الطلب المتنامي على أشباه الموصلات.. فرصة ذهبية لـ"سامسونغ"

أزمة الرقائق الإلكترونية لا تزال مستمرة وتؤثر على إنتاجية شركات السيارات والتكنولوجيا
أزمة الرقائق الإلكترونية لا تزال مستمرة وتؤثر على إنتاجية شركات السيارات والتكنولوجيا المصدر: بلومبرغ
Tim Culpan
Tim Culpan

Tim Culpan is a Bloomberg Opinion columnist covering technology. He previously covered technology for Bloomberg News.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تبدو أشباه الموصلات مملة نوعاً ما عند المقارنة مع الهواتف الذكية القابلة للطي والتلفزيونات المنحنية فائقة الدقة، ففي النهاية، ليس فيها حتى زر تشغيل. وإذا نظرنا إلى القائمة الواسعة من الرقائق المستخدمة الآن، سنجد أن الذاكرة هي الأكثر روعة على الإطلاق. إنها بمثابة العمود الفقري للإلكترونيات.

لكن رقائق الذاكرة في شركة "سامسونغ إلكترونيكس" (Samsung Electronics)، تتمتع بقدرات هائلة. يعد هذا العملاق الكوري الجنوبي الرائد العالمي في النوعين الرئيسيين "درام" (DRAM) و"ناند" (NAND)، في وقت يوشك العالم أن يحتاج كليهما بشدة. لن تظهر الرغبة الشديدة قبل أوانها، وعلى الإدارة بذل كل ما في وسعها للاستفادة من هذه الفرصة.

سجلت "سامسونغ" يوم الخميس قفزة مذهلة بنسبة 45% في الأرباح التشغيلية للربع الأول من زيادة بنسبة 18% في إجمالي الإيرادات. ومع ذلك، كان قسم الرقائق فيها بطيئاً للغاية. وارتفعت مبيعات رقاقات الذاكرة بنسبة باهتة بلغت 10% وانخفضت أرباح وحدة أشباه الموصلات. ونتيجة لذلك، كانت مساهمة القسم في إجمالي الأرباح، بنسبة 35.9%، هي الأدنى منذ حوالي خمس سنوات. وعند المقارنة استحوذت وحدة الهاتف المحمول على 46.8%.

شرائح الذاكرة

تفسر مجموعة من العوامل هذا الضعف، بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي في تكساس الذي ضرب تصنيع الرقائق غير المرتبطة بالذاكرة وزيادة التقنيات الجديدة التي أضرت بهوامش منتجات ذاكرة "سامسونغ".

ورغم وجود نقص في بعض مكونات الإلكترونيات، كان هناك انخفاض في أسعار ذاكرة "ناند" (NAND) خلال الربع - وهو مؤشر على أن العرض تجاوز الطلب، رغم أن هذا الوضع قد ينعكس قريباً.

وتُستخدم "ناند" (NAND)، وهي اختصار لـ"نوت-آند" (Not-AND)، لتخزين البيانات وهي بديل لمحركات الأقراص الصلبة الدوارة في مجموعة كبيرة من الأجهزة، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر والخوادم. إنها أيضاً ما يخزن الصور ومقاطع الفيديو على هاتفك الجوال.

ينبغي أن يجتمع تركيب المزيد من الخوادم لتغذية بث الموسيقى والمحتوى، وطرح هواتف الجيل الخامس (5G) ومحطاتها الأساسية، والطلب المستمر على أجهزة الكمبيوتر المحمول المستخدمة في المنزل والمدرسة هذا العام لزيادة الطلب على "ناند" (NAND). وتتوقع "سامسونغ" أن تشهد الشركة والسوق نمواً، يقاس بال"بيتس"، ليرتفع بمعدل 30% في منتصف عام 2021.

وهناك "درام" (DRAM)، الشريحة الأكثر انتشاراً في العالم والعمل الضخم لشركة "سامسونغ". منذ عشرين عاماً، يتم تركيب "درام" (DRAM) التي تقوم بتخزين المعلومات مؤقتاً لتسريع المعالجة - على أجهزة الكمبيوتر المكتبية والخوادم في الغالب.

واليوم، لا تزال هاتان الفئتان المستهلكين الرئيسيين للذاكرة الحيوية، إلا أن الهواتف الذكية وأجهزة الألعاب وأجهزة التلفزيون المتطورة تضيف طلباً متنامياً إلى السوق. وترى "سامسونغ" نمواً طفيفاً هذا العام يبلغ حوالي 20%، وهي نسبة متواضعة إلى حد ما.

لكن الأهم من ذلك، هو انضمام الشركة إلى منافسين مثل شركة "ميكرون تكنولوجيز" (Micron Technology) في التنبؤ بأن الطلب سيتجاوز العرض. إنها أخبار رائعة؛ لأن الأسعار حساسة للغاية لمثل هذه الاختلالات بالنسبة لمنتجات سلعية مثل "درام" (DRAM).

فرصة للتألق

ونتيجة لذلك، فلدى رقائق الذاكرة فرصة للتألق مرة أخرى. لكن على "سامسونغ" اغتنام الفرصة.

وتتوقع العلامات التجارية الرئيسية مثل "تايوان سيميكونكدتور" (Taiwan Semiconductor Manufacturing) و"إنتل" (Intel Corp) بالفعل ازدهاراً لعدة سنوات، ومن المرجح أن يستمر النقص الحالي في الرقائق غير المتعلقة بالذاكرة حتى العام المقبل.

يشير هذا إلى أننا في المراحل الأولى من النمو المستدام الذي يدفعه الطلب المحفز من شبكات الجيل الخامس والعمل عن بُعد. ليس الوقت مناسباً الآن لتشيح "سامسونغ" عن ركوب عربة الإنفاق.

علمنا في وقت سابق من هذا الأسبوع أن فاتورة ضريبة الميراث التي طال انتظارها لعائلة "لي"، التي تسيطر على "سامسونغ"، ستبلغ حوالي 11 مليار دولار. وهم يخططون للدفع على أقساط على مدى خمس سنوات. قد يلهم مثل هذا المطلب الإدارة لتوفير الأموال لتوزيع أرباح أكبر، لمساعدة ورثة "لي" على تلبية احتياجاتهم الخاصة.

ستضع مثل هذه الاستراتيجية المزيد من السيولة في جيوب المساهمين الآخرين أيضاَ. وفي يناير، أعلنت الشركة عن خطط لمواصلة دفع 50% من التدفق النقدي الحر كأرباح. وستكون زيادة هذا الرقم أمراً مغرياً.

وبدلاً من ذلك، يمكن لشركة "سامسونغ" مضاعفة الإنفاق لاغتنام هذه الفرصة الذهبية بسبب ندرة مثل هذه الدورات الفائقة لأشباه الموصلات. ومن شأن ذلك أن يساعد في توسيع ريادتها على المنافسين في الأعمال التي يدفعها الحجم والنطاق. تبدو مساهمة قسم الرقائق الحالية أقل من إمكانات الوحدة.

مع تضافر الإشارات الإيجابية، حان الوقت الآن لكي تصنع "سامسونغ" الكثير من الذكريات الجميلة.