عملاق تجارة التجزئة الأمريكي "ولمارت" ينسحب من أسواق اليابان

شركة سيوني اليابانية لتجارة التجزئة
شركة سيوني اليابانية لتجارة التجزئة بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قرر عملاق مبيعات التجزئة الأمريكي "ولمارت"، بيع غالبية أسهم شركة "سيو" اليابانية لمبيعات التجزئة المملوكة له، إلى تحالف محلي، في صفقة تقدَّر قيمتها بنحو 172.2 مليار ين (1.6 مليار دولار).

وبموجب الاتفاق، سيملك صندوق الأسهم الخاصة "كيه كيه أر"غالبية الأسهم بحصة تصل إلى 65 في المئة، من سلسلة متاجر السوبر ماركت اليابانية "سيو"، في حين سيملك عملاق التجارة الإلكترونية الياباني "راكوتين" 20 في المئة، على أن تحتفظ "ولمارت" بحصة صغيرة نسبتها 15 في المئة، بحسب ما ورد في بيان اليوم الإثنين.

انسحاب من الأسواق اليابانية

وتشكِّل هذه الصفقة، انسحاباً لعملاق تجارة التجزئة الأمريكي من السوق اليابانية، بعد عقدين من الزمن على دخول سوق مبيعات التجزئة في اليابان.

ومن المتوقَّع إتمام الاتفاقية في الربع الأول من عام 2021، إذ سيبقى "ليونيل ديسملي" كبير المديرين التنفيذيين في "سيو" في منصبه خلال إتمام الصفقة، ثم يتولى منصباً جديداً ضمن "ولمارت"، على أن يعيِّن مجلس الإدارة الجديد المؤلف من الملاك الجدد تنفيذيين جددٍ للشركة.

وستسعى "راكوتين"، و"كي كي آر" إلى دعم العمليات الرقمية لشركة "سيو" مع ازدياد الطلب على البيع بالتجزئة عبر الإنترنت في اليابان في خضم الوباء.

إدراج "سيو" في سوق الأسهم

وسيحافظ المُلَّاك الجدد على الخطة المعلنة سابقاً لإعادة إدراج "سيو" في سوق الأسهم مستقبلاً، فقد قال طإيجي ياتاغاوا"، الشريك في "كي كي آر" لـ"بلومبرغ نيوز": "من المؤكَّد أنَّ الاكتتاب العام الأولي يمثِّل هدفاً مشتركاً لنا، والمهم هو بناء شركة يمكن طرحها للاكتتاب العام، وكي تكون شركة مساهمة عامة، يجب أن تُظهر للسوق قصة جذابة للغاية".

وقالت "ولمارت" في شهر يونيو من العام الماضي: "إنَّها ستسعى لإعادة إدراج "سيو" في سوق الأوراق المالية بعد سنوات من التكهنات، فيما لو كانت ستبيع سلسلة المتاجر بعد سنوات من الأداء الضعيف.

وبالرغم من أنَّ تقرير عام 2018 في صحيفة نيكاي ، قد قال:" إنَّ الشركة التي يقع مقرها في "بينتونفيل، أركنساس" تخطط لبيع الشركة مقابل 500 مليار ين، إلا أنَّ الشركة أنكرت باستمرار أنَّها تسعى للخروج من ذلك السوق.

فشل خارجي

واستثمرت "ولمارت" في "سيو" خلال عام 2002 وحوَّلتها إلى شركة خاصة في عام 2008، لكنَّها كغيرها من عمالقة التجارة بالتجزئة الأجانب،ومنهم "تيسكو"، و "كارفور "الفرنسية، فقد فشلت في تحقيق النجاح في قطاع متاجر السوبرماركت الشهير لصعوبته البالغة في اليابان، وهامش ربحه المنخفض، وكافحت من أجل أن تنافس المنافسين المحليين مثل" أيون كو"، و"سيفين أند آي هولدينغ كو".

في عام 2018 بدأت العمل مع "راكوتين" بتسليم المنتجات الطازجة في اليابان إلى جانب عمليات الكتب الإلكترونية في الولايات المتحدة، إذ كان العملاق الأمريكي يعمل على إعادة تشكيل عملياته الدولية ،ليركز على الأسواق ذات احتمالات العائدات العالية كالهند والصين، والاستثمار في بناء عملياته الرقمية عالمياً، مع مواجهته ضغط النفقات ،وتباطؤ النمو في سوقه الأم.

وتمثِّل المنتجات الطازجة سوقاُ تبلغ قيمته 60 تريليون ين في اليابان، لكنَّ المبيعات عبر الإنترنت لا تشكل إلا 3-4 في المئة منه، كما ورد في تقرير "نورياكي كوموري"، المدير التنفيذي في "راكوتين" ، حول إيجاد فرص النمو، موضِّحاً أنَّ مبيعات الكتب والأجهزة المنزلية حوالي ثلث المبيعات عبر الإنترنت.

وعزَّز وباء كورونا من التجارة الإلكترونية في اليابان، في حين عرقل التأقلم أحياناً أسواقاً أخرى، على أنَّ أسواق التسوق الإلكتروني للملابس والأطعمة قد شهدت أرباحاً ملحوظة.

ويبدو الجمع هنا مع تاجر التجزئة الإلكتروني، إذ تدير "راكوتين" أضخم متجر تسوق إلكتروني في اليابان مع المتاجر التقليدية ، وكأنه يردد صدى صفقة "أمازون " الخاصة بشراء "هول فودز ماركتس " عام 2017 بقيمة 13.4 مليار دولار.علماً أنَّ "هول فودز " قد عانت خلال الوباء مع انخفاض عدد زبائنها بنسبة 25%.

وكانت شركة "أمازون اليابان" تدير بالفعل خدمات توصيل البقالة مع "لايف كورب"، وهي سلسة متاجر سوبرماركت.

قالت "جوديث ماكينا"، رئيسة قسم الأعمال الدولية في "ولمارت": "أصبح العالم اليوم مختلفاً للغاية عما كان عليه قبل 18 شهراً بالنسبة لنا جميعاً، لقد تسارع العالم ضمن قناة جامعة، وتحولات رقمية خلال هذا العام، وليس ذلك في اليابان فحسب، بل في جميع أنحاء العالم".

وقفزت أرباح وإيرادات شركة "ولمارت" بوتيرة تتجاوز توقُّعات المحللين خلال الربع الثاني من العام الماضي، بدعم من نمو نسبته 97 في المئة في المبيعات الإلكترونية.

وأظهرت نتائج أعمال الشركة، أنَّها حقَّقت صافي دخلٍ بقيمة 6.48 مليار دولار في الشهور الثلاثة المنتهية في يونيو 2020، في حين ارتفعت الإيرادات إلى 137.74 مليار دولار ، مقابل 130.38 مليار دولار للفترة المماثلة من 2019.