أهداف بايدن المناخية لا تحمل تهديدات لولع الأمريكيين باللحوم

لن يضطر الأمريكيون إلى تناول لحوم أقل بهدف تحقيق الأهداف المناخية
لن يضطر الأمريكيون إلى تناول لحوم أقل بهدف تحقيق الأهداف المناخية المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قد يريح الأمريكيين أن يعرفوا، أن الرئيس جو بايدن، لن يحرمهم من اللحم وشطائر الـ"هامبرغر"، ضمن جهوده لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

هذا ما قاله، وزير الزراعة الأمريكي، توم فيلساك، الذي أخبر الصحفيين يوم الاثنين الماضي، أن سلسلة من التقارير في وسائل الإعلام المحافظة تربط أهداف بايدن المناخية الجديدة بتناول كميات أقل من اللحوم، وهو أمر ببساطة غير صحيح. وأضاف فيلساك خلال اجتماعه الافتراضي: "لا يوجد جهد مصمم للحد من تناول الناس للحوم الأبقار".

إشاعات بتوجهات سياسية

وكانت الضجة قد بدأت حول تدخل الحكومة في أكل اللحوم في البلاد خلال الأسبوع الماضي. بعدما تعهد بايدن بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة إلى نصف مستويات عام 2005، بحلول عام 2030، إلا أنه قدم تفاصيل قليلة حول كيفية تحقيق هذا الهدف.

واستغل مقال في صحيفة "ديلي ميل" هذا الغموض، وقال إن الأمريكيين "يمكن" أن يضطروا إلى قطع 90% من اللحوم الحمراء من وجباتهم الغذائية. والدليل على ذلك كان دراسة أجرتها جامعة ميشيغان قبل عام، وجدت أن اتّباع مثل هذا النظام الغذائي في حد ذاته، سيقلل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المرتبطة بالمزارع بمقدار النصف.

وسرعان ما رددت شخصيات في محطة "فوكس نيوز" قصة صحيفة "ديلي ميل". وظهر لاري كودلو، المستشار الاقتصادي للرئيس السابق دونالد ترمب، في برنامج "فوكس بيزنس" قائلاً بأن الأمريكيين قد يضطرون إلى استبدال اللحوم بالخضروات المشوية.

وبحلول نهاية الأسبوع، تم تداول هذه الادعاءات على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي للجمهوريين البارزين، بما في ذلك النائب، لورين بويبرت، وحاكم ولاية تكساس، غريغ أبوت، وحاكم ولاية أيداهو، براد ليتل، ودونالد ترمب جونيور، كما ظهرت هذه الرسائل مع رسومات من "فوكس نيوز".

أنا متأكد من أنني أكلت أربعة أرطال من اللحم الأحمر مساء أمس. بالتأكيد سأرفض هذا الأمر تماماً. - دونالد ترمب جونيور

"أخبار كاذبة"

وقال فيلساك، إنه على الرغم من وجود تحركات على مستوى العالم لتقليل تناول اللحوم لأسباب صحية وبيئية، إلا أنه لا يتم الترويج لها من قبل الحكومة. والحقيقة هي أن بعض النقاد قالوا إن مقترحات إدارة بايدن سترسخ في البلاد نظاماً يركز على إنتاج اللحوم.

وتعمل الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة على خفض الانبعاثات في مجال الزراعة من خلال اتخاذ خطوات قائمة على الحوافز، مثل ما يسمى بأسواق الكربون التي تكافئ المزارعين، مقابل تبني ممارسات صديقة للبيئة. ويذكر أن الزراعة تنتج نحو 10% من انبعاثات الولايات المتحدة.

الزراعة في الولايات المتحدة

وصف مايك سترانز، نائب رئيس شؤون الدعوة والمناصرة في الاتحاد الوطني للمزارعين، الادعاءات المتداولة حول خطة بايدن لخفض استهلاك اللحوم الحمراء بأنها "تكهنات غير منطقية". ويعد الاتحاد ثاني أكبر منظمة زراعية عامة في الولايات المتحدة.

ومع أن الوزير فيلساك، الذي كان يخاطب تجمعاً سنوياً للصحفيين، لم يصرح بعبارة "أخبار مزيفة" عند وصف هذه الإشاعات، إلا أنه قال بطريقة مواربة، إن مزاعم كودلو وآخرين، تعد كذلك. وأضاف أيضاً: " يتم ممارسة بعض الألعاب أحياناً في عالم السياسية، حيث يتم إلصاق بعض المشاكل ببعض القضايا ودمجها معها أثناء النقاش. مع أنه من الواضح، عدم ووجد أساس واقعي لهذه المشكلة. ولكن يتم طرح هذا الموضوع على يقين من أن شخصاً ما سوف يلتقط الأمر، ويسأل عنه، ليتحول بذلك الموضوع فجأة إلى مشكلة".