations) التي تتخذ من السويد مقراً لها، والتي تصنع الخلايا الشمسية.


وفي معرض حديثه عن الأمر، قال دافيسون: "يتمتع جميع المؤسسين والفرق، الذين نلتقي بهم في هذه المنطقة بوضوح حقيقي في الرؤية، ولا يقومون ببناء أعمال لمجرد بيعها، ثم الانتقال إلى المرحلة التالية، بل إنهم يركزون على بناء امتيازات فريدة ومثيرة وطويلة الأجل".

وخلصت دراسة أجراها البنك المركزي السويدي في عام 2019، إلى أن المكاسب التكنولوجية لم تؤدِ إلى انخفاض الوظائف، بل إن الصناعات الخدمية، بما في ذلك والاستشارات القانونية والحاسوبية، باتت توظف نسبة أكبر من الناس. وقال التقرير، إنه على الرغم من تضرر هذا القطاع أيضاً، فإن التاريخ يشير إلى أنه سيتم خلق وظائف جديدة.

وبالنسبة إلى "أودا" قال دافيسون، إن شركة البقالة على الإنترنت لديها الآن "أدوات أساسية متينة للتوسع دولياً". وأضاف أن الطريقة التي تعمل بها تعني أن العملاء واثقون من أنه يمكنهم الاستعانة بمصادر خارجية عند اختيارهم الفواكه والخضروات. ويقول دافيسون أيضاً، إن النموذج "قابل للتكرار في مناطق جغرافية مختلفة".