أستراليا تطالب بدعم مصدّري الكربون للوصول إلى انبعاثات صفرية

تصدير الفحم في أستراليا، من ميناء نيوكاسل
تصدير الفحم في أستراليا، من ميناء نيوكاسل المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أكَّد رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، أنَّه سيحضر قمة المناخ التي يعقدها الرئيس الأمريكي جو بايدن. في حين يتزايد الضغط على حكومته الداعمة لصناعة الفحم للالتزام بالهدف الصعب المتمثِّل بتحقيق صافي انبعاثات صفرية.

وخلال كلمة ألقاها لقادة الأعمال مساء الإثنين، قبل قمة بايدن الافتراضية المنتظرة للمناخ، التي تضمُّ 40 قائداً من القادة العالميين، قال الرئيس الأسترالي موريسون: "مفتاح تلبية طموحاتنا المتعلِّقة بتغيُّر المناخ هو تسويق التكنولوجيا ذات الانبعاثات المنخفضة".

أحد أكبر مصدِّري التلوث في العالم

ويتزايد الضغط الدولي على أستراليا، وهي واحدة من أكبر مصدِّري الوقود الأحفوري في العالم، ومن أكثر الدول من ناحية حصة الانبعاثات المُصدِّرة لكل فرد. وتعدُّ أستراليا عموماً متخلِّفة عن أهداف المناخ العالمية، على الرغم من أنَّ بعض أكبر أسواقها، بما في ذلك الصين واليابان وكوريا الجنوبية، تعبِّر عن طموحات متزايدة لمكافحة تغيُّرات المناخ.

ومرة أخرى، استبعد الرئيس موريسون فرض الضرائب على الملوِّثين للمناخ. إذ يعدُّ الرئيس من أكبر الداعمين للشركات التي تمثِّل مصدر الانبعاثات الكربونية الرئيسي في البلاد. بما في ذلك شركة "إيه جي إل" (AGL Energy)، بالإضافة إلى عمالقة التعدين "ريو تينتو غروب"، و "بي إتش بي غروب" (BHP). وقد قام بتحديد أسماء هذه الشركات في خطابه، مناشداً إياهم التعاون في التوصل إلى حلول لمساعدة أستراليا في الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية.

وكرر الرئيس الأسترالي موريسون رغبته أن تحقق أستراليا صافي انبعاثات صفرية في أسرع وقت ممكن، ويُفضَّل أن يكون ذلك بحلول عام 2050. كما أضاف أنَّ هذه الأهداف سيتمُّ تنفيذها من خلال ريادة الأعمال والابتكار من قِبل الصناعيين والمزارعين والعلماء في أستراليا.

حلفاء في السياسة..فماذا عن المناخ؟

ويريد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية رائدة في مجال المناخ، لكن العالم يحتاج إلى دليل على ذلك.

وفي حين تظل الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا حليفين جيوسياسيين مقربين، ويقدِّمان جبهة موحَّدة في مواجهة ما يرونه ويسمونه بــ"توسُّع الصين"، يبقى أن نرى ما إذا كانت استراتيجية الرئيس الأسترالي للمناخ سترضي إدارة الرئيس الأمريكي بايدن أم لا، خاصةً إذا لم يلتزم بتحقيق الأهداف بصرامة.

ومن المتوقَّع أن يستغل الرئيس الأمريكي جو بايدن القمة، التي تبدأ يوم الخميس، للكشف عن هدف الولايات المتحدة الأمريكية لخفض الغازات المسبِّبة للاحتباس الحراري، وهو جزء أساسي من اتفاقية باريس للمناخ التي عاود الرئيس الانضمام لها في أوَّل يوم له في منصبه. ويريد بايدن من القادة الآخرين استخدام القمة "لتوضيح كيف ستساهم بلدانهم أيضاً في زيادة طموح المناخ"، وفقاً لبيان صادر عن البيت الأبيض.

ووسط هذه الضغوط المتزايدة من واشنطن لأخذ تعهدات صعبة للوصول نحو هدف صافي الانبعاثات الصفرية، تخطط كندا لتقديم أهداف أكثر صرامة هذا الشهر، في حين يناقش رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا، الذي سيلتقي جو بايدن يوم الجمعة في البيت الأبيض، خططاً والتزامات أقوى لعام 2030.

ويُذكر أنَّ الرئيس الأسترالي موريسون، لوَّح في وقت سابق وهو يحمل قطعة من الفحم بيده في البرلمان في دليل على دعمه لصناعة الطاقة في البلاد، في حين يبقى متحفِّظاً في أن يُنظر لأي خطوة يتخذها بأنَّها تقتل صناعة الوقود الأحفوري في أستراليا.

وتجني صادرات الفحم والغاز معاً ربع دخل الصادرات الأسترالية، بإجمالي 120 مليار دولار أسترالي أي ما يعادل 93 مليار دولار أمريكي سنوياً.

ووفقاً لتقرير صادر عن جامعة "نيو ساوث ويلز" نُشر في يوليو الماضي، فإنَّ هذه الإيرادات تأتي نتيجة لسعر الطاقة المرتفع. وتعدُّ أستراليا الآن أكبر مصدِّر للفحم والغاز في العالم، مما يجعلها واحدة من أكبر المساهمين في تغيُّر المناخ من خلال الانبعاثات.

لكن هذا التلوث لم تتم تغطيته من قِبل اتفاقية باريس، التي بموجبها التزمت أستراليا بهدف متواضع لخفض غازات الاحتباس الحراري الخاصة بها بنسبة 26% إلى 28% بحلول عام 2030، من مستويات عام 2005.

وأضاف الرئيس الأسترالي موريسون في خطابه: "نحن نأخذ أهدافنا لخفض الانبعاثات على محمل الجد، إنَّها ليست مجرد إعلانات، بل هي التزامات، ونحن لا نأخذ الالتزامات باستخفاف في هذا البلد".