معدلات الطقس على مدى عقد زمني..بصمات لا يمكن تجاهلها لتغيّر المناخ

تغيّر المناخ يلقي بظلاله على معدلات الأمطار والعواصف، ويرفع درجات الحرارة والرطوبة في معظم الأماكن.
تغيّر المناخ يلقي بظلاله على معدلات الأمطار والعواصف، ويرفع درجات الحرارة والرطوبة في معظم الأماكن. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تقوم الولايات المتحدة الأمريكية باعتماد "حالة طبيعية" جديدة للطقس بشكل رسمي، يطغى عليها "بصمات تغيّر المناخ" بشكل كامل.

ففي كل عقد، تعيد الولايات المتحدة ضبط ما يتم اعتباره درجات حرارة ومستويات أمطار وثلوج طبيعية (متوسطية) في جميع أنحاء البلاد. وعلى هذا الأساس، واعتباراً من يوم 4 مايو، سوف تحل معدلات درجات الحرارة من عام 1991 إلى عام 2020، محل المعدلات الحالية الموضوعة على أساس الفترة الزمنية من 1981 إلى 2010، والتي لدى مقارنتها بمتوسط الحرارة في القرن العشرين بأكمله، نجد نتائجها صارخة وواضحة جداً. وتفيد بأن الولايات المتحدة أصبحت أكثر دفئاً ورطوبة مما كانت عليه قبل قرن تقريباً.

استخدامات تجارية

ويقول مايكل باليكي، مدير مشروع المعايير في المراكز الوطنية الأمريكية للمعلومات البيئية: "يظهر تغيرّ المناخ بوضوح في هذه المعايير الجديدة. نحن نرى بالفعل بصمات تغير المناخ، وآثارها على المعايير والأوضاع الجديدة".

وصحيح أن هذه المعايير تقدم للعلماء مقياساً لمدى تغير المناخ في الولايات المتحدة، إلا أن استخدامها الشائع هو من قبل تجّار الغاز الطبيعي والسلع، للمزايدة على عقود استخدام الطاقة. فضلاً عن استخدامها لتوقع العوائد المحتملة من مجموعة متنوعة من المحاصيل بما في ذلك الذرة وفول الصويا.

وغالباً ما يصادف الجمهور هذه الأرقام والقيم عندما يشرح خبير الأرصاد الجوية في التلفاز مدى دفء أو برودة يوم معين.

ففي موجة البرد الأخيرة في ولاية تكساس، على سبيل المثال، انخفضت درجات الحرارة في دالاس-فورت وورث، بمقدار 23 درجة مئوية، عن المعدل الطبيعي في يوم 16 فبراير. وأضاف باليكي: "ما نحاول القيام به هو وضع طقس اليوم في سياق مناسب لفهم المناخ بالوقت الحالي، وحتى يعرف الناس ما يمكن توقعه".

ويتضمن ذلك بيانات معدلات الأمطار والثلوج التي تم تجميعها من 15 ألف محطة، وقراءات درجات الحرارة التي تأتي من 7 آلاف وثلاثمائة موقع في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والتي يتم التحقق منها لمعرفة ما إذا حدثت أي تغييرات خلال اليوم أو في الموقع.

وفي حين أنه يوجد تغير صارخ عند عقد مقارنة متوسطات اليوم مع متوسطات القرن العشرين، إلا أنه عندما تم مقارنة بين الفترة الزمنية من عام 1991 إلى عام 2020، والفترة الزمنية الممتدة من عام 1981 إلى عام 2010، وجدنا في الواقع أن أحد المواقع في منطقة السهول الشمالية الكبرى أصبح أكثر برودة بشكل عام. فقد انخفض متوسط درجة الحرارة السنوية في منطقة فارغو في ولاية داكوتا الشمالية، على سبيل المثال، بمقدار 0.1 درجة إلى 42.3، وتزايد معدل الأمطار الآن في المدينة.

ومن المقرر أن يتم أيضاً تحديث البيانات من جميع أنحاء العالم هذا الشهر. وقد تم زيادة متوسط عدد العواصف المسماة في المحيط الأطلسي في وقت سابق من هذا الشهر، إلى 14 من 12 عاصفة.