كورونا يعصف بتوقعات "لوفتهانزا" و"هيثرو"

لوفتهانزا
لوفتهانزا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كبحت شركة "لوفتهانزا" الألمانية خططاً بشأن تعديل سعات الطائرات، في حين خفَّض مطار "هيثرو" في لندن توقُّعاته بخصوص عدد الركاب، فقد أدت موجات جديدة من الإصابات بفيروس كورونا إلى تراجع احتمالات انتعاش السفر مع حلول بداية الصيف.

والآن، وخلال كامل عام 2021، تتوقَّع "لوفتهانزا" أن تقدِّم 40% فقط من قدرتها التي كانت تقدِّمها قبل انتشار الوباء، وفقاً لبيان صدر يوم الخميس، وهو رقم أقل من المستوى الذي قالت، إنَّه ضروري لتوليد تدفُّق نقدي إيجابي. من جهة أخرى، خفَّض مطار "هيثرو" توقُّعاته لتصل إلى أقل من 13 مليون مسافر، وهو أقل من الرقم الذي اجتذبه خلال العام الماضي.

وتصارعت كلٌّ من الخطوط الجوية والمطارات التي تخدمها مع نظرة مستقبلية غير مؤكَّدة، إذ تعمل الحكومات على إعادة فتح السفر، في حين ينتشر الفيروس في بلدان مثل الهند. ولا تزال أوروبا في قبضة الوباء وسط طرح بطيء للقاحات في القارة، إذ يتوقَّع اتحاد النقل الجوي الدولي أن تكون المنطقة هي الأبطأ في العالم من ناحية تقليل الخسائر هذا العام.

وتداولت أسهم "لوفتهانزا" على انخفاض 1% اعتباراً من الساعة 9:03 صباحاً في فرانكفورت. وسجلت شركة الطيران الألمانية -وهي الأكبر في أوروبا في حالة السفر بجدول زمني كامل - خسارة تشغيلية في الربع الأول 1.1 مليار يورو (1.3 مليار دولار). وتكبَّد مطار "هيثرو"، خسارة معدلة قبل خصم الضرائب بلغت 329 مليون جنيه إسترليني (459 مليون دولار).

انتعاش تدريجي

وفي هذا السياق، قال كارستن سبور، وهو الرئيس التنفيذي لشركة "لوفتهانزا"، إنَّه مع استمرار فرض قيود على السفر في معظم أنحاء العالم، ولن يتحقق

"انتعاش كبير في السوق" حتى النصف الثاني عند تقدُّم برامج التلقيح، مع توقُّع حدوث انتعاش تدريجي فقط في الطلب قبل ذلك الوقت.

وقال، إنَّ شركات الطيران التابعة للمجموعة، التي تشمل "الخطوط الجوية النمساوية"، و "الخطوط الجوية السويسرية"، ستزيد رحلاتها في وقت متأخر عمَّا كان مخططاً له سابقاً، مما يعكس التأخير الحالي في رفع القيود. يُذكر أنَّ تقدير السعة للعام بأكمله هو أقل من النطاق السابق بمقدار 40% إلى 50%.

رحلات المسافات طويلة تتلقى ضربة

قال مطار "هيثرو"، الذي يعتمد بشكل كبير على الرحلات الطويلة الأكثر تضرراً من الأزمة، إنَّه يتوقَّع أن يتراوح عدد الركاب بين 13 مليوناً، و36 مليوناً، مقارنةً بالتقدير السابق البالغ 37.1 مليون، الصادر في 24 فبراير.

وخلال عام 2020 تعامل المطار مع 22 مليون مسافر، مصحوباً بثلاثة أشهر من العمليات شبه الطبيعية قبل أن يؤدي الفيروس إلى توقُّف الرحلات، وفي 2019 تعامل المطار مع 81 مليوناً.

ويراقب المشغلون الأوروبيون عن كثب خطط استئناف الرحلات الجوية في المملكة المتحدة، التي عادة ما تكون أكبر سوق طيران في المنطقة.

وقال جون هولاند كاي، الرئيس التنفيذي لمطار "هيثرو"، إنَّه من المهم أن تستأنف بريطانيا السفر الدولي اعتباراً من 17 مايو كما أعلن سابقاً. على الرغم من أنَّ الحكومة تخطط لتحديد المدى الذي سيتمُّ فيه إعادة فتح الرحلات الجوية في أوائل الشهر المقبل، إلا أنَّ هناك مخاوف من أنَّ عدداً قليلاً فقط من الوجهات سيكون على "القائمة الخضراء" التي لا يخضع المسافر فيها للحجر الصحي.

أزمة ايرباص

ومن بين المستثمرين في "هيثرو" شركة البناء الإسبانية: " "فيروفيال"، و"جهاز قطر للاستثمار"، وشركة الأسهم الخاصة "أليندا كابيتال بارتنرز"، و"مؤسسة الاستثمار الصينية".

وفي يوم الخميس، قال الرئيس التنفيذي لشركة "إيرباص"، جويلاومى فاورى، إنَّ الربع الأول أظهر أنَّ "الأزمة لم تنتهِ بعد في صناعتنا"، مضيفاً أنَّ السوق " ما تزال مبهمة".

وكانت "لوفتهانزا" قد خفَّضت نزيفها النقدي الشهري إلى 235 مليون يورو في الأشهر الثلاثة الأولى، على الرغم من أنَّ ذلك كان مدعوماً بشكل أساسي بالطلب القوي على البضائع، ويتوقَّع انخفاضها إلى 200 مليون يورو هذا الربع. وكرر كارستن سبور أنَّه يتوقَّع خسارة تشغيلية أقل للعام بأكمله.

ويشار إلى أنَّه خلال الربع الأول، تمكَّنت المجموعة من تقديم 21% فقط من مستوى الركاب مقارنةً بعام 2019، عندما حملت علاماتها التجارية 3 ملايين مسافر، مما يشكِّل انخفاضاً بمقدار 90% عن رقم ما قبل الأزمة. وانخفضت حصيلة مطار هيثرو البالغ 1.7 مليون مسافر بنسبة 91%.