مستشارو ثروة يحذِّرون عملاءهم الأثرياء من التضخم وفقاعة الأسهم

كاثرين كيتنغ، الرئيسة التنفيذية لشركة "بي إن واي ميلون ويلث مانجمنت"
كاثرين كيتنغ، الرئيسة التنفيذية لشركة "بي إن واي ميلون ويلث مانجمنت" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

إنَّ الأمر لا يتعلَّق فقط بالعملات المشفَّرة. فمديرو الثروات في بعض أكبر الشركات الأمريكية يقولون، إنَّهم يقدِّمون المشورة لعملائهم بشأن مخاوف أوسع تتعلَّق بالاستثمار، مثل التضخم وأسعار الفائدة، مع إعادة فتح الاقتصاد الأمريكي، ودفع إدارة بايدن لإجراء تغييرات جذرية في قانون الضرائب.

وخلال "قمة بلومبرغ للثروة" ناقش مديرو الثروات، يوم الثلاثاء، هذه القضايا وغيرها. وإليكم تقرير موجز لأبرز أفكارهم حول ما يجب التفكير فيه بشأن الأسواق والاقتصاد في الأشهر المقبلة:

التضخم

مؤخراً أصبح التضخم أحد أكثر الموضوعات إثارة للجدل في الأوساط المالية، في ظل وجود مخاوف من أنَّ التحفيز الحكومي، واندفاع الإنفاق الاستهلاكي المحتمل بعد الوباء قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

في هذا السياق، قال غريغ فليمنغ، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "روكفلر كابيتال مانجمنت": "اعتقدت لسنوات أنَّ التضخم ظلَّ مكبوتاً بسبب الوتيرة المذهلة للإنتاجية من خلال التكنولوجيا".

وقالت كاثرين كيتنغ، الرئيسة التنفيذية لشركة "بي إن واي ميلون ويلث مانجمنت"، إنَّه يجب دائماً على المستمرين القلق بشأن التضخم.

وتضيف كيتنغ قائلة: "إذا فكرت في دورة الأعمال، وما الذي ينهي دورة العمل غالباً، فإنَّ الزيادة في التضخم هي التي تدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى زيادة أسعار الفائدة، وهو ما يمكن أن يؤدي في ظروف استثنائية وغير عادية إلى ركود وسوق هابط".

وكانت الأسواق المالية تعرَّضت لاهتزاز، يوم الثلاثاء، عندما قالت جانيت يلين، إنَّ أسعار الفائدة قد تضطر إلى الارتفاع بشكل معتدل لمنع الاقتصاد من "الإنهاك". واصطدمت تعليقات وزير الخزانة هذه بسوق الأوراق المالية التي تظهر عليها بالفعل علامات القلق بشأن ارتفاع الأسعار.

ومع ذلك، تتوقَّع كيتنغ أن تكون الاتجاهات التضخمية عابرة، بالنظر إلى عدد من عوامل الانكماش طويلة الأجل. وتشمل هذه العوامل شيخوخة الاقتصاد، والاضطراب التكنولوجي، وزيادة محتملة في تكلفة الديون.

سوق الأوراق المالية

إنَّ بداية ظهور جائحة كوفيد-19 كانت في عام استثنائي للسوق، فمع تجمُّع المستثمرين الأفراد الجدد على الأسهم، وتزايد التقلُّبات خلال الآونة الأخيرة، تباع أسهم التكنولوجيا بعد شهور من الزيادات السريعة التي شهدتها. وهذا ما جعل المستشارون يدفعون المستثمرين إلى التفكير فيما وراء الحديث اليومي.

وفي هذا السياق، قالت بيني بنينغتون، الشريك الإداري في "إدوارد جونز": "لا تستثمر من خلال عناوين الصحف الرئيسية".

من جهتها تساءلت جينا مارتن آدامز، كبيرة استراتيجيي الأسهم في"بلومبرغ إنتليجنس"، عما إذا كانت الأسواق في منطقة الفقاعة.

فعلى الرغم من العناوين الرئيسية، هناك القليل من الأدلة على حدوث ارتفاع كبير في الأسعار بعيداً عن الأساسيات التي تسبِّب الوفرة غير المنطقية؛ وقالت "آدامز"، إنَّ هذه ستكون ظروف الفقاعة.

وقالت، إنَّه في سياق الفقاعات السابقة مثل تلك التي حدثت في عشرينيات أو تسعينيات القرن الماضي، فإنَّ ارتفاع الأسهم الحالي "لا يقترب لأيِّ درجة" من تلك المستويات. وتضيف "آدامز" قائلة: "وجهة نظرنا هي أنَّه في حين توجد بعض أعراض الفقاعة التي يحتمل أن تظهر في سوق الأسهم، فقد نكون حالياً في مرحلة البداية فقط".

من جهتها، تطلب إيدا ليو، الرئيسة العالمية للخدمات المصرفية الخاصة في"سيتي غروب"، من العملاء تجاوز "تحيزهم لبلدانهم" لصالح التنوع الجغرافي لمحافظهم الاستثمارية. وترى بشكلٍ خاص فرصاً في الصين.

