بريطانيا ترسل سفناً عسكرية إلى "جيرزي" بعد تصاعد الخلاف مع فرنسا بشأن الصيد

جزيرة "جيرزي" منطقة تابعة للتاج البريطاني تتمتع بالحكم الذاتي وتقع على بعد 22 كيلومتراً من الساحل الفرنسي، وتضع قوانينها الخاصة وتجمع الضرائب الخاصة بها، ولكنها تعتمد على حكومة المملكة المتحدة في الشؤون الدفاعية
جزيرة "جيرزي" منطقة تابعة للتاج البريطاني تتمتع بالحكم الذاتي وتقع على بعد 22 كيلومتراً من الساحل الفرنسي، وتضع قوانينها الخاصة وتجمع الضرائب الخاصة بها، ولكنها تعتمد على حكومة المملكة المتحدة في الشؤون الدفاعية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أرسلت المملكة المتحدة سفينتين عسكريتين في دورية إلى جزيرة "جيرزي" البريطانية استباقاً لحصار محتمل قد ينفذه الصيادون الفرنسيون، نتيجة تعمق الخلاف مع فرنسا بشأن حقوق الصيد، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتحدث رئيس الوزراء، بوريس جونسون، مع القادة السياسيين في جيرزي، يوم الأربعاء، وقال، إن أي حصار سيكون "غير مبرر"، وفقاً لبيان صادر عن حكومة المملكة المتحدة.

ردت فرنسا بإرسال سفينة المراقبة البحرية الخاصة بها، "آثوس"، إلى المنطقة، بعد أن هددت سابقاً بقطع إمدادات الكهرباء عن "جيرزي" احتجاجاً على عدم إصدار تراخيص لصياديها.

إجراء احترازي

تعدّ سفن الدوريات البريطانية من النوع المسلح عموماً بمدافع 20 مم و30 مم، ويمكن أن تحمل طاقماً من 45 شخصاً إلى جانب حوالي 50 جندياً من البحرية الملكية، وفقاً لموقع وزارة الدفاع. وقالت المملكة المتحدة إن السفينتين سترسلان كإجراء احترازي.

تُتابع الحكومة الفرنسية الموقف عن كثب، وهي على اتصال بالبريطانيين، وفقاً لدبلوماسي فرنسي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته.

وقال بيان المملكة المتحدة:

شدد كل من رئيس الوزراء وكبير الوزراء على الحاجة الملحة لخفض التصعيد وإجراء حوار بين جيرزي وفرنسا بشأن الوصول إلى مناطق الصيد

تصاعد الخلاف

يمثل نشر السفن تكثيفاً لافتاً لخلاف بين حليفين في "الناتو"، وهو علامة على الاحتكاكات المستمرة الناجمة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتعد المفاوضات بشأن صيد الأسماك واحدة من أكثر العناصر إثارة للجدل في اتفاقية ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهددت فرنسا بشكل منفصل بتقييد وصول شركات الخدمات المالية البريطانية إلى الاتحاد الأوروبي، إذا لم يتم التعامل مع قوارب الصيد الخاصة بها بإنصاف.

تصاعد التوتر في وقت سابق هذا الأسبوع، بعد أن قالت وزيرة البحرية الفرنسية، أنيك جيراردين، إنها "غاضبة" عندما علمت أن "جيرزي" أصدرت تراخيص صيد تتضمن شروطاً ومعايير إضافية لا تمتثل لاتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقالت جيراردين، إنها أبلغت المفوضية الأوروبية بعدم الامتثال هذا.

وقالت للمشرعين في الجمعية الوطنية يوم الثلاثاء:

نحن على استعداد للجوء إلى الإجراءات الانتقامية الواردة في اتفاق بريكست

وقالت المتحدثة باسم المفوضية، فيفيان لونيلا، مساء الأربعاء، إن المفوضية الأوروبية أخطرت المملكة المتحدة بأن الطريقة التي فرضت بها قيوداً إضافية على الصيادين الفرنسيين تمثل انتهاكاً لاتفاق بريكست التجاري.

وأصرت "جيرزي" على أن الجزيرة أصدرت التراخيص وفقاً لاتفاقية التجارة والتعاون بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما يعني أنه يجب على القوارب الفرنسية تقديم سجل حافل لقيامها بالصيد في المنطقة.

وفي بيان مشترك، قال كبير الوزراء في "جيرزي" جون لو فوندري، ووزير العلاقات الخارجية، إيان غورست، إنهما يتوقعان مظاهرة سلمية من الصيادين الفرنسيين خارج الميناء الرئيسي للجزيرة يوم الخميس.

وقال المسؤولان: "نرحب بالدعم المستمر من رئيس الوزراء وحكومة المملكة المتحدة للتوصل إلى حل دبلوماسي لهذا النزاع، ونحن ندرك أن إرسال المملكة المتحدة لسفينتي دورية بحرية ليس إلا إجراءً احترازياً لمراقبة الوضع في مياه جيرزي". وأضافا:

لن تتعطل البنية التحتية الأساسية في جيرزي، نظراً لأن المرافق المحلية قادرة على تلبية متطلبات الطاقة لدينا في حالة حدوث أي انقطاع خارجي

جزيرة "جيرزي"

تعد جيرزي منطقة تابعة للتاج البريطاني تتمتع بالحكم الذاتي وتقع على بعد 14 ميلاً (22 كيلومتراً) من الساحل الفرنسي، وتضع قوانينها الخاصة وتجمع الضرائب الخاصة بها، ولكنها تعتمد على حكومة المملكة المتحدة في الشؤون الدفاعية.

يأتي الخلاف المتزايد مع فرنسا قبل "الخميس الكبير" للانتخابات في المملكة المتحدة، حيث سيتم إجراء عدد كبير من استطلاعات الرأي، بما في ذلك 143 مجلساً إنجليزياً، والبرلمانيين من إسكتلندا، وويلز، وعمدة لندن. كما أن منطقة "هارتليبول" البرلمانية مستعدة للانتخابات أيضاً.