مخاوف السيولة تؤثر على معنويات مستثمري الأسهم في الصين المصدر: بلومبرغ

مخاوف السيولة تضغط على معنويات المتعاملين في بورصة الصين

المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لم تكن التوقعات الصعودية لأرباح الشركات، بالنسبة إلى مستثمري الأسهم في الصين، كافية لتعزيز المعنويات في السوق التي لا تزال متأثرة بمخاوف السيولة.

وظلّ مؤشر شنغهاي شنزن (سي إس آي 300) عالقاً في نطاق ضيق لأسابيع، كما ظلّ المستثمرون يتوخّون الحذر مع اقتراب عطلة عيد العمال التي تمتدّ حتى 5 مايو. ويقترب مقياس التداول من أدنى مستوياته في نحو ستة أشهر.

ولا يزال مستوى التداول الحالي، بعيداً كل البعد عن الارتفاع الحاد الذي دفع مؤشر “شنغهاي شنزن” إلى أعلى مستوى منذ عام 2007 قبل العطلة الوطنية السابقة في فبراير 2021. وانخفض المؤشر القياسي بنسبة 12% منذ ذلك الحين، بعد أن حقّق أسوأ أداء له مقابل المؤشرات العالمية منذ عام 2016 في مارس 2021.

تقييمات مرتفعة

ولا تزال التقييمات مرتفعة نسبياً، وقُدّر التفاؤل بشأن التعافي الاقتصادي الصيني من الوباء منذ فترة طويلة، وحلّت مكانه المخاوف بشأن التشديد النقدي، ورفع أسعار الفائدة، وحملة حكومية لخفض الرافعة المالية (منح الائتمان).

وانزعج المستثمرون من التحركات لتنظيم عمل شركات الإنترنت العملاقة في البلاد، وموجة قياسية من التخلف عن سداد سندات الشركات والمخاوف المستمرة بشأن السلامة المالية لشركات مثل "تشاينا هوارونغ آسيت مانجمنت" (China Huarong Asset Management Co).

وقال جاكسون وونغ، مدير إدارة الأصول في " أمبير هيل كابيتال" (Amber Hill Capital Ltd): "لم يكن أحد يعلم أن معنويات المستثمرين ستشهد تحولات جذرية بعد عطلة رأس السنة القمرية الجديدة. في عطلة نهاية الأسبوع الطويلة أتوجس خيفة جزئياً بسبب عدم اليقين في السياسة".

وأضاف: "تتجه السوق إلى الاستقرار في نطاق ضيق (بين نقاطَي المقاومة والدعم) حتى تكون للبيع أو للشراء إشارة قوية".

لمحة سريعة عما يركّز عليه المستثمرون وهم يتطلّعون إلى المستقبل في مايو:

موسم الأرباح

وأكد المحللون إلى حد كبير توقعات صعود الأرباح لكبرى الشركات الصينية مع إعلان معظمها نتائج الربع الأول من 2021. ويقع متوسط ​​أرباح الأسهم المتوقعة للشركات المدرجة في مؤشر "شنغهاي شنزن" عند مستوى قياسي، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".

ونمَت أرباح شركات مؤشر شنغهاي شنزن بنسبة 27% في الربع الأول 2021 على أساس سنوي، أسرع وتيرة في الربع الأول منذ عام 2010، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".

مع ذلك لم تتحرك الأسهم بشكل كبير، فيما اندفع المستثمرون إلى بيع الأسهم التي لم يتوافق أداؤها مع توقعات المحللين.

وتراجعت أسهم شركة "كويتشو موتاي " (Kweichow Moutai Co)، كبرى الشركات المتداولة في الصين، 4.2% منذ إعلان أرباحها الفصلية يوم الثلاثاء الماضي.

المؤشرات الفنية

يظلّ مؤشر "شنغهاي شنزن" عالقاً في نطاق تداول ضيق بين المتوسطين المتحركين لـ100 يوم و200 يوم، وتوقف مؤشر "شنغهاي" المركَّب عند مستوى المقاومة 3500 نقطة، مما يشكّل مثلثاً صاعداً قد يكون مؤشراً على اختراق صعودي في المستقبل.

التقييمات لا تزال مرتفعة

ويحقّق مؤشر "شنغهاي شنزن" تداولات بنحو 14 ضعف أرباحه المقدرة للأشهر الـ12 المقبلة، وهو أعلى بكثير من متوسطه التاريخي لمدة 10 سنوات عند نحو 11.4 ، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".

ولا يزال تداول عديد من الأسهم ذات الوزن الثقيل عند تقييمات عالية، ومن المؤكد أن مؤشر "شنغهاي شنزن" لا يزال أقلّ أو أرخص من مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، إذ تبدو التقييمات ممتدة.

تشديد السيولة

وكافح مستثمرو الأسهم للتوافق مع خطط صانعي السياسة بالصين للتراجع التدريجي عن تقديم الحوافز التي يغذيها الوباء.

وأعادت الحكومة إحياء حملة لخفض الرافعة المالية التي عُلّقت وسط الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، وتحركت للحد من تأثير "الأموال الساخنة".

وأفادت وكالة أنباء "الصين الجديدة" (شينخوا) التي تديرها الدولة، نقلاً عن اجتماع للمكتب السياسي للحزب الشيوعي برئاسة الرئيس شي جين بينغ، بأن كبار قادة الصين يرون أن الانتعاش الاقتصادي الحالي "غير مستقرّ"، وتَعهَّدوا بالحفاظ على سياسات الاقتصاد الكلّي متّسقة لتعزيز التعافي في التصنيع والاستثمار الخاص. مع ذلك تشير التوقعات إلى أن السيولة ستشهد تشديداً في مايو، مما سيُضعِف معنويات متداولي الأسهم.