هل تفقد "تسلا" بريقها مع تراجع حماس المستثمرين لأسهمها؟

"تسلا" تنفي استخدام كاميرات سياراتها في التجسس في الصين
"تسلا" تنفي استخدام كاميرات سياراتها في التجسس في الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ينبغي التماس العذر للمستثمرين المتعصبين لـ"تسلا" لتعجُّبهم من اختفاء حماسة امتلاك سهم شركة صناعة السيارات الكهربائية الأيقونية.

وبعد كل شيء، وبعد ارتفاعها بأكثر من 700% العام الماضي، اكتسبت الأسهم 3.4% فقط في 2021، وسرقت أسهم الميم مثل "غيم ستوب" الأضواء من "تسلا"، فيما جذبت بتكوين جميع الضجة تقريباً. ولكن نتائج أعمال الربع الأول لعملاقة السيارات الكهربائية المقرَّر صدورها غداً الاثنين قد تغيّر كل ذلك.

ونظراً إلى إعلانها عن تسليمات قوية في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، فإن التوقعات مرتفعة، وعلى "تسلا" إقناع المستثمرين بأنها يمكن أن تتمسك بريادتها في سوق السيارات الكهربائية التي أصبحت مجالاً مزدحماً بشكل متزايد، ولذلك يتوقع المتداولون هبوط السهم.

وتُوحي أسعار عقود الخيارات بأن سهم "تسلا" قد يتقلب بنسبة 7.2% صعوداً وهبوطاً، وهو ما قد يكون أكبر تحرُّك بعد إعلان نتائج أعمال العام الماضي في يناير.

وكتب جيفري أوسبورن، المحلل في "كوين" (Cowen)، في مذكرة أوائل الشهر الجاري: "نُقِرّ بأن (تسلا) زلزلت قطاع السيارات، ولكن الالتزامات والتقدم المُحرَز من صناع السيارات الراسخين مثل (فولكس واغن) و(جنرال موتورز) تشير إلى أن (تسلا) وصلت إلى ذروة الحصة السوقية في فئة المركبات الكهربائية".

خطط طموحة

وأعلنت شركات صناعة السيارات التقليدية في الولايات المتحدة وأوروبا عن خطط طموحة العام الجاري لدخول سباق السيارات الكهربائية، بدءاً من سيارات "سيدان" للاستخدام اليومي إلى سيارات الدفع الرباعي والسيارات الفارهة، وفيما تتمتع شركة الملياردير إيلون ماسك بميزة كبيرة أمام منافسيها من حيث التكنولوجيا والبرمجيات والوعي بالعلامة التجارية، فقد تبدأ مكانتها في التآكل سريعاً مع انضمام مزيد من المنافسين إلى المعركة.

وكتب آدم جوناس، المحلل في "مورغان ستانلي" في مذكرة يوم الخميس: "ترى (تسلا) نفسها اللاعب الرئيسي في المرحلة الأكثر تشكيلاً لصناعة المركبات المستدامة والتحول عن الوقود الأحفوري"، وأضاف أن الشركة تحتاج إلى معالجة القضايا المتعلقة بتصنيع البطاريات ذات المصادر المستدامة وسلسلة التوريد.

وأوضح جوناس أن الأولوية الحالية هي توسيع الإنتاجية وتحويل "سيطرة تسلا إلى نطاق تصنيعي كبير" قبل أن تصبح السوق أكثر ازدحاماً.

وسيحرص المستثمرون أيضاً على معرفة مزيد من التفاصيل حول مصانع "تسلا" في ألمانيا ومدينة أوستن في تكساس، بالإضافة إلى أي إشارات عن الطلب على سياراتها العام الجاري، ولم تضع "تسلا" هدفاً لتسليمات عام 2021، رغم أنها ألمحت إلى نطاق يصل إلى نحو 750 ألف وحدة.

مخاطر متوقَّعة

مع إنتاج شركات السيارات التقليدية مزيداً من السيارات الكهربائية، توجد مخاطر من أنها ستحتاج إلى شراء عدد أقلّ من نقاط الائتمان التنظيمية من "تسلا" للبقاء ملتزمةً قواعد الانبعاثات، وهو ما قد يؤثّر في مصدر إيرادات لـ"تسلا"، على الرغم من صغره فإنه يدعم الأرباح عادةً بنسب متفاوتة لعدم ارتباطه بالتكاليف.

وقال كيفن تينان، المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس"، في مقابلة: "حتى في أول عام مربح لها في 2020، كان الدخل المعدل قبل الضريبة أقلّ من أرباح بيع نقاط الائتمان الكربونية لشركات صناعة السيارات التي لا تستطيع بناء سيارات نصف نقل وسيارات رياضية متعددة الاستخدامات (SUV) بالسرعة الكافية، ومن المثير للسخرية أنه رغم كل الضجة حول السيارات الكهربائية، فإن صانعي السيارات القدامى يحقّقون كثيراً من المكاسب من بيع شاحنات نصف النقل (البيك أب) والسيارات الرياضية متعددة الاستخدامات ذات محركات الحرق الداخلي، بدرجة جعلت (تسلا) مربحة".

وبغضّ النظر عن تلك المشكلات العامة، فإن حادثة الاصطدام القاتل الحديث لسيارة طراز "S" في تكساس ينبغي أن يُخصَّص لها وقت كافٍ في مكالمة الأرباح، ويحاول المحللون تفسير وقوع الحادثة وما إذا كان لنظام مساعدة السائق للشركة، المعروف بـ"أوتو بايلوت" (AutoPilot)، يد في الحادثة.