الولايات المتحدة تنتقد استراتيجية أستراليا المناخية قبيل القمة الدولية

بايدن يدرس بجدية، التعهد بخفض الانبعاثات بنسبة 50% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2005
بايدن يدرس بجدية، التعهد بخفض الانبعاثات بنسبة 50% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2005 المصدر: صور غيتي
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

وجَّهت الولايات المتحدة انتقادات لأستراليا على خلفية افتقارها للطموح المناخي، وذلك قبيل القمة الدولية التي دعا إليها الرئيس جو بايدن.

وقال مصدر مسؤول في إدارة بايدن لم يكشف عن هويته في حديث للصحافيين يوم أمس الأربعاء، إنَّ "زملاءنا في أستراليا يقرُّون أنَّه لا بدَّ من إحداث تغيير"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن البيت الأبيض، مضيفاً "لا يكفي الاستمرار في المسار الحالي والأمل بأن يؤدي ذلك إلى تخفيف كبير في انبعاثات الكربون، والوصول إلى تصفير الانبعاثات بحلول منتصف القرن".

ويأتي هذا الانتقاد في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون ضغوطاً متزايدة لتحديد مهلة نهائية لتصفير الانبعاثات في بلاده التي تعدُّ من أكبر مصدِّري الوقود الأحفوري في العالم، وأحد أكبر المساهمين في انبعاثات الكربون للفرد.

وتبدأ اليوم الخميس القمة الافتراضية التي تستضيفها إدارة بايدن، وتهدف إلى تحديد أهداف حازمة على صعيد خفض الانبعاثات. ويتوقَّع أن يتعهد بايدن في خلال القمة بخفض الانبعاثات المساهمة بالاحترار المناخي إلى النصف.

تصفير الانبعاثات

وكان موريسون قد كرَّر أمام قادة أعمال في سيدني يوم الإثنين الماضي أنَّه يريد تحقيق تصفير الانبعاثات في أستراليا"بأسرع وقت ممكن، والأفضل أن يتمَّ ذلك بحلول العام 2050"، انطلاقاً من "ريادة الأعمال والابتكار اللذين يتميز بهما العمال والمزارعون والعلماء في أستراليا".

وبشكل عام، تعدُّ أستراليا متأخرة على صعيد المناخ، على الرغم من أنَّ بعض أكبر أسواقها، مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية، أعلنت جميعها عن أهداف طموحة لمكافحة التغير المناخي. وكانت إدارة موريسون قد رفضت فرض ضرائب على الشركات الكبرى المسبِّبة للانبعاثات، مثل "أيه جي أل انيرجي"، وعمالقة التعدين مثل: مجموعة "ريو تينتو"، ومجموعة "بي إتش بي"، بل هي تدعمها في مسعاها للتوصل إلى حلول لتمكين أستراليا من تصفير الانبعاثات.

وقال موريسون للصحافيين يوم الأربعاء: "نحن نعمل على كيفية" قيام أستراليا بتصفير الانبعاثات، مشيراً إلى أنَّه سيستخدم خطابه في قمة بايدن من أجل الإشارة إلى ضرورة "تركيز النقاش على الكيفية، بما أنَّه جرى الحديث بما يكفي عن التوقيت".

وبات من الواضح أنَّ ذلك لن يكون كافياً لإدارة بايدن، إذ يتوقَّع أن يعلن الرئيس الأميركي في خلال القمة التي تستمر ليومين عن هدفه المتعلِّق بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة كجزء أساسي من اتفاقية باريس للمناخ، التي كان قد أعاد الولايات المتحدة إليها في يومه الأول في سدَّة الرئاسة. ويتوقَّع أن تتعهد الولايات المتحدة بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى النصف بحلول نهاية هذا العقد، بالمقارنة مع مستويات العام 2005، بحسب مصادر مطَّلعة على الخطة.

وقال المسؤول في إدارة بايدن، إنَّ "الفوارق تتعلَّق بشكل أساسي بتحديد المسار وكيفية اتباعه"، مضيفاً "ثمَّة وجهة نظر في العالم تقول، إنَّه لا داعي للقلق؛ لأنَّ التكنولوجيا سوف تحلُّ المشكلة. ووجهة نظر أخرى تقول، إنَّ التكنولوجيا سوف تساعد، ولكنَّها لا تكفي وحدها لحلِّ المشكلة".

الوقود الأحفوري

وكان موريسون الذي حمل معه كتلة فحم للبرلمان في حادثة شهيرة هدفت لإظهار دعمه لقطاع الوقود الأحفوري، قد أعلن هذا الأسبوع أنَّ حكومته سوف تستثمر حوالي 860 مليون دولار في تكنولوجيا الهيدروجين "النظيفة"، وتقنيات التقاط الكربون، بالإضافة إلى إقامة شراكات دولية جديدة تهدف لجعل التكنولوجيا منخفضة الانبعاثات أقل تكلفة.

مع ذلك، فإنَّ حكومة المحافظين التي تسعى للتمسُّك بقاعدتها الانتخابية في المجتمعات المؤيدة للتنقيب على الفحم قبيل الانتخابات المقررة بعد نحو عام، مستمرة في دعم القطاع في افتتاح مناجم جديدة. وفي العام 2019، شكَّل الوقود الأحفوري مصدر 79% من إجمالي الطاقة الكهربائية في أستراليا.

وقد أقرَّ المسؤول في إدارة بايدن أنَّه يجري "نقاشاً سياسياً صعباً في البلاد حول مدى الطموح هناك، والتوقيت، وكيف يبدو النقاش المحلي" حيال استخراج الوقود الأحفوري. إلا أنَّه أضاف: "لا يهمّ إن كانت أستراليا، أو الولايات المتحدة، أو الإمارات العربية المتحدة، أو السعودية، يجب أن تدرك كيف تنتقل من اقتصاد يعتمد جزئياً على أنشطة تؤدي إلى كمية عالية لانبعاثات الكربون نحو اقتصاد لا يؤدي إلى ذلك".