هل ستخرج الهند من كابوس كورونا؟

مجموعة من المواطنين في الهند ممن استطاعوا الحصول على موعد لتلقّي اللقاح
مجموعة من المواطنين في الهند ممن استطاعوا الحصول على موعد لتلقّي اللقاح المصد: بلومبرغ
Bobby Ghosh
Bobby Ghosh

Bobby Ghosh is a Bloomberg Opinion columnist. He writes on foreign affairs, with a special focus on the Middle East and Africa.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في مقابلة ضمن سلسلة مقابلات أجراها محررو الرأي في "بلومبرغ" لطرح الأسئلة حول كيفية مواجهة التحديات الطارئة في مجال السياسات العامة اليوم. تم تلخيصها وتحريرها.

بوبي غوش: تواجه الهند أسوأ أزمة ناجمة عن فيروس كورونا في العالم، حيث تسجل أكثر من 300 ألف إصابة يومياً، فيما تجاوز عدد الوفيات الألفين في اليوم، وسط ترجيحات بأن يكون عدد الوفيات أعلى بكثير.

وانهار القطاع الصحي في البلاد الذي بات يعاني من نقص في كافة المستلزمات الأساسية من أسرّة المستشفيات إلى أجهزة الأوكسجين. وعلقت الحكومة الهندية تصدير اللقاحات، فيما تعمل على تأمين المزيد من اللقاحات من الخارج.

لقد اختبرت هذه الكارثة عن كثب كمدير لكلية "تريفيدي" (Trivedi) للعلوم البيولوجية في "جامعة أشوكا" قرب نيودلهي، في الخريف والشتاء الماضيين. وقد بدا في وقت ما وكأن الهند تبلي جيداً على صعيد إدارة تفشي جائحة كورونا. إذا ما نظرنا إلى الخلف، ما الذي فاتنا؟

شهيد جميل، مدير كلية "تريفيدي" للعلوم البيولوجية في "جامعة أشوكا": بدأت الهند تشهد ارتفاعاً في المنحنى منذ شهر أغسطس، وبدا أننا سوف نتجاوز عتبة المئة ألف إصابة في اليوم. بلغنا الذروة في سبتمبر، مع تسجيل ما يصل إلى 97 ألف إصابة. ولكن فجأة، بدأ المنحنى ينخفض وظلّ ينخفض بشكل متواصل.

وقد أجريت بعض المسوحات للانتشار المصلي، ونعني بذلك أخذ عينات دم عشوائية من السكان للتحقق من وجود مضادات حيوية لديهم، وقد بدا أن ما بين 20 إلى 30% من إجمالي عدد السكان سبق وتعرضوا للإصابة. ففي المدن الكبرى مثل مومباي ودلهي، بدا في المناطق التي شملها المسح أن 50 إلى 60% من السكان تعرضوا للإصابة. وقد فاجأنا ذلك، وبدأنا نظنّ أن الرقم يمثّل كامل المدينة، ولكن الأمر لم يكن كذلك، فمعظم الإصابات التي سجلت في ذلك الوقت كانت في العشوائيات بالغة الاكتظاظ.

وطُرحت أيضاً بعض النظريات التي اعتبرت أن معدل الوفيات في الهند منخفض، ولكن ذلك ليس صحيحا. في الواقع كانت المعدلات قريبة من تلك المسجلة في باكستان وبنغلاديش. ففي سريلانكا والنيبال، كانت معدلات الوفيات أقل بكثير من الهند. وفي جنوب شرق آسيا، كانت كلّ الدول تسجل معدلات متقاربة. ومع ذلك، كانت الهند تقارن نفسها بالولايات المتحدة وأوروبا، ووجدت أن معدل الوفيات لديها يبلغ نصف ما كان يسجّل هناك.

وهنا، لا بدّ من الإشارة إلى أنه غالباً ما تحوم الشكوك حول معدلات الوفيات في الهند لأنه حتى في أحسن الظروف، يبقى تسجيل الوفيات سيئاً. وبالتالي، اجتمعت عدة عوامل دفعتنا للاعتقاد أننا خرجنا من الأسوأ، لذا تخلينا عن حذرنا في وقت غير مناسب. كان علينا أن نجمع بيانات علمية أفضل، ولكننا لم نفعل ذلك.

بوبي غوش: ما الذي أدى إلى الارتفاع الحالي في عدد الإصابات والوفيات؟

شهيد جميل: في منتصف فبراير، تراجع عدد الإصابات إلى أدنى معدل له مع 11 ألف إصابة في اليوم. ولكن في ذلك الحين، كانت الطفرات تنتشر بمعدلات منخفضة. وبحسب بيانات السلالات الجينية، ندرك اليوم أن ما نطلق عليها تسمية سلالة "الطفرة المزدوجة"، واسمها التقني (B.1.617) ظهرت منذ ديسمبر، ولكنها كانت قليلة جداً، ولم يعرها أحد اهتماماً. إلى ذلك، وصلت السلالة البريطانية (B.1.1.7) إلى الهند في يناير، وأدت إلى الارتفاع في عدد الإصابات الذي بدأنا نسجله منذ الأسبوع الثالث من فبراير.

وتعتبر الطفرات الجديدة أكثر عدوى وتنتشر بسرعة أكبر. ففي الموجة الأولى، كنا نرى شخصاً واحداً في الأسرة يتعرض للإصابة، وإذا عزل نفسه، فيمكن لبقية الأسرة أن تكون بخير. ولكن الآن، بحلول الوقت الذي تدرك فيه أن شخصاً في الأسرة أصيب بالفيروس، تكون العائلة كلّها قد أصيبت.

أنا عضو في مجموعة تدرس تسلسل جينوم الفيروس، وحالياً توجد لدينا 10 مختبرات بالإجمال. ونحن نلتقي مرة كلّ يومين لتبادل الملاحظات. وتوجد أنظمة تنبؤنا بما يجري. لذا حين ننظر إلى مناطق مختلفة في البلاد، نرى سلالات مختلفة.

في البنجاب وولاية هاريانا المجاورة، تشكل السلالة البريطانية حوالي 80% من الإصابات. ولكن في دلهي، تنتشر السلالة البريطانية ومعها "الطفرة المزدوجة". وفي ماهاراشترا، "الطفرة المزدوجة" هي الأكثر انتشاراً، حيث ارتفعت ما بين 15 و20% في فبراير إلى ما بين 35 و60% اليوم، حسب اختلاف المنطقة.

الطفرات الجديدة أكثر انتشاراً

بوبي غوش: هلا شرحت لنا لماذا يطلق عليها اسم "الطفرة المزدوجة"؟

شهيد جميل: هذه في الواقع تسمية خاطئة. فهذا الفيروس المتحور يحتوي على 15 تغييراً بالمقارنة مع الفيروس الأصلي. ستّ من الطفرات في البروتين الشوكي، واثنتان في منطقة حرجة تعرف باسم "عنصر الالتصاق بالمستقبل"، وهي النقطة في البروتين الشوكي التي تمكّن الفيروس من دخول الخلية. كما أنها النقطة التي تستهدفها الأجسام المضادة من أجل القضاء على الفيروس. وبالتالي، من شأن أي تغيير حتى لو كان صغيراً في هذه المنطقة أن يؤدي إلى تعزيز قدرة الفيروس على دخول الخلايا وتفادي الأجسام المضادة.

وكان قد تم رصد واحدة من التحورات الأساسية في "الطفرة المزدوجة" للمرة الأولى في الدانمارك لدى حيوانات المنك. ثم تم اكتشافها بعد ذلك لدى البشر في كاليفورنيا، وكانت مسؤولة عن التفشي الفيروسي الذي حصل في جنوب كاليفورنيا. أمّا التحور الثاني فهو مشابه لذلك الموجود في السلالة الجنوب أفريقية، ولكنه ليس نفسه، وهو مسؤول جزئياً عن تمكن الفيروس من تفادي الأجسام المضادة. وقد التقى هذان التحوران للمرة الأولى حسب علمنا في السلالة الهندية.

بوبي غوش: قلت إن "الطفرة المزدوجة" كانت موجودة منذ ديسمبر الماضي، ولكنها تفشت في فبراير. هل يحتمل وجود طفرات أخرى اليوم، ولكن في جيوب منعزلة، ويمكن أن تتفشى لاحقاً بالطريقة نفسها؟

شهيد جميل: هذا وارد. لذا المراقبة الجينية بالغة الأهمية من أجل كشف التحورات الصغيرة قبل أن تنتشر بين السكان. وبحسب توصيات منظمة الصحة العالمية، لا بدّ من إجراء فحص تسلسل جيني لـ0.3% من الإصابات المؤكدة.

وكانت الهند متأخرة جداً عن هذا المعدل. بحلول ديسمبر، لم تكن نسبة فحوص التسلسل الجيني قد تجاوزت الـ0.05%. ولكن مع إنشاء المجموعة هذه المعنية بالتسلسل الجيني والتي تضمّ 10 مختبرات، بتنا نجري فحوص تسلسلات جينية لـ1% من الإصابات منذ فبراير.

وحتى الآن، تم الحصول على نحو مليون تسلسل جيني من أشخاص مصابين حول العالم، وهي متوفرة للعامة. لذا إذا وجدت أمراً نادراً في بلادك، فلا بدّ أن شخصاً رصده في مكان آخر. ويمكن أن يكون الحدثان قد حصلا بشكل مستقل عن بعضهما بعضا. فإذا تعرض جزء معين من الفيروس للتحور والضغط الانتقائي في أوروبا مثلاً، فلما لا يتعرض لذلك في الهند؟

نحن نأمل أن نبلي جيداً لنتمكن من تفادي موجة ضخمة. وقد لا نتمكن من تفادي موجة ثالثة، لأن الفيروسات تنحسر طبيعياً قبل أن تصبح متوطنة. ولكن على الأقل يمكننا التخفيف من حجمها وتمديد الفترة بين الموجات، وذلك من خلال القيام بمراقبة جينية نشطة.

بوبي غوش: حسب ما أسمع، يبدو أن المزيد من الفئة الشابة في الهند يصابون بالفيروس ويَتَوفَّوْن بسببه، هل يتطابق ذلك مع ما تلاحظه؟

شهيد جميل: سمعت عن ذلك أيضاً ولديّ تفسير له. الشباب يقومون بمخاطرات أكثر، هم يخرجون أكثر. بالتالي إذا كان يوجد فيروس ينتشر بسرعة، فهم سوف يصابون. ولكنني لست متأكداً أنه يمكن القول إن معدلات الوفيات أعلى لدى الشباب. المسألة تتعلق بالأرقام ببساطة. فإذا بقيت نسبة الوفيات على ما هي عليه، وأصيب عدد أكبر بخمس مرات، فإن عدد الوفيات سيزيد خمس مرات.

الأفكار المغلوطة

بوبي غوش: لأي درجة أثرت الأفكار الخاطئة عن الفيروس واللقاحات على السياسة العامة؟

شهيد جميل: بدأت الهند حملة التلقيح في الوقت المناسب حين كان يسجل عدد منخفض من الإصابات اليومية في منتصف يناير. ولكن للأسف، في حينها كانت تسود فكرة بأن الهند أبلت جيداً وقد خرجت من دائرة الخطر، ما جعل الناس مهملين. فالكثيرون لم يطلبوا تلقي اللقاح، بمن فيهم أطباء وعمال في مجال الرعاية الصحية، وذلك على الرغم من منحهم الأولوية.

وحينها، ظهرت التقارير بأن لقاح "استرازينيكا" يتسبب بجلطات دموية في أوروبا، ما أسهم في التردد في تلقي اللقاح هنا. وكما تعلم معظم اللقاحات التي تعطى في الهند هي "كوفيشيلد" (Covishield) (النسخة الهندية من لقاح "استرازينيكا" الذي ينتجه معهد الأمصال الهندي) لذا أثّر ذلك علينا جداً. وحين عاد السكان لتقبل اللقاح، كانت الحالات قد بدأت في الارتفاع.

بوبي غوش: ما هو التحدي الأكبر الذي تواجهونه اليوم؟

شهيد جميل: من أجل السيطرة على الوضع، لا بدّ أن يكون عدد الأشخاص الذين يتم تلقيحهم يومياً أكبر من عدد الإصابات الجديدة. ويجب أن نأخذ بالاعتبار أن الشخص الذي يتلقى الجرعة الأولى اليوم، سيحصل على الجرعة الثانية بعد أربعة إلى ستة أسابيع، وسيحتاج إلى أسبوعين آخرين ليكتسب المناعة التامة. لذا فإن الشخص الذي يتلقى اللقاح اليوم، سيحتاج إلى شهرين من أجل تكوين المناعة اللازمة.

وهذا يعني أنه تتعين متابعة حملة التلقيح على امتداد أشهر، وبعدد جرعات أكبر من الإصابات اليومية، عندها فقط يمكن عكس هذا الارتفاع.

بوبي غوش: هل عدد اللقاحات كاف للحفاظ على هذه الوتيرة؟

شهيد جميل: أحد الأخطاء الفادحة التي ارتكبناها كانت على صعيد تأمين اللقاحات. ففي يناير، طلبت الحكومة 11 مليون جرعة فقط (من معهد الأمصال). واليوم، بين معهد الأمصال وشركة "بهارات بيوتك"، يمكننا أن ننتج ما بين 90 إلى 100 مليون جرعة في الشهر. ولكن الجهتين لديهما التزامات بالتصدير، بالأخص بموجب منصة "كوفاكس" التابعة لمنظمة الصحة العالمية.

وفي غضون ذلك، فتحت الهند أبواب التسجيل للحصول على اللقاح لكلّ الأشخاص من عمر 18 وما فوق. وهنا نتحدث عن إجمالي 800 مليون شخص، أو 1.6 مليار جرعة، وبالتالي سيكون الأمر صعباً جداً.

الدروس التي علينا تعلمها

بوبي غوش: ما هي الدروس التي يجب أن تكتسبها الدول الأخرى من التجربة الهندية؟

شهيد جميل: الدرس الأول هو أن الكمامة يجب أن تكون جزءاً دائماً من زيّك، على الأقل خلال العام المقبل أو العام ونصف أو حتى العامين المقبلين. ثمة الكثير من التركيز على هذه السلالة أو تلك، ولكن لا تنس أنه يمكن للكمامة الجيدة أن تتصدّى لأي سلالة.

الدرس الثاني هو أن تتلقى اللقاح. لا تقلق إذا ما كانت فعالية اللقاح 60 أو 70 أو 90%، تلقّى أي لقاح متوفر لك. أمّا الدرس الثالث فيتعلق بالسياسة العامة، فعلى العالم أن يتخلى عن مركزية إنتاج اللقاحات. لا يمكن الاعتماد على ثلاث أو أربع دول لصنع اللقاحات للجميع.

في بداية شهر مارس، تنبأت مجلة الـ"إكونوميست" أنه بحلول صيف 2021، سينتج معهد الأمصال في الهند 50% من لقاحات كورونا في العالم. كان على الناس أن يسألوا أنفسهم: ما الذي سيحصل إذا أغلقت الهند؟

كذلك، لا بدّ من اعتماد نموذج تمويل مختلف لهذه الأمور. أنا لست خبيرا اقتصاديا، ولكنني أرى أن العدالة في توزيع اللقاحات تطرح تحدياً.

حجزت بعض الدول ما يكفي من اللقاحات لمنح مناعة تكفي لخمسة أضعاف عدد سكانها، فيما دول أخرى بالكاد تستطيع أن تلقح 20% من السكان. ولكن في حالة الأمراض المعدية، إذا ترك أي شخص في أي مكان بدون حماية، فحينها لن يكون أي شخص في أي مكان آخر محمياً.

أمّا الدرس الأخير، فلا تكونوا في وضعية ردّ الفعل، بل خططوا دائماً للمستقبل. ويعني ذلك معالجة الأسباب الجوهرية التي مكّنت هذا الفيروس من الانتقال إلى البشر والانتشار. والإجابة على ذلك تكمن فيما نفعله بالبيئة من حولنا. كل هذه الفيروسات مصدرها الحيوانات البرية، نحن ندمر مواطن الحيوانات ونجعلها أقرب أكثر فأكثر إلى البشر، ولهذا السبب يحصل هذا الانتقال للفيروسات بشكل متكرر أكثر.

على امتداد القرن العشرين، لم تسجل إلا ثلاثة أوبئة، الانفلونزا في الأعوام 1918 و1957 و1968. وفي خلال العقدين الأولين فقط من القرن الواحد والعشرين، تفشى وباءان، انفلونزا الخنازير في عام 2009 والآن "كوفيد–19"، بالإضافة إلى عدد من شبه الأوبئة.

المستقبل يبدو غائماً

بوبي غوش: نظراً إلى الوضع في الهند اليوم، هل تدعم فرض إغلاق عام آخر؟

شهيد جميل: ليس على مستوى البلاد، ولكن قطعاً أنا مع فرض إغلاقات مناطقية أو على مستوى المدن أو المستوى المحلي. هذا الحلّ الوحيد لوقف انتشار العدوى. ربما يكون لمدة قصيرة لحد التأثير ات الماديّة على حياة الناس.

كذلك، لا بدّ من تحسين التواصل مع الناس. للأسف، إيصال الرسائل في خلال الأسابيع الماضية كان سيئاً جداً. فمن جهة، تقول المحكمة العليا في دلهي إنه لا بدّ من ارتداء الكمامة حين تكون في السيارة، حتى لو كنت وحدك. ومن جهة أخرى، مئات الألوف من الأشخاص يشاركون في مهرجانات انتخابية بدون كمامات. كما يشارك أشخاص في مهرجان "كومبه ميلا" (فعالية هندوسية تستقطب ملايين المؤمنين) بدون أن يرتدوا كمامات. لن يلتزم الناس إذا شاهدوا قادتهم الذين يتطلعون إليهم يتجاهلون الإرشادات يومياً.

بوبي غوش: كم من الوقت تعتقد أن الفيروس سوف يستغرق قبل أن يصبح مرضاً متوطنّاً، لدرجة يمكننا أن نأخذ لقاحات وقائية سنوية كما نفعل مع الانفلونزا؟

شهيد جميل: من الصعب تحديد ذلك، فالأمر يرتبط بعدة أمور. مثل مستوى التغطية باللقاح وبأي سرعة، وكم من الوقت تدوم الحماية. وكذلك نسبة السكان الذين يتعرضون للإصابة ونوع الفيروسات المتحورة التي تنشأ.

ويجب أن نأخذ بالاعتبار أن عمر هذا الفيروس عام واحد فقط، لذا لم يتم بعد إجراء دراسات على المدى الطويل عليه. ولا نملك الإجابات حتى الآن، ولكن السنوات القليلة التالية سوف تكون بالغة الأهمية.