البنوك الإقليمية في أمريكا تعاني من تراجع القروض وسط جائحة كورونا

الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تكافح البنوك الإقليمية لحلِّ معضلة الإقراض نفسها التي يواجهها منافسوها الكبار، فعلى الرغم من الانتعاش الاقتصادي، ما يزال من الصعب تحقيق نمو في القروض.

وسجَّلت أكبر خمسة بنوك إقليمية في الولايات المتحدة انخفاضاً في إجمالي القروض للربع الأول مقارنة بالعام السابق، فقد سجَّل بنك "بي إن سي فايننشال سيرفيسز غروب"، ومقرُّه بيتسبرغ أكبر انخفاض، بنسبة 10٪، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ.

أما "جي بي مورغان تشيس آند كو"، وهو أكبر بنك في البلاد، فقد تراجعت القروض بنسبة 3.6٪، وفقاً لإيداعات الشركة.

نمو القروض بعيد المنال

وفي هذا الصدد، قال "ديفيد تورنر"، الرئيس المالي في بنك "ريجونز فايننشال كورب"، في مقابلة عبر الهاتف، إنَّ نمو القروض "كان بعيد المنال إلى حدٍّ كبير بالنسبة للقطاع خلال الجائحة، ومع كل الحوافز المطروحة، كان الأفراد والشركات غارقين بالسيولة إلى حدٍّ كبير".

وقال "تورنر"، الذي يقع مقر بنكه في برمنغهام، ألاباما: "لا أحد يعلم" متى سيعود نمو القروض إلى طبيعته بالضبط؟.

وفي الواقع، فإنَّ إحدى الطرق التي تواجه بها البنوك الصغيرة التحدي هي الاندماج. فقد اجتمعت مجموعة كبيرة من البنوك الإقليمية في الأشهر الأخيرة للمساعدة في مواجهة ضعف الطلب على القروض، وكذلك انخفاض أسعار الفائدة، والحاجة إلى تعزيز الإنفاق على التكنولوجيا.

ويأتي الضغط من "جي بي مورغان"، وكبار المقرضين الآخرين في البلاد، الذين ينتقلون إلى ولايات جديدة، وينفقون المليارات سنوياً على العروض الرقمية.

وبالإشارة إلى أحدث عمليات الشراكة، فقد صرَّح بنك "نيويورك كوميونيتي بانكورب"، يوم الإثنين، أنَّه وافق على شراء بنك "فلاغستار بانكورب"، في ميشيغان، مقابل 2.54 مليار دولار.

وتبع تلك الصفقة إعلان بنك "ويبستر فايننشال كورب" عن نيته شراء بنك "ستيرلنغ بانكورب"، ومقرّها في بيرل ريفر، نيويورك، في صفقة قائمة على تلقي البائعين أسهماً بدلاً من النقد، فقد قُدِّرت قيمة الصفقة عند 5.14 مليار دولار.

الرهان على الانتعاش الاقتصادي

وحتى مع النمو البطيء في أعمال الإقراض، تمكَّنت البنوك الإقليمية من تعزيز أرباحها في الربع الأول، مدعومةً مثل نظيراتها الأكبر من سرعة الانتعاش الاقتصادي، والقدرة على تحرير الاحتياطيات التي كانت قد خصَّصتها سابقاً للقروض المعدومة.

وارتفع مؤشر "كيه بي دبليو للبنوك"، بنسبة 0.5٪ في الساعة 11:23 صباحاً في نيويورك؛ فقد اكتسب ما يقرب من 28٪ منذ بداية العام.

وفي السياق نفسه، قال "كيلي كينغ" الرئيس التنفيذي لبنك "ترويست فاينانشال كورب"، للمحللين في مكالمة أرباح: "مع اقترابنا من النصف الثاني، سيكون لدينا اقتصاد مدعوم بشكل سريع". كما أعرب عن تفاؤله بمسار الجائحة، مشيراً إلى سرعة جهود التطعيم والنظم المستخدمة لتتبع الفيروس.

إلا أنَّ "رينيه جونز"، الرئيس التنفيذي لبنك "إم آند تي بنك غروب" قال، إنَّ الانتعاش سيكون على الأرجح "متفاوتاً للغاية" بسبب تأثير الجائحة المتباين عبر مختلف قطاعات الاقتصاد؛ فقد تضررت على سبيل المثال الشركات التي تعتمد على العمال أصحاب الأجور المنخفضة، مثل المسارح والمطاعم بشكل خاص.

وقال "جونز" في مقابلة عبر الهاتف، إنَّه على الرغم من الانتعاش القوي، فإنَّ هذه هي المجالات "التي ستكون مؤشِّراً صريحاً على الصحة الأساسية والحقيقية لاقتصادنا، وأحيائنا، ومجتمعاتنا".

وتعليقاً على الموضوع، قال "تيري دولان"، المدير المالي لبنك "يو إس بانكورب"، في مقابلة عبر الهاتف، إنَّه يرى أنَّ نمو القروض سيعود في النصف الثاني، وإنَّه متفائل بشأن الآفاق الاقتصادية والتجارية لبقية العام، هذا ويُعدُّ بنك "يو إس بانكورب"، ومقرّه مينيابوليس، أكبر بنك إقليمي في البلاد من ناحية الأصول.