طفرة في المعروض.."كورونا" يدخل العالم في عصر انتعاش الأسهم

موظفون في شركة لتجارة الأوراق المالية في قاعة التداول ببورصة نيويورك
موظفون في شركة لتجارة الأوراق المالية في قاعة التداول ببورصة نيويورك المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انتهى عهد سوق الأسهم العالمية المتقلِّص باستمرار، ووفقاً لـ"سانفورد سي بيرنشتاين" (Sanford C. Bernstein)، أصبح المعروض من الأسهم في جميع أنحاء العالم المتقدِّم إيجابياً لأول مرة منذ عقد من الزمان بفضل الإصدارات القياسية، وطفرة شركات الاستحواذ للأغراض الخاصة (SPAC)، والانهيار الناجم عن الوباء في عمليات إعادة الشراء.

وانتهى التوتر بشأن اتجاهات عدم المساواة في حقبة ما بعد الأزمة المالية عند بلوغ 273 مليار دولار في الاثني عشر شهراً المنتهية في نهاية شهر مارس.

وتحوَّل ما بدأ كاندفاع لدعم الميزانيات العمومية خلال أزمة "كوفيد19" إلى سلسلة من الصفقات للاستفادة من شهية المستثمرين التي لا هوادة فيها لسوق تحدَّى التقييمات التاريخية.

أرقام قياسية

فوفقاً لبيانات "نيد دايفس ريسيرش" (Ned Davis Research)، قفزت العروض الأولية والثانوية إلى رقم قياسي، قدره 208 مليار دولار في 13 أسبوعاً حتى 9 أبريل الماضي بدءاً من "كوين بيس" (Coinbase Global)، و"ديليفيرو" (Deliveroo) وصولاً إلى شركات الشيكات على بياض الشهيرة.

وتعدُّ تلك أحدث علامة على جنون السوق في "وول ستريت". و قالت إميلي رولاند، كبيرة المحللين الاستراتيجيين الاستثماريين في "جون هانكوك إنفيستمنت مانجمنت" (John Hancock Investment Management): "عادةً ما يبلغ إصدار الأسهم ذروته في نهاية الدورة، وهو الوقت نفسه الذي تتضخم فيه معنويات المستثمرين. و يعدُّ الارتفاع السريع في إصدار صافي حقوق الملكية علامة أخرى لنا على أنَّ دورة السوق هذه تحدث بسرعة كبيرة.".

ويعدُّ كلُّ هذا تناقضاً كبيراً مع حقبة ما قبل الجائحة، عندما انخفض عدد الأسهم على أساس سنوي، وكان الإبقاء على الملكية الخاصة للشركات رائجاً في القطاع الخاص.

و أثار ذلك المخاوف من أنَّ السوق العامة تفقد جاذبيتها كآلية تسعير، وبوابة لزيادة رأس المال، فضلاً عن القلق من تفويت "ماين ستريت" لغنائم الرأسمالية الأمريكية.

أخبار جيدة للمضاربين

ويبقى السؤال الآن: هل سينقض مديرو الأموال على العرض، أم أنَّ عمليات إعادة الشراء المؤسساتية ستستفيد من تراخيهم لتغذية الأسواق بأرقام قياسية جديدة؟

فيما يتعلَّق بالأخيرة، فهناك أخبار جيدة للمضاربين على الصعود، فقد تعهدت "ألفابت"، و"آبل" بإعادة شراء الأسهم بعد أرباح ضخمة. وأعلنت الشركات الأمريكية في الربع الماضي عن عمليات إعادة شراء بقيمة 339 مليار دولار، بزيادة 68% عن عمليات البيع بسبب الوباء قبل عام، برغم أنَّها لا تزال أقل من 569 مليار دولار خلال ذروة 2018، وفقاً لبيانات "إي بي إف آر غلوبال" (EPFR Global).

و لعل الشركات الأوروبية، التي كثيراً ما فضلت دفع أرباح الأسهم، على شفا موجة إعادة شراء الآن، وفقاً لـ"مورغان ستانلي"، و"سوسيتيه جنرال".

وساعد نقص الأسهم في أيام ما قبل الفيروس في إثارة السوق الصاعدة معزَّزاً بنشاط الاندماج، وانتعاش الأسهم الخاصة، وشراء الشركات الأمريكية للأسهم بشكل جماعي. وبلغ الأمر أقصاه؛ ففي نوفمبر 2018، انهار العرض بحوالي تريليون دولار، بحسب بيانات "بيرنشتاين".

نظرة إيجابية

و في الماضي، قامت شركة السمسرة بتجميع البيانات للعملاء كتحذير من أنَّ زيادة العرض تؤدي إلى انخفاض العوائد المستقبلية. لكن هذه المرة، قد تختلف الأمور.

و قال الخبير الاستراتيجي إينجو فريزر جنكينز: "يمكن للمرء إضافة تقييمات عالية، وتدفقات قياسية لعدَّة أشهر كسلسلة من الإشارات السلبية المحتملة، لكن ما زلت أعتقد أنَّه من الصواب أن يكون لديك وجهة نظر إيجابية بشأن الأسهم، فهناك احتمال جيد من أنَّ الأسعار الحقيقية ستظل منخفضة لفترة أطول، ومن المرجح أن يضطر مالكو الأصول إلى شراء المزيد من الأسهم."

ومع تناقص العائدات في عالم الدخل الثابت، يُنظر إلى الأسهم بشكل متزايد على أنَّها اللعبة الوحيدة. وبعد طفرة في المضاربة بالتجزئة خلال العام الماضي؛ تجاوزت التدفُّقات الواردة إلى الأسهم العالمية البالغة 600 مليار دولار على مدى الأشهر الخمسة الماضية المجموع الكلي للسنوات الـ 12 الماضية، وفقاً لـ "بنك أوف أمريكا" (Bank of America Corp). ولا توجد مؤشرات واضحة على أنَّ الطلب سينهار في أيِّ وقت قريب.

اهتمام متزايد

وفي الوقت الذي خرج فيه الاقتصاد العالمي للتو من حالة الكآبة والتباطؤ لعام 2020، فإنَّ فورة الإدراج والتقييمات المرتفعة تمثِّل عادةً أعراض الجشع في مراحل احتضار دورة الأعمال. و أما بالنسبة لبعضهم؛ تعدُّ هذه إشارة إلى الازدحام في التحلق حول الأسهم. و منذ ارتفاعه بنسبة 119% في عام إلى مستوى قياسي في فبراير، انخفض الصندوق المتداول في البورصة الذي يتابع الاكتتابات الأولية بنسبة تزيد عن 15%.

ومع ذلك، ليست هناك طرق مجرَّبة ومُختبرة لتداول دورة كوفيد التي تستمر في الازدهار معتمدةً على الحوافز السياسية الهائلة.

و قالت كاتي كامينسكي، كبيرة استراتيجيي الأبحاث في شركة التحليل الكمي "ألفاسيمبليكس" (AlphaSimplex Group): "كان الاهتمام بشكل عام بالأسهم مرتفعاً جداً جداً مقارنةً بالعام أو العامين الماضيين. ويعتقد الكثير من الناس أنَّه وقت مناسب لإصدار هذه الأسهم، لذلك يمكنها أن تستمر لفترة طويلة حتى يقع نوع من الأحداث التي تقاطع هذه الدورة".