على غرار "وي تشات".. "باي بال" تتطلع لتكون التطبيق الأول عالمياً

باي بال شركة المدفوعات العالمية تتطلع إلى أن تكون تطبيقاً فائقاً عالمياً يقدم خدمات متنوعة على غرار "وي تشات" الصيني
باي بال شركة المدفوعات العالمية تتطلع إلى أن تكون تطبيقاً فائقاً عالمياً يقدم خدمات متنوعة على غرار "وي تشات" الصيني المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتطلَّع شركة "باي بال هولدنغز" إلى تعميق وتعزيز خدماتها الرقمية، لتصبح التطبيق الأكثر انتشاراً على مستوى العالم، إذ تخطط الشركة خلال الأشهر المقبلة، لطرح مجموعة من الخدمات الجديدة، التي يمكن أن تشمل حسابات توفير عالية العائد، وخدمات صرف الشيكات، وقدرات الاستثمار في الأسهم.

وتأمل "باي بال" أن تصبح "التطبيق الفائق" التالي في العالم، على غرار "علي باي"، أو "وي تشات" الصينيين، أو " باي تي إم" الهندي أو"غراب" في سنغافورة.

المخاطر مرتفعة

إذا نجحت " باي بال" في طرح مجموعة من الخدمات الجديدة، فقد تشغل الشركة الحيز الأكبر من حياة المستهلكين في الولايات المتحدة مقارنة بـ "أمازون"، أو "غوغل"، أو "فيسبوك".

لكن في الولايات المتحدة، لا يوجد نقص في عمالقة البنوك وشركات التكنولوجيا التي حاولت وفشلت في تحقيق ما تطمح "باي بال" في القيام به.

قال دان شولمان، الرئيس التنفيذي لشركة "باي بال" في مقابلة: "من الصعب أن تصبح (باي بال) تطبيقاً متميزاً.. أعتقد أنَّ لدينا فرصة إذا نفَّذنا (ما نطمح إليه) بشكل جيد للغاية. ولكن من الواضح أنَّ الكثير من الشركات تطمح أيضاً إلى ما نسعى إليه".

متجر شامل

راودت الفكرة "شولمان"، خلال مأدبة عشاء قبل ثلاث سنوات في منزله في "بالو ألتو" بولاية كاليفورنيا، بالقرب من المقر الرئيسي لشركة "باي بال" في سان خوسيه، مع مارتن لاو، رئيس شركة "ويتشات" الشركة الأم لِـ " تينسنت هولدنغز".

أثناء تناول العشاء، بدأت ملامح الصورة تتشكَّل في ذهن "شولمان"، وتتلخَّص في أنَّه يمكن للمستهلكين استخدام تطبيق "باي بال" بما يتجاوز تسوية مدفوعات الشراء عبر الإنترنت.

يمكن أن تكون "باي بال" بمثابة المتجر الشامل لشراء جميع الأشياء المتعلقة بالتسوق والتمويل، على غرار النجاح الذي حققه تطبيق "وي تشات" في الصين، بحسب ما قاله "شولمان".

قال شولمان: "هناك عدد كبير جداً من التطبيقات على جميع هواتفنا - لا يمكنني الدخول على تطبيق لشراء الأدوية، والبقالة، وجميع بائعي