تراجع الطلب على الوقود في الهند الموبوءة بكورونا يهدد بانتكاسة سوق النفط

يسافر سائق دراجة نارية على طول طريق "مارين درايف"المهجور خلال عطلة نهاية الأسبوع في مومباي، الهند، يوم السبت، 10 أبريل، 2021. أوقفت ولاية ماهاراشترا جميع الخدمات غير الأساسية، وأمرت الشركات الخاصة بالعمل من المنزل، وأغلقت مراكز التسوق والمطاعم خلال أبريل.
يسافر سائق دراجة نارية على طول طريق "مارين درايف"المهجور خلال عطلة نهاية الأسبوع في مومباي، الهند، يوم السبت، 10 أبريل، 2021. أوقفت ولاية ماهاراشترا جميع الخدمات غير الأساسية، وأمرت الشركات الخاصة بالعمل من المنزل، وأغلقت مراكز التسوق والمطاعم خلال أبريل. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تسببت موجة كوفيد- 19 الشرسة بالهند، في توقف مفاجئ لانتعاشها الجديد من الوباء، ومن المتوقع أن تدوم هذه الموجة بضعة أسابيع، وستؤثر على طلب الوقود، ما قد يشكل انتكاسة في سوق النفط العالمية.

ووفقاً لمسؤولين من كبار المصافي وتجار التجزئة للوقود، من المتوقع أن ينخفض الاستهلاك المشترك للديزل والبنزين في أبريل بنسبة تصل إلى 20% مقارنة بالشهر السابق، بسبب القيود المتجددة، بما في ذلك إغلاق مدته أسبوع في العاصمة نيودلهي.

وفي حين أن معالجات النفط الرئيسية لا تزال تشتري الخام، بدأت تظهر مؤخراً إشارات أنه غالباً سيتوجب تقليص عمليات التكرير للتكيف مع انخفاض الطلب.

ووفقًا لما قاله سينثيل كوماران، رئيس قسم نفط جنوب آسيا في سنغافورة لدى شركة "إف جي إي" للاستشارات الصناعية: "نظراً للوضع المحبط، فمن المحتمل أن يدوم الإغلاق لعدة أسابيع أو حتى لشهرين، إن إجمالي الطلب على المنتجات النفطية الرئيسية في الهند سيشهد تراجعاً كبيراً".

الوباء يتفاقم

يذكر أن الهند كانت قد حطمت مراراً أرقام الإصابات والوفيات في ظل انتشار الفيروس في جميع أنحاء البلاد، مما أثار مخاوف من أن الحكومة المركزية قد تضطر إلى تنفيذ إغلاق آخر على الصعيد الوطني للحد من انتشار الوباء.

وتظهر الأرقام الأولية لمبيعات الصناعة تأثيراً كبيراً على الطلب على الوقود خلال النصف الأول من أبريل وتشير التوقعات إلى أن الوضع سيزداد سوءاً.

وقال مسؤولون من المصافي وتجار التجزئة، إنه في حين أن الطلب على وقود السيارات كان تميز بالمرونة خلال الوباء، حيث تجنب الناس وسائل النقل العام لصالح قيادتهم لسياراتهم ولدراجاتهم النارية بهدف تجنب العدوى، فإن التحذيرات الجديدة من قبل حكومات الولايات للناس من مغادرة منازلهم ما لم تكن هناك حالات طوارئ، أو للحصول على الخدمات الأساسية، قد أضرت بالاستهلاك.

وفي هذا السياق، قال نيتين جويال، الذي يدير محطة تعبئة في المنطقة الشرقية المزدحمة في نيودلهي، إن مبيعات الوقود انخفضت 90% يوم الثلاثاء خلال اليوم الأول من الإغلاق الذي استمر لمدة أسبوع في المدينة.

وعادة ما يبيع جويال نحو 10 آلاف لتر من البنزين والديزل في اليوم من المحطة التي تحمل علامة "إنديان أويل كورب"، ويتوقع أن تنتعش المبيعات فقط بحوالي ربع الكميات المعتادة خلال الأيام المقبلة.

من جهتها، تتوقع"إف جي إي" انخفاض الطلب اليومي على البنزين بمقدار 100 ألف برميل هذا الشهر و 170 ألف برميل يومياً في مايو، بينما من المتوقع أن ينخفض استهلاك الديزل بمقدار 220 ألف برميل و400 ألف برميل يومياً خلال نفس الفترة.

خفض معدلات الإنتاج

وقبل تفجر الفيروس، كانت مبيعات وقود السيارات والديزل في مارس عند حوالي 750 ألف برميل و1.75 مليون برميل يومياً، على التوالي، وفقاً لحسابات بلومبرغ بناءً على بيانات حكومية رسمية.

وقد تضطر "مؤسسة نفط الهند"، وهي أكبر شركة بيع بالتجزئة للوقود في البلاد - إلى التفكير في خفض معدلات معالجة الخام إذا كان هناك انخفاض كبير في الطلب على المنتجات البترولية، وخاصة الديزل، حسبما قال شخص مطلع على الأمر.

وفرضت الهند حتى الآن عمليات إغلاق محلية، حيث تسعى الحكومة إلى تجنب تكرار الإغلاق على مستوى البلاد الذي شهدته العام الماضي، والذي دفع الطلب إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عقد في أبريل 2020.

والدولة الواقعة في جنوب آسيا هي ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، وهو ما يعني أنه من المحتمل أن ينتشر وقع هذا التأثير ليمتد عبر السوق العالمية، حتى مع انتعاش الصين والولايات المتحدة القوي.

وكان رئيس الوزراء ناريندرا مودي، قد قال في تغريدة له على تويتر إنه سيعقد اجتماعات رفيعة المستوى، يوم الجمعة، لمراجعة أزمة الفيروس، ولن يحضر التجمعات الانتخابية المقررة في ولاية البنغال الغربية.

يذكر أن الزعيم الهندي كان يخوض حملته الانتخابية خلال انتخابات الولاية، على الرغم من اندلاع موجة الوباء الشرسة.

تراجع أعمال النقل بالشاحنات

وقد تعرقل قيود الحركة النقل بالشاحنات في الهند - الذي يعتبر العمود الفقري لاقتصادها وللطلب على النفط - التي كانت تشق طريقها ببطء من أسوأ ما شهدته في عام 2020.

وقال نافين كومار جوبتا، الأمين العام لـ "أول إنديا موتور ترانسبورت كونغرس"، الذي يمثل 9.3 مليون سائق شاحنة وحوالي 5 ملايين مشغل حافلات وسيارات سياحية، إن الأعمال تراجعت إلى النصف.

وأدت القيود الأخيرة إلى نزوح جماعي جديد للعمال المهاجرين خوفاً من فقدان الوظائف، ويقول جوبتا إن سائقي الشاحنات الصغيرة ومشغلي الحافلات وسيارات الأجرة السياحية والنقل المدرسي من بين أكثر الفئات تضرراً.

وتقدر "إف جي إي" أن المركبات التجارية تمثل ما يقرب من 80% من استهلاك الديزل في البلاد، وهو الوقود الأكثر استخداماً في الهند.

وفي هذا السياق، قال كوماران من "إف جي إي": "لقد تباطأت الأنشطة الصناعية بالفعل في بعض الولايات، كان هناك أيضاً انخفاض حاد في القيادة في المدن الكبرى، وهذه المدن تساهم في الجزء الأكبر من الطلب على البنزين والديزل في الهند".