حروب البث الرقمي.. هل تبدأ "نتفلكس"موجة استحواذات بشراء "ديسكفوري"؟

استحواذات مرتقبة في سوق البث الرقمي
استحواذات مرتقبة في سوق البث الرقمي المصدر: بلومبرغ
Tara Lachapelle
Tara Lachapelle

Tara Lachapelle is a Bloomberg Opinion columnist covering the business of entertainment and telecommunications, as well as broader deals. She previously wrote an M&A column for Bloomberg News.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تضع حروب البث المباشر صغار منتجي البرامج والاستوديوهات الصغيرة في مواجهة حتمية، ستدفعهم لبيع أعمالهم إلى إحدى الشركات القليلة التي ستهيمن على عالم اشتراكات الفيديو عبر الإنترنت من أمثال"أمازون"، و"أبل "، و"إيه تي آند"، و"نتفلكس"، و"والت ديزني".

وتركِّز التكهنات المتعلِّقة بالصفقات في الغالب على دور السينما من أمثال "لايونزغيت" Lionsgate و"إم جي إم"، ولكنَّ الهدف الأكثر إثارة للاستحواذ في عالم البث المباشر معروف بشكل أفضل بتخلُّصه من شكليات السجاد الأحمر بدلاً من مواكبتها بالسير عليها.

وقد تكون شركة "ديسكفوري" هي ما تحتاجه "نتفلكس" حالياً للبقاء على القمة، بفضل برنامجها لتجديد المنزل المعروض على "إتش جي تي في"HGTV ، ودراما الواقع على "تي إل سي"TLC ، ومسابقات طهي شبكة "فود نتوورك" Food Network ، والتحوُّلات الحديثة في برامج الطبيعة.

كنز ديسكفري

وتعدُّ "ديسكفري" كنزاً دفيناً من برامج الواقع منخفضة التكاليف، التي يدمن على مشاهدتها الكثيرون، وتجذب قاعدة كبيرة من المعجبين المتحمسين. وحقق برنامج "خطيب لـ 90 يوماً" ( 90 Day Fiance) الذي يتمُّ بثه على شبكة "تي إل سي"، تصنيفاً عالياً للدرجة التي وصفه فيها الرئيس التنفيذي ديفيد زاسلاف ذات مرة بأنَّه بمثابة (مباراة كرة قدم يوم الأحد) للشركة.

وفي الوقت نفسه، يستثمر عمالقة البث المليارات من الدولارات سنوياً في ما يسمونه "المحتوى المتميز"، الذي يعني ضمنياً مزيجاً من البرامج النصية التي تماثل "إتش بي أو" في جودتها، وأفلاماً تصلح للعرض في صالات الأفلام.

ولكن يبدو أنَّ هذه الاستراتيجيات تتجاهل عدداً كبيراً من الأشخاص الذين يتوقون ببساطة إلى المزيد من البرامج "التافهة" على تطبيقات البث، الذين أصيبوا بخيبة أمل بسبب نقص الخيارات.

كل ذلك بدأ يتغيَّر مع إطلاق "ديسكفوري +" في شهر يناير، إذ قالت الشركة هذا الأسبوع، إنَّه أصبح لديها 15 مليون مشترك، وهم مدفوعون على منصاتها الموجَّهة للمستهلكين بالفعل، كما أنَّ منصة "ديسكفوري +" تمثِّل الأغلبية.

ولا يعدُّ هذا أمراً سيئاً للغاية. ففي سياق مماثل، مضى على إنشاء "إتش بي أو" حوالي 50 عاماً، ولدى الشركة وتابعتها، "إتش بي أو ماكس" HBO Max للبث المباشر، هناك مجموع من المشتركين يصل إلى 44 مليون في الولايات المتحدة.

وبالطبع، تقوم شركة "ديسكفوري+" بتفكيك شبكات الكابلات التقليدية الخاصة بها، وقد خيَّبت أرباح الربع الأول حملة الأسهم، فقد ارتفعت المبيعات، والتكاليف العامة والإدارية بنسبة 63%، ويرجع السبب الرئيسي وراء ذلك إلى الترويج لِـ"ديسكفوري+" على الأرجح.

التعطش للاستحواذ

ويتمتَّع التطبيق بجودة غير متوفرة في "نتفلكس"، وكانت كابلاتها موضع تقدير، إذ تُمكِّن المشاهد من التجول بين كل ما يتمُّ عرضه على الشاشة، ومشاهدة نصفه فقط. وتمثِّل ميزة اتخاذ القرار تهديداً مزعجاً لـِ"نتفلكس" للدرجة التي أدخلت فيها ميزة زر" بلاي سامثينغ" Play Something، التي يمكن استخدامها عندما "لا نريد اتخاذ قرارات".

قد يكون أسلوب تفاعل المستخدم الذي تنتجه مكتبة "ديسكفوري" مفيداً لبث التطبيقات التي تسعى إلى تحسين الربحية من خلال الإعلانات أو عبر زيادة الأسعار، كما يعدُّ كل عرض من عروضها اختباراً جيداً لصلابة العلامة التجارية، سواء تعلَّق العرض بمسلسلات مثل "ماي 600 إل بي لايف" My 600 lb Life أو "نيكيد آند أفريد" Naked and Afraid، أو "تشوبد" Chopped. ويمكن لـِ"نتفلكس" و"أمازون برايم"، و"أبل تي في" استخدام الشيء نفسه.

وكواحدة من ضحايا "آركيغوس كابيتال"Archegos Capital ، أصبح سهم "ديسكفوري" أرخص قليلاً أيضاً، في حين يعدُّ حجم قيمتها السوقية البالغ 26 مليار دولار، الذي انخفض من 47 مليار دولار لفترة وجيزة في منتصف مارس، كبيراً بالنسبة لعمالقة التكنولوجيا، فقد تخلَّصت "أمازون" من أعمال لها في العام الماضي بالمبلغ النقدي نفسه، كما يتعزز الوضع المالي لـ"نتفلكس" حالياً، مما يدفعنا إلى أن نتصور أن تقوم الشركة المتعطِّشة للنمو بأول عملية استحواذ كبيرة لها قريباً.

تلفزيون الواقع

وبدأت شركة "نتفلكس" في الانغماس بتلفزيون الواقع فقط مع عودة عرضي المسابقات، "ذا سيركل" The Circle، و"تو هوت تو هاندل" "Too Hot to Handle"، خلال هذا الربيع.

وبرغم تركيز البرنامج الثاني على المنافسات بشكل كبير، إلا أنَّ المؤشرات الأولية تدل على حسن استقبالهما. ومن ناحية أخرى، لن يجد مستخدمو"ديسكفوري+" نوعية هذه البرامج في الخدمة المخصصة للأسرة فقط.

كما تركِّز التطبيقات الأخرى على المحتوى المكتوب الذي يعتمد على شهرة كبار الممثلين، من أمثال "ذا فلايت إنتيندينت"The Flight Attendant التابع لـ"إتش بي أو ماكس"، والذي تؤدي كايلي كوكو بطولته، و"تيد لاسو Ted Lasso من بطولة جاسون سوديكس على "أبل تي في +". ويشير كلُّ هذا إلى تفوق "ديسكفوري+" كمنتج فريد في بحر من نسخ مقلَّدة من"نتفلكس".

وتعدُّ "ديسكفوري+" فريدة بطريقة أخرى أيضاً، إذ تتمتَّع الشركة بوجود دولي من بين الأقوى في هذا المجال، إذ أمضت السنوات القليلة الماضية في الاستحواذ على "إتش جي تي في" التابعة لشركة "سكريبز نتوورك" Scripps Networks ، وهي الأصول الإعلامية البولندية ، وشبكة الرياضة الأوروبية "يوروسبورت"Eurosport التي تتمتَّع بحقوق البث للأولمبياد.

كما جذبت بعض برامجها الشهيرة في الولايات المتحدة متابعات في الخارج، إذ تستثمر الشركة في المحتوى المدبلج واللغة المحلية، ونظراً لإمكانية توقُّف نمو مشتركي "نتفلكس" في الولايات المتحدة هذا الربع، أصبحت الأسواق الدولية محوراً رئيسياً جديداً، إذ تقوم "ديزني +" أيضاً بدفعة كبيرة للاشتراك في حزمتها "ويذ ستار" with Star ، وهو منتج ترفيهي عام جديد غير متوفر في الولايات المتحدة.

ومن الصعب تخيُّل نجاة "ديسكفوري+" كمنتج مستقل في حروب البث المباشر، ولكنَّ مكتبتها الهائلة ستعمل على تحسين عرض القيمة لأيٍّ من التطبيقات الرائدة بشكل أسرع من الأفلام الاستعراضية ذات الميزانية الكبيرة.