وكالة الطاقة الدولية: انبعاثات الكربون تتجه إلى ثاني أكبر زيادة في التاريخ

انبعاثات الكربون انخفضت 7% في 2020 بفضل "كورونا" قبل أن تعاود الارتفاع مجدداً بفعل الطلب على الطاقة
انبعاثات الكربون انخفضت 7% في 2020 بفضل "كورونا" قبل أن تعاود الارتفاع مجدداً بفعل الطلب على الطاقة المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كشف تقرير جديد لوكالة الطاقة الدولية، أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة العالمية ترتفع بمقدار 1.5 مليار طن في عام 2021، مدفوعة بالانتعاش القوي في الطلب على الفحم في توليد الكهرباء.

وكشف التقرير الصادر اليوم الثلاثاء، أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالمياً، والمتعلقة بالطاقة بتلك الكمية تمثل ثاني أكبر زيادة في التاريخ، بما يشير لتغيير مسار معظم الانخفاض خلال 2020، بسبب جائحة كوفيد -19.

ويمثل هذا الارتفاع أكبر زيادة سنوية في الانبعاثات منذ عام 2010، أثناء التعافي المكثف للكربون من الأزمة المالية العالمية.

وتقدر مراجعة الطاقة العالمية لعام 2021 الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ستزيد بنسبة 5% تقريباً خلال 2021، لتصل إلى 33 مليار طن، استناداً إلى أحدث البيانات من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى تحليل اتجاهات النمو الاقتصادي ومشاريع الطاقة الجديدة المقرر تنفيذها.

الطلب على الفحم

ويمثل الفحم المحرك الرئيسي لزيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، حيث من المتوقع أن ينمو الطلب على الفحم بنسبة 4.5% في العام الجاري، متجاوزاً مستواه في عام 2019، ويقترب من ذروته على الإطلاق في عام 2014، إذ يمثل الفحم المستخدم في قطاع الكهرباء ثلاثة أرباع هذه الزيادة.

وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية: "من المتوقع أن تقفز انبعاثات الكربون عالمياً بمقدار 1.5 مليار طن خلال العام الجاري - مدفوعة بعودة استخدام الفحم في قطاع الطاقة. وهذا بمثابة تحذير خطير من أن التعافي الاقتصادي من أزمة كوفيد غير مستدام إطلاقا حتى الآن بالنسبة للمناخ".

وأضاف "ما لم تتحرك الحكومات في جميع أنحاء العالم بسرعة لبدء خفض الانبعاثات، فمن المحتمل أن نواجه وضعاً أسوأ في عام 2022.

وتمثل قمة القادة حول المناخ التي التي يستضيفها الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الجاري لحظة حاسمة للالتزام باتخاذ إجراءات واضحة وفورية قبل المؤتمر السادس والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في جلاسكو.

ومن المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 4.6% في عام 2021 - بقيادة الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية - مما يدفعه فوق مستواه في عام 2019.

والطلب على جميع أنواع الوقود الأحفوري في طريقه للنمو بشكل كبير في عام 2021، إذ من المقدر أن يرتفع كل من الطلب على الفحم والغاز فوق مستويات 2019.

كما ينتعش الطلب على النفط بقوة، ولكن من المتوقع أن يظل أقل من ذروته في عام 2019، إذ لا يزال قطاع الطيران يواجه ضغوطاً.

ويقزم الارتفاع المتوقع في استخدام الفحم من استخدام مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 60% تقريباً، على الرغم من تسارع الطلب على مصادر الطاقة المتجددة.

الطلب على الطاقة في آسيا

ومن المقدر أن يأتي أكثر من 80% من النمو المتوقع في الطلب على الفحم في عام 2021 من آسيا، بقيادة الصين. كما أن استخدام الفحم في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في طريقه للزيادة، لكنه سيظل أقل بكثير من مستويات ما قبل الأزمة.

ومن المتوقع أن يقفز توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بأكثر من 8% في عام 2021، ما يمثل أكثر من نصف الزيادة في إجمالي إمدادات الكهرباء عالمياً.

وتأتي أكبر مساهمة في توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، واللتين تسيران على الطريق لتحقيق أكبر صعود سنوي لهما في التاريخ.

ومن المتوقع أن ينمو توليد الكهرباء من الرياح بمقدار 275 تيراواط/ساعة، أو حوالي 17% على أساس سنوي.

ومن المتوقع أن يزداد توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية الكهروضوئية بمقدار 145 تيراواط/ساعة، بزيادة 18% تقريباً على أساس سنوي.

ومن المتوقع أن توفر الطاقة المتجددة 30% من توليد الكهرباء في جميع أنحاء العالم في عام 2021، أكبر نصيب لها من مزيج الطاقة منذ بداية الثورة الصناعية، وأقل من 27% في عام 2019.

ومن المتوقع أن تمثل الصين ما يقرب من نصف الزيادة في توليد الكهرباء عالمياً من مصادر الطاقة المتجددة، تليها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والهند.

ويعتبر تقرير مراجعة الطاقة العالمية تحديث سنوي لوكالة الطاقة الدولية حول أحدث الاتجاهات في الطاقة العالمية وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وهي تغطي جميع أنواع الوقود والتقنيات الرئيسية، وتوفر رؤى عبر المناطق والاقتصادات والبلدان.