"مانشستر يونايتيد" و"أرسنال" بحاجة للبيع.. فمن سيدفع المليارات؟

سهم "مان يونايتد" قفز 10% بمجرد الإعلان عن المنافسة في بطولة دوري السوبر الأوروبي ثم تراجع بعد الخروج السريع من البطولة

نادي مانشستر يونايتد
نادي مانشستر يونايتد المصدر: مانشستر يونايتد
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كرة القدم ليست عملاً جيداً. لهذا السبب أراد المليارديرات أصحاب ناديي "مانشستر يونايتد" و"أرسنال" الانضمام إلى دوري السوبر الأوروبي المشؤوم.

الآن وبعد فشل هذه الخطط، يُترك الملاك مع فرق لا يمكن تحقيق قيمتها إلا من خلال البيع. وتكمن المشكلة في أنه لا يوجد مشترين راشدين وعقلانيين للأندية ذات الأسعار الملتصقة بمليارات الدولارات.

يُبدي مشجعو نادي "مانشستر يونايتد" اعتراضهم وشكواهم بشكل دائم من مقدار الأموال التي أخذتها عائلة "غلازير"، التي تتخذ من فلوريدا مقراً لها، من النادي منذ شرائه في عام 2005.

بمزيج من توزيعات الأرباح ورسوم الاستشارات وعائدات الطرح العام الأولي لعام 2012 وبيع حصة بقيمة 96 مليون دولار أخيراً في الشهر الماضي، تلقت عائلة "غلازير"، حوالي 375 مليون دولار نقداً من مانشستر يونايتد منذ عام 2005، وذلك طبقاً للحسابات التي قمت بتجميعها.

كرقم رئيسي وبشكل عام، هذا كثير من المال. لكن بتقسيمها، قد تصل في المتوسط ​​إلى 25 مليون دولار في السنة، أي ما يعادل نفس الراتب السنوي لديفيد دي غيا، حارس المرمى الإسباني الذي يُقال إنه اللاعب الأعلى أجراً في الفريق. على هذا الأساس، ربما لم يكونوا قد قاموا حتى الآن بتغطية تكلفة استثماراتهم الأولية.

وفي سياق آخر، في حين أن عائلة "غلازير" قد سجلت مكاسب هائلة على ما وضعته من استثمارات وأموال، كانت عملية استحواذ العائلة البالغة 790 مليون جنيه إسترليني (أي ما يعادل 1.1 مليار دولار) عبارة عن عملية شراء بالرافعة المالية، تم تمويلها من خلال الديون ليتم سدادها من أرباح الشركة المستقبلية.

لقد كلفت هذه الديون بالفعل "مانشستر يونايتد" ما يقرب من 1.1 مليار جنيه إسترليني في شكل فوائد وسداد ديون. هذه الأموال كان من الممكن استخدامها في الفريق، لكنها سددت بدلاً من ذلك تكاليف الاستحواذ للعائلة. تُرجمت هذه الأموال إلى حصة عائلة "غلازير" البالغة 75% في النادي، والتي تقدر الآن بنحو 2.1 مليار دولار. حتى توزيعات الأرباح ممولة جزئياً بالديون.

توقيت مناسب

ومن هنا، حقق الأشقاء الستة في "غلازير" عائداً بنسبة 500% تقريباً على نفقاتهم الأولية. ولكن نظراً لأنها في الغالب في شكل أسهم، فإن هذه القيمة الإضافية المُحققة نظرية إلى حد كبير، فليس لديهم 2.1 مليار دولار في حساب مصرفي.

ولكن طالما أن هناك مجالاً لتحسين سعر السهم، فمن المنطقي للعائلة التمسك به. قدم الدوري الممتاز وعوداً في هذا النطاق، ليس فقط بزيادة الإيرادات ولكن أيضاً للحد من تكاليف الرواتب.

وقفز سهم مان يونايتد بنسبة 10% بعد الإعلان عن المنافسة في بطولة دوري السوبر الأوروبي، قبل أن يتراجع مرة أخرى بعد الخروج السريع من البطولة.

ونظراً لأن أي احتمال وشيك لانضمام النادي مرة أخرى لبطولة الدوري قد مات، فإن الآفاق المالية للنادي ستظل مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأدائه على أرض الملعب. هذا بالإضافة إلى عدم وجود حد أقصى للرواتب، مما قد يجعل من الصعب التنبؤ بالأرباح، وهذا على عكس الرياضات الأمريكية مثل دوري كرة القدم الأمريكية أو الدوري الأمريكي للمحترفين، حيث لا يمكن للفرق الخروج من الدرجة الأولى بناءً على أدائها، كما أن هناك قواعد صارمة بشأن الإنفاق على الأجور.

وبغض النظر عن حجم صفقات البث المربحة التي تعزز إيرادات كرة القدم، ينتهي الأمر بالأندية بإنفاق المزيد على رواتب اللاعبين.

كأي طفل يكبر، كنت أشجع نادي "أرسنال" طوال حياتي (للحد الذي أتذكره)، وإذا كان السوق الكويتي للأوراق المالية يرغب في بيع نادي أرسنال، فسأكون سعيداً بتقديم عرض للشراء. - دانيال إيك @eldsjal، في 23 أبريل 2021

وفي عام 2011، خصص "مانشستر يونايتد" 46% من إيراداته البالغة 331 مليون جنيه إسترليني للأجور. وفي العام الماضي، قفزت الإيرادات إلى 509 ملايين جنيه إسترليني، لكن الرواتب التهمت النسبة الأكبر من هذه الإيرادات، بنسبة بلغت 56%.

على هذا النحو، يبدو الآن وقتاً مناسباً مثل أي وقت بالنسبة لـعائلة "غلازير" لبلورة قيمة ممتلكاتهم عن طريق بيع حصتهم في هذا النادي، وإعادة استثمار العائدات في مكان آخر بآفاق مالية أفضل، مثل صندوق المؤشرات.

موقف أرسنال

الأمر نفسه ينطبق على ستان كرونكي، الملياردير الأمريكي، مالك شركة "أرسنال"، على الرغم من أن الفريق قد أنفق بشكل أقل على فريق اللعب ولديه تكاليف تمويل أقل - لا يزال يسدد الديون التي تم جمعها في عام 2006 لتمويل إقامة ملعب جديد - إلا أن نادي أرسنال أقل ربحية من نادي مانشستر يونايتد.

وعلى عكس عائلة "غلازير"، لم يحصل كرونكي مطلقاً على أرباح، وقال يوم الثلاثاء الماضي إنه ليس لديه خطط للبيع. ومع ذلك، فقد أعلن دانيال إيك، المؤسس المشارك لشركة "سبوتيفاي تكنولوجيز" Spotify Technologies SA، أحد مشجعي نادي أرسنال مدى الحياة، عن رغبته في شراء النادي الذي يتخذ من لندن مقراً له.

لكن يجب أن يكون المعجبون حذرين فيما يرغبون فيه. وعلى الرغم من أن مؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات يقدر قيمة ثروة دانيال إنك بـ 4.7 مليار دولار، إلا أن 97% من هذه الثروة تنبع من حصته في شركة "سبوتيفاي"، ومن الصعب تخيل أن يقوم الملياردير السويدي ببيع حصته وملكيته في منصة بث الموسيقى لتمويل صفقة لشراء النادي، والتي بلغت قيمتها 1.8 مليار جنيه إسترليني عندما أكمل كرونكي الاستحواذ في عام 2018.

لذلك من المحتمل أن تتطلب أي صفقة الكثير من النفوذ المالي، وهذا الوضع يعتبر وضعا مشابها لما حدث عندما تم شراء نادي مانشستر يونايتد. والمعجبون قد لا يحبون رؤية الأرباح تُنفق لسداد الديون.

جوهر المشكلة

وتكمن المشكلة لكلا الفريقين في أنه بدون تغييرات كبيرة في الهيكل المالي لكرة القدم المحترفة - على الأقل لضمان تحقيق أرباح مستدامة - لن يكون هناك العديد من رجال الأعمال الجادين الذين سيجمعون الأموال للحصول على الفريقين. ما تبقى هم مشترون غير راشدين ولا عقلانيين لديهم أجندات وأغراض أخرى غير تحقيق الأرباح، مثل صناديق الثروة السيادية الحريصة على دعم وصقل مكانة دولها.

كان يمكن لدوري السوبر أن يجعل الفرق المشاركة به آلات (مصادر) للربح. إن فشل هذه الأندية في تحقيق الأرباح، قد يعني أن عائلتي غلازير وكرونكي، تمتلكان الآن أصولاً ذات قيمة كبيرة من الناحية النظرية، ولكنها تولد القليل من المال والتي من المستحيل تحقيق قيمتها بالكامل من الناحية العملية على أرض الواقع.