كيف انهارت العلاقة بين"أبل" و"إبيك غيمز"

شخص يستخدم جهاز "آي فون"يستعرض لعبة الفيديو "فورتنايت" التابعة لشركة "إبيك غيمز". اقتطعت "أبل" 30% من مبيعات الشركة على "آب ستور" وأزالت لعبة "فورتنايت" بعد سوء العلاقة من متجرها
شخص يستخدم جهاز "آي فون"يستعرض لعبة الفيديو "فورتنايت" التابعة لشركة "إبيك غيمز". اقتطعت "أبل" 30% من مبيعات الشركة على "آب ستور" وأزالت لعبة "فورتنايت" بعد سوء العلاقة من متجرها المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في عام 2011 عندما أراد المدير التنفيذي لشركة "أبل"، تيم كوك، عرض أول منتج رئيسي تحت قيادته، وهو "آي فون 4S"، دعت الشركة "إبيك غيمز" (Epic Games) إلى منصة العرض. وألقى، مايك كابس، رئيس "إبيك" حينها، مزحة سريعة تتعلَّق بمقدار الأموال التي حقَّقتها شركته من أجهزة "أبل"، وحينها ساعد في تشغيل عرض توضيحي للعبة "انفينيتي بليد 2" (Infinity Blade II) الذي استهدف استعراض اللعبة الجديدة لشركة "إبيك"، وفي الوقت نفسه قوة أحدث رقاقة في هاتف "آي فون".

كان الحدث بمثابة توضيح علني للعلاقة الوثيقة بين الشركتين التي تدهورت منذ ذلك الحين. وكان من المقرر أن تبدأ محكمة فيدرالية في 3 مايو لسماع الحجج في محاكمة تتركَّز على ادعاءات "إبيك" بأنَّ "أبل" تستخلص الأموال من المطوِّرين من خلال إساءة استغلال قوتها السوقية، في حين تزعم "أبل" أنَّ "إبيك" فسخت عقدها.

وتقف على المحك خسائر مالية قد تصل إلى مليارات الدولارات، وقد يكون لحكم المحكمة تداعيات على عشرات الآلاف من مطوري تطبيقات الهواتف. وحملت المفوضية الأوروبية، يوم 30 أبريل، قيود "أبل" على المطورين مسؤولية تشويه سوق بث الموسيقى، وذلك بعد عامين من إثارة شكوى من "سبوتيفاي تكنولوجي" لمخاوف مشابهة لدى "إبيك".

لم يكن العرض التقديمي للعبة "انفينيتي بليد 2" حدثاً فردياً؛ بل ظهرت "إبيك" في العديد من إصدارات المنتجات الأخرى الخاصة بـ"أبل"، التي يسلَّط الضوء عليها عادةً في متجر تطبيقات الشركة. ووصف أشخاص مطَّلعون علاقة "أبل" بصنَّاع التطبيقات وعلاقتها مع "إبيك" كواحدة من أوثق العلاقات مع أيِّ مطوِّر، ورفضوا الإعلان عن هويتهم لتجنُّب إغضاب "أبل".

حجة "أبل"

في الوثائق القانونية، قالت "أبل"، إنَّها أنفقت أكثر من مليون دولار على تسويق ألعاب "إبيك"، كما عيَّنت موظف في أستراليا لتقديم الدعم الفني للمطورة، عندما يكون الوقت ليلاً في كاليفورنيا.

وتقابل مهندسو "إبيك" بانتظام مع فرق داخل "أبل"، واطَّلعوا على إصدارات الأجهزة والبرمجيات قبل المنافسين، وتشاوروا بشأن مشروعات "أبل" الداخلية، بما في ذلك أدواتها التي تسمح لمطوِّري الألعاب بالاستخدام الأمثل لرقاقات الغرافيكس الخاصة بالشركة.

بدأت العلاقة تتعكر في 2017 عندما أصدرت "إبيك" لعبتها شديدة النجاح "فورتنايت"، واستعانت صانعة الألعاب بمهندسي "أبل" للعمل على منتجاتها، ثم -من منظور بعض الموظفين في "أبل"- فقدت "إبيك" الاهتمام بمساعدة "أبل" على تحسين برمجيات الألعاب العامة. وكانت "إبيك" لا تهتم سوى بالأشياء التي تساعد "فورتنايت"، بحسب إفادة شخص كان منخرطاً في علاقة "أبل" بـ"إبيك".

"إبيك" تغضب

من جانبها، ترى "إبيك" أنَّ "أبل" هي التي تراجعت عن التعاون، وأنَّ سيطرة "أبل" الصارمة على متجر التطبيقات "آب ستور" لا تخدم سوى مصلحتها، وتشوِّه اقتصاديات تطبيقات الهواتف. وفي 2017، بدأ المدير التنفيذي ومؤسس "إبيك"، تيم سويني، انتقاد نظام دفع "أبل" علناً، التي كانت تأخذ فيه الشركة ما يعادل 30% من المبيعات، كما أنَّها حظرت على العديد من المطوِّرين استخدام أي طرق دفع أخرى لتجنُّب الرسوم.

في مؤتمر بألمانيا في ذلك العام، وصف سويني الجزء الذي تقتطعه متاجر التطبيقات كـ"خسارة طفيلية" وفقاً للموقع الإلكتروني "GamesIndustry.biz"، وقال:

ينبغي أن يغضبنا هذا الأمر، ويتعين علينا مواصلة البحث عن حلول وطرق أخرى للوصول إلى اللاعبين

العلاقة تزداد سوءاً

في يناير 2018، سعى سويني لعقد اجتماع مع "أبل" لدراسة إمكانية السماح لـ"إبيك" بفتح سوق تطبيقات خاص بها على أجهزة "أبل"، ورفضت "أبل" الفكرة، قائلةً إنَّ السماح بمتاجر خارجية سيضعف أمن المنصة، ويعوق قدرتها على توليد إيرادات.

ومع ذلك، انطلق متجر "إبيك" في وقت لاحق من ذلك العام للألعاب التي تعمل على الحواسب الشخصية، وأجهزة "ماك"، وأخذت عمولة نسبتها 12%، وسمحت للمطوِّرين باختيار نظام الدفع، وهي شروط قد يفضِّلها الكثير من المطوِّرين على شروط "أبل".

ساءت العلاقة بين الشركتين العام الماضي عندما كتب مؤسس "إبيك" تيم سويني في 30 يونيو إلى كبار المديرين التنفيذيين في "أبل" يطالبهم بالسماح باستخدام طرق دفع أخرى، غير تلك الخاصة بـ"أبل"، وذلك على الأجهزة التي تعمل ببرنامج " iOS" لتجنُّب رسوم الشركة. لم توافق "أبل" على ذلك، وردت "إبيك" بتفعيل نظام مدفوعاتها الخاص، فيما أزالت "أبل" لعبة "فورتنايت" من متجرها.

ويقول بول سوانسون، شريك ومحامي مكافحة احتكار في "هولاند آند هارت"، التي

لا تمثِّل أياً من الطرفين: "طوَّر الطرفان أهدافاً تجارية تعارضت مع بعضها مع الوقت.. وعند مرحلة ما، كان بإمكانهم جني أموال أكثر إذا كانوا تعاملوا بلطف بعضهم مع بعض، ولكن تغيرت العلاقة".