التشاؤم يحيط بتوقعات اقتصاد ألمانيا في المدى القصير

القيود لازالت تحاصر اقتصاد ألمانيا
القيود لازالت تحاصر اقتصاد ألمانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

على عكس المتوقع، أصبحت الشركات الألمانية أكثر تشاؤماً بشأن التوقعات الاقتصادية، في ظل مواصلة البلاد لمحاربتها بعناد للمعدل المرتفع لعدوى فيروس كورونا، ووسط تأثير مشاكل الإمداد الصناعي على الانتعاش. حيث انخفض مقياس توقعات معهد "البحوث الاقتصادية" الذي يتخذ من ميونخ مقراً له، للأشهر الستة المقبلة إلى 99.5 في نتائج أبريل من 100.3. على عكس توقعات الاقتصاديين الذين استطلعت بلومبرغ بتحقيق زيادة.

في الوقت نفسه، أظهرت البيانات تحسن في تقييم الظروف الحالية.

ورغم ما قامت به ألمانيا بتسريع حملة التطعيم بشكل كبير، فإن معدل الإصابة المرتفع يقيد نشاط الشركات، حيث تم فرض حظر التجول ليلاً منذ يوم السبت في أنحاء شاسعة من البلاد، وأجبرت العديد من المتاجر على الإغلاق بعد أن شددت الحكومة القيود.

أشباه الموصلات

وقال معهد "البحوث الاقتصادية" إن حوالي 45% من الشركات في قطاع التصنيع الألماني أبلغت أيضاً عن نقص في سلسلة التوريد، وهي أعلى قيمة في ثلاثة عقود.

وتتعلق التحديات في سلاسل التوريد بمصادر أشباه الموصلات وكذلك المنتجات الوسيطة الأخرى. وقال كليمنس فويست رئيس معهد "البحوث الاقتصادية" على راديو بلومبرغ: "لدينا مشكلة خطيرة في هذا الشأن، هذا شيء من المرجح جداً أن يعيق الانتعاش في التصنيع".

وأفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" يوم السبت أن شركة "فولكس واجن" أبلغت المديرين أن النقص العالمي في الرقائق سيتسبب في ضرر أكبر للإنتاج في الربع الثاني مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة.

منعطف هام لقطاع الخدمات

أشارت استطلاعات آراء مديري المشتريات يوم الجمعة، إلى أن منطقة اليورو الأوسع تقلب صفحة الوباء، بعد أن أدت عمليات الفتح والإغلاق المتقطعة إلى ركود مزدوج.

ونمت الخدمات في أبريل للمرة الأولى منذ ثمانية أشهر، وهو منعطف هام لقطاع عانى من بعض أسوأ القيود منذ تفشي المرض. وكانت هناك خسارة طفيفة في الزخم في التصنيع الألماني وسط نقص في الإمدادات ونقص في طاقة الشحن. ومن المتوقع أن يكتسب الانتعاش زخماً في النصف الثاني من العام، مع استمرار عمليات التطعيم، وتخفيف عمليات الإغلاق، وفي الوقت ذاته، يجري أيضاً إطلاق صندوق التعافي الأوروبي البالغ 800 مليار يورو (966 مليار دولار).

وفي هذا السياق، قال كارستن برزيسكي، الاقتصادي في "آي إن جي جيرماني"، في مذكرة: "بالنظر إلى ما هو أبعد من التشوهات المحتملة في البيانات قصيرة الأجل، فإن التوقعات العامة للاقتصاد الألماني قد تحسنت بشكل واضح، مع احتمال أن يكون 50% على الأقل من السكان البالغين قد تلقوا جرعة اللقاح الأولى قبل الصيف، لذا فإن إعادة فتح الاقتصاد بشكل أكبر لن يكون بعيداً جداً".