بفضل التعهدات الدولية..العالم في طريقه لتحقيق السيناريو المناخي الأكثر تفاؤلاً

يحذر العلماء من العواقب المناخية المدمرة لارتفاع درجة حرارة الأرض ما فوق 2 درجة مئوية
يحذر العلماء من العواقب المناخية المدمرة لارتفاع درجة حرارة الأرض ما فوق 2 درجة مئوية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سجلت توقُّعات الاحتباس الحراري العالمي تحسناً طفيفاً، بفضل التخفيضات الأعمق لانبعاثات الغازات الدفيئة، التي وعد بها الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقادة عالميون آخرون منذ سبتمبر الماضي.

وأوضحت مجموعة "تعقب العمل المناخي" غير الربحية، في تقريرها الصادر في مايو، أنَّ درجة حرارة الأرض سترتفع مع حلول نهاية هذا القرن بمقدار 2.4 درجة مئوية عن أوقات ما قبل الثورة الصناعية. فيما يعدُّ تحسناً عن التوقُّعات السابقة البالغة 2.6 درجة مئوية، لكنَّه ما يزال أعلى بكثير من هدف الاحترار العالمي البالغ 1.5 درجة مئوية، الذي وافقت الدول على تحقيقه عند توقيع اتفاقية باريس للمناخ في عام 2015.

جهود في مكانها

وقالت وزيرة البيئة الألمانية، سفينيا شولتز، مؤخراً: "هذه النتائج تظهر أنَّ الجهود المبذولة مجدية، وأنَّ التقدُّم ممكن في العمل المناخي الدولي".

وأضافت، في إطار حوار بطرسبرغ بشأن المناخ الذي جرى هذا الأسبوع: "قبل بضعة أعوام فقط، كان العالم في طريقه نحو تسجيل احترار عالمي يبلغ 3.5 درجة مئوية، وهو سيناريو لا يُحتمل التفكير فيه".

وحذَّر العلماء من أنَّ ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكثر من 2 درجة مئوية سيكون كارثياً على البشرية، وكذلك على النباتات والحيوانات. فهذا الارتفاع سيجعل بعض أجزاء الكوكب غير صالحة للعيش، في حين ستتفاقم الظواهر الجوية المتطرِّفة، مثل موجات الحر، والفيضانات، والعواصف، والجفاف.

وفي الوقت نفسه، سيدفع ذلك للكائنات الحية غير القادرة على التكيف إلى الانقراض، كما أنَّ ارتفاع مستوى سطح البحر من شأنه تهديد المستوطنات الساحلية البشرية، مما يؤدي إلى الهجرة القسرية.

وإذا أوفت جميع الدول بوعودها المناخية الجديدة، بما في ذلك أكبر باعثي الغازات الدفيئة، وهما الصين والولايات المتحدة. فقد يصل الاحترار العالمي إلى 2 درجة مئوية، وفقاً لسيناريو مجموعة "تعقب العمل المناخي" الأكثر تفاؤلاً.

مستقبل يعتمد على مدى الالتزام

وحتى الآن، قامت 131 دولة، مسؤولة عن 73% من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، بالتبني أو بالتفكير في أهداف لتسجيل صفر انبعاثات كربونية.

وتستند توقُّعات مجموعة "تعقب العمل المناخي" على أهداف الانبعاثات الأكثر تفصيلاً بحلول عام 2030، التي يتعيَّن على الموقِّعين على اتفاقية باريس تقديمها إلى الأمم المتحدة هذا العام. وما يزال هناك فجوة بين تلك الأهداف قصيرة المدى، وما هو مطلوب لكبح ظاهرة الاحتباس الحراري، وفقاً للتقرير.

وينبغي أن تكون الأهداف الطموحة مدعومة بالسياسات، وفقاً للمجموعة، التي تقدِّر إمكانية ارتفاع درجة حرارة العالم بمقدار 2.9 درجة مئوية، إذا تمَّ تنفيذ التدابير الحالية.