جيش "روبن هود" يغزو الصناديق المتخصصة

تطبيق "روبن هود" للتداول
تطبيق "روبن هود" للتداول المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

اشتهر جيل "روبن هود" (Robinhood) من المتداولين بتسببه خلال العام الجاري في العديد من التحركات العنيفة في الأسهم يومياً، سواء لأمثال الشركات المحلقة مثل "تسلا"، أو الشركات شديدة التضرر مثل "هيرتز جلوبال هولدينغز" (Hertz Global Holdings)، ويغذي هؤلاء المستثمرون الأفراد النمو الآن في بقعة ساخنة من عالم صناديق المؤشرات؛ ألا وهي الصناديق المتخصصة.

وتسير صناديق المؤشرات المصنفة وفق تخصص ما –مثل الطبابة عن بعد، والألعاب، وحتى رعاية الحيوانات الأليفة– بمسار أفضل بشكل عام من الصناديق غير المتخصصة، حيث جذبت 20 مليار دولار حتى الآن خلال العام 2020 بما في ذلك 2.5 مليار دولار في نوفمبر الحالي وحده؛ بحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ".

وتشير منصات التداول إلى أن المستثمرين الأفراد بدأوا في اقتناص هذه الصناديق التي تعكس عادة اهتمامات الشباب وحياتهم اليومية، ويتجنبها في الوقت نفسه مديرو الأموال على ما يبدو. وأفصح "تود روزينبلاث"، مدير أبحاث صناديق المؤشرات في "CFRA"، بأن "هذه الصناديق جديدة للغاية على المؤسسات الاستثمارية، لدرجة أنهم لم يقوموا حتى الآن بإجراءات الفحص النافي للجهالة لها".

وأضاف: "بالرغم من أن هذه الفئة من الأصول موجودة منذ 15 عاماً؛ لم تنطلق صناديق المؤشرات المتخصصة فعلياً سوى في عام 2014 مع صندوق (HACK).

ونما استثمار الأفراد العام الجاري مع مكوثهم في المنزل جراء فيروس كورونا، لكن اللافت أن قطاع الصناديق المتخصصة اجتاح ببراعة كلا الاتجاهين، سواء فترة المكوث في المنزل أو مرحلة إعادة فتح الاقتصاد.

فمن بين صناديق المؤشرات المتخصصة الخمسة عشر التي تم إطلاقها العام الجاري، يعتمد العديد منهم على اتجاهات المكوث في المنزل بما في ذلك صندوقيّ (BETZ) و(WFH) التابع لشركة (Direxion). كما شهدت العديد من تلك الصناديق تدفقات جديدة كبيرة مثل صندوق (EDOC) الذي جمع 430 مليون دولار منذ إطلاقه في يوليو الماضي.

ولا يزال المستثمرون يتطلعون إلى الاستفادة من النمو في الخدمات الرقمية، حتى في الوقت الذي يتحرك فيه العالم باتجاه إنتاج أمصال واعدة ضد كوفيد-19، والتي قد تؤدي إلى فتح الاقتصاد بالكامل في العديد من الدول. ففي 11 نوفمبر الحالي أطلق "Global X" صندوق (EWEB) المتخصص بالإنترنت والتجارة الإلكترونية في الأسواق الناشئة.

لاعبون جدد

تشهد صناديق المؤشرات الخاصة مؤخراً مكاسب ملحوظة؛ فمع أن لتطبيقات التي توفر تداولات مجانية مثل "إم وان M1" و"روبين هود Robinhood"، هي بمثابة محفز لتداول الأفراد للأسهم، أكثر من تداول صناديق المؤشرات، لكن الأسماء الجذابة وسهولة التداول وانخفاض الرسوم، ستُكسب هذه الصناديق مشجعين جدد.

وتقول "سارا روزايلا"، مؤثرة مالية تبلغ من العمر 19 عاماً وتشتهر باسم "سارا فاينانس" وتمتلك أكثر من 660 ألف متابع على وسائل التواصل الاجتماعي، إنها توصي عادة بصناديق المؤشرات، لافتةً إلى أنه بالنظر إلى أن متابعيَّ من الشباب، فهم لا يريدون مخاطر كبيرة"، أما الصندوق المفضل بالنسبة لها فهو ARKK، وهو أكبر صندوق متخصص بأصول تبلغ حوالي 11 مليار دولار.

وترى "هولي فرامستيد"، من "بلاك روك BlackRock" أن أحد أسباب ازدياد أهمية صناديق المؤشرات المتخصصة، يتمثل في كونها تضيف الاتجاهات الكبيرة للمحفظة الاستثمارية، إذ تتخصص هذه الصناديق في مجالات يريد الكثير من المستثمرين دخولها، لكنهم لا يعرفون بالضرورة أسماء معينة للاستثمار في أسهمها.

وضمن أول 30 ورقة مالية يتداولها عملاء شركة "فيدليتي Fidelity"، لا يوجد حتى الآن سوى 5 صناديق مؤشرات، ولا يوجد بينها أي صندوق متخصص.

وما يزيد الأمور تعقيداً أن بعض مصدري هذه الصناديق لا يستخدمون وصف "المتخصص" للدلالة عليها، حيث تطلق "بلاك روك" على صناديقها المتخصصة "الاتجاهات الكبيرة megatrends"، في حين تدعوها "ستيت ستريت State Street" بصناديق مؤشرات "الاقتصاد الجديد new economy". كذلك قد لا تجد الشركات التي تطلق "صناديق مؤشرات" في قطاعات شديدة التفرع الكثير من المشترين في الوقت نفسه. وقال" إريك بالتشوناس"، المحلل في "Bloomberg Intelligence": "صناديق المؤشرات شديدة التخصص لديها تاريخ طويل من التحول إلى قطاعات شديدة التفرع".

وفي الواقع، قام "جولدمان ساكس Goldman Sachs" الشهر الجاري بدمج خمسة صناديق شديدة التخصص مع بعضها في صندوق واحد باسم "انوفيتيف إكويتي Innovate Equity".

مغريات وعوائق

مع ذلك، يقول المراقبون إن الاهتمام يزداد بصناديق المؤشرات شديدة التخصص بشكل عام، فوفقاً لـ"ستاش كابيتال Stash Capital"، التي تملك تطبيق استثمار للمبتدئين؛ فإن 88 بالمئة من جميع المستثمرين في صندوق مؤشرات ألعاب الفيديو (GAMR) شديد التخصص هم من المتداولين الأفراد.

وقال "سكوت هيلفستاين"، المدير التنفيذي للاستثمار المتخصص في "بروشيرز أدفيزرز ProShares Advisors": "إن المستثمرين الأفراد يستخدمون صناديق المؤشرات شديدة التخصص كي يحصدوا فوائد التكنولوجيات سريعة التغير، وفي الوقت نفسه فإنهم يستثمرون في التخصصات التي يجدونها جذابة. إذ يمكن أن تكون القصص البسيطة مقنعة للغاية للمستثمرين الأفراد، سواء كنا نتحدث عن العمل من المنزل أو توصيل البقالة أو زيادة التسوق عبر الانترنت".

لكن "ناتي جيراسي"، رئيس شركة الاستشارات الاستثمارية "ETF Store"، يرى "إنه بالرغم من أن بعض مديري الأموال والصناديق يستخدمون المنتجات شديدة التخصص؛ فإن سجل الأداء القصير وقاعدة الأصول الصغيرة لمثل هذه الصناديق قد تشكل عوائق. فبالرغم من إمكانات النمو الهائلة لقطاع الصناديق المتخصصة؛ فإن صندوق مؤشرات" ألعاب فيديو"، على سبيل المثال، لا يقدم بالضرورة التطور والعمق للمستثمرين الأفراد في صناديق المؤشرات، نظراً لشدة تخصصه".