تقرير: محطات الطاقة العاملة بالفحم أكثر تكلفة من مصادر الطاقة المتجددة

%80 تقريباً من محطات الطاقة العاملة بالفحم في الولايات المتحدة، باتت أكثر تكلفة من محطات توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية الجديدة
%80 تقريباً من محطات الطاقة العاملة بالفحم في الولايات المتحدة، باتت أكثر تكلفة من محطات توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية الجديدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في الوقت الحالي، أصبحت 80% تقريباً من محطات الطاقة العاملة بالفحم في الولايات المتحدة، أكثر تكلفة من محطات توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية الجديدة. وذلك بحسب تقرير صادر عن "إنيرجي إنوفيشن"، وهو مركز أبحاث للمناخ والطاقة،

لا ينتمي لأي أحزاب.

الطاقة المتجددة أقل تكلفة

وبالرغم من أنَّ تكلفة مصادر الطاقة المتجددة كانت أعلى من الوقود الأحفوري في معظم الأوقات خلال القرن الماضي، إلا أنَّ أسعار طاقة الرياح والطاقة الشمسية الجديدة انخفضت بسرعة كبيرة في الأعوام الأخيرة لدرجة أنَّها أصحبت أرخص بالفعل من الفحم الجديد. ويوضح التقرير أنَّ فرق السعر ينطبق أيضاً على كمية متزايدة من الفحم الموجودة بالفعل.

وقال إريك جيمون، الزميل البارز لدى "إنيرجي إنوفيشن"، وأحد المشاركين في إعداد التقرير: "لقد أصبح هذا الأمر صحيحاً بالنسبة إلى المزيد من المحطات التي تمضي قدماً وبوتيرة متسارعة".

وسجَّل الفحم انخفاضاً مطرداً باعتباره جزءاً من مزيج الطاقة في الولايات المتحدة لأكثر من عقد من الزمن، وذلك بسبب الضغط المشترك من النشطاء وقوى السوق.

وتقول مؤسسة "سييرا كلوب"، إنَّ 339 محطة فحم، إما خرجت من نطاق الخدمة أو في طريقها للخروج منذ عام 2010، ولم يتبقَ سوى 191 محطة تعمل إلى أجل غير مسمى. وجدير بالذكر أنَّ مؤسسة "سييرا كلوب" تدير حملة "ما بعد الفحم" التي تهدف إلى القضاء على محطات الطاقة العاملة بالفحم في الولايات المتحدة.

وقد خصص مايكل آر بلومبرغ، مؤسس ومالك الأغلبية في "بلومبرغ"، الشركة الأم لـ "بلومبرغ نيوز"، ما قيمته 500 مليون دولار لإطلاق حملة "ما بعد الفحم" التي تهدف لإغلاق المصانع المتبقية العاملة بالفحم في الولايات المتحدة مع حلول عام 2030، وإبطاء وتيرة بناء محطات الغاز الجديدة.

انبعاثات أقل

وأظهرت دراسة حديثة أخرى صدرت مؤخراً، أنَّ استخدام الفحم انخفض بحدَّة لدرجة أنَّه لم يعد المصدر الثابت الرئيسي لتلوث الهواء.

واعتباراً من عام 2017، أدى حرق الكتلة الحيوية والأخشاب لإنتاج الطاقة إلى آثار صحية أكثر ضرراً من الفحم، وفقاً لتقرير صادر عن الباحثين في "جامعة هارفارد". وفي العام نفسه، تسبَّب الغاز المحترق في عدد وفيات أكثر من الفحم في 19 ولاية على الأقل.

ومع ذلك، ما تزال محطات الفحم تنتج حوالي مليار طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد تعهد بخفض بلاده لانبعاثات الغازات الدفيئة مع حلول عام 2030 بنسبة 50% على الأقل، عن مستويات عام 2005. وبهذا الصدد، يقول القائمون على نماذج الطاقة، إنَّ كلَّ محطات الفحم المتبقية تقريباً ستحتاج إلى الإغلاق حتى تتمكَّن الولايات المتحدة من تحقيق هذا الهدف. كما يجب أن يكون التحليل الصادر عن "إنيرجي إنوفيشن" دليلاً مشجعاً لأولئك الذين يتابعون التقدُّم الذي تحرزه البلاد.

وتختلف أرقام مركز الأبحاث قليلاً عن أرقام "سييرا كلوب". فقد درس الباحثون هناك 235 محطة فحم قائمة في عام 2019، باستثناء 7 محطات منها، كان من المقرر خروجها من الخدمة بالفعل. ومع حساب تكاليف الوقود، والعمليات، والنفقات الرأسمالية الجارية، ثم مقارنة هذه الأرقام بالمتوسطات الإقليمية المرجحة لتكلفة بناء محطات توليد لطاقة الرياح والطاقة الشمسية من نقطة الصفر، كانت النتيجة أنَّ هناك 182 محطة- تمثِّل 72% من القدرة الحالية لتوليد الفحم- لم يعد وجودها مبرراً استناداً إلى الجدوى الاقتصادية.

ويذكر أنَّ تحليل "إنيرجي إنوفيشن" لا يضع في الحسبان كلَّ الاعتبارات التي قد تنظر إليها المرافق على أرض الواقع. فعلى سبيل المثال، يركِّز التحليل بشكل كبير على التشغيل والبناء، ولا يأخذ في الاعتبار التكاليف الإضافية لإيقاف تشغيل المرافق الحالية. كما أنَّ الحسابات لا تشمل سعر البطاريات، وهو ما قد يكون الإغفال الأكبر، خاصة أنَّها ضرورية للتغلب على تقطُّع إمدادات طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وبهذا الصدد، قال المؤلفون، إنَّه في بعض الحالات، قد لا تصمد مقارنات التكاليف. ومع ذلك، يقول جيمون، من "إنيرجي إنوفيشن"، إنَّه من الضروري النظر إلى التقرير على أنَّه "مقياس" للطابع المتغير لاقتصادات الكهرباء العاملة بالفحم.