أسعار الفائدة

إلى أين يجب الخروج من هذه القاعدة المنخفضة؟ يمكن أن يكون هناك ارتفاع يلوح في الأفق.

تقول كيتنغ من شركة "بي إن واي ميلون" إنَّ: "أسعار الفائدة عند مستويات منخفضة بشكل غير عادي، وهي حقاً الأدنى في حياتنا المهنية، لذلك نعتقد أنَّك ستشهد ارتفاعاً في أسعار الفائدة في مرحلة ما".

وترى ليو من "سيتي غروب" أنَّ الجلوس على السيولة النقدية في مثل هذه البيئة ذات أسعار الفائدة المنخفضة يعدُّ خطأ. وتقول: "مع المعدلات التي هي عليها، أموالك لا تعمل من أجلك". وترى أنَّه: "لذلك يمكن استثمار هذه الأموال".

الضرائب

قال المستشارون، إنَّ التفاوض والتسوية ستؤدي إلى تغييرات في النسخة النهائية لاقتراح الرئيس الأمريكي جو بايدن برفع الضرائب على الأثرياء، واستهداف مكاسب رأس المال.

وحول ذلك، قالت كيتنغ من شركة "بي إن واي ميلون"، إنَّ الأغلبية الديمقراطية الضئيلة في مجلس الشيوخ تعني أنَّه سيتمُّ تقليص الاقتراح في بعض الجوانب، وأنَّ المشرِّعين سيخرجون بخطة أقل طموحاً. وقالت، إنَّ السؤال التالي هو التوقيت، إذ متى ستتم الموافقة على الخطة؟، وما إذا كانت ستكون بأثر رجعي.

وتقول كيتنغ، إنَّه نظراً لحالات عدم اليقين، من الصعب تقديم المشورة للعملاء بشأن إجراءات محددة. وتضيف أنَّه برغم ذلك، ما يزال هناك بعض الخطوات التي يمكنهم اتخاذها.

إذا كان ذلك ممكناً، فإنَّ أحد الخيارات هو تسريع بعض الدخل لهذا العام، إذ يندرج ضمن الخطة الضريبية الحالية.

على سبيل المثال، فإنَّ تحويل حساب التقاعد الفردي التقليدي الذي يتطلَّب دفع الضرائب الآن إلى "خطة تقاعد روث الفردية"، من شأنه أن يقلل من الالتزامات الضريبية في المستقبل، على حدِّ قول كيتينغ. وهناك خيار آخر، وهو أن يقوم العملاء بتنويع محافظهم الاستثمارية، بعيداً عن أكبر أسهم التكنولوجيا في السوق.

تقول كيتنغ: "نتحدث معهم حول مجموعة كاملة من الاستراتيجيات بما في ذلك بعض الاستراتيجيات التي لا علاقة لها بالسوق على الإطلاق، فعليهم أن يتعاملوا مع أسعار الفائدة، وتثبيت أسعار الفائدة المنخفضة للغاية التي لدينا الآن."

بتكوين

قالت كيتنغ، إنَّ هناك ثلاثة مخاوف رئيسية تحيط بالعملات المشفَّرة يحاول المستشارون معالجتها.

الخوف الأول هو الأمان، والتأكُّد من أنَّ المفاتيح الخاصة آمنة. والثاني هو السيولة، والتأكُّد من أنَّ المستثمرين الذين ينفقون الأموال في فئة الأصول هذه يتمتَّعون أيضاً بالمرونة، والثالث هو التقلُّبات، فقد شهدت بعض الأصول مثل "بتكوين" تقلُّبات حادة خلال العام الماضي.

وتشير كيتنغ قائلةً: "نحن نبحث عن طرق لمعالجة هذه المخاوف".

من جهتها، أعلنت شركة "بيترمنت" للاستشارات الآلية لإدارة الثروات، تلك التي تمتلك أصولاً مدارة بنحو 30 مليار دولار، أنَّها ما تزال تجري بحثها الخاص.

وحول ذلك، قالت الرئيسة التنفيذية للشركة سارة ليفي: "نحن نعتقد أنَّه إذا تمكَّنا من توفير النوع الصحيح من المضمون والمشورة، فلا بأس بالمشاركة في بعض فئات الأصول الجديدة هذه، رغبتي هي أن نجد طريقة لتقديم العملات المشفَّرة بطريقة مسؤولة، لكن لا يمكنني القول، إنَّنا وصلنا إلى هذه النقطة حتى الآن، وأنا أعتقد أنَّنا

ما زلنا في نوع من وضع المشاهدة والتعلُّم ".

تقول ليو من"سيتي غروب"، إنَّه في حين أنَّ هناك اهتماماً كبيراً بالعملات المشفَّرة، فإنَّها لا تعدُّها فرصة "أساسية"، بل هي فرصة كامنة يمكن لبعض العملاء الاستثمار فيها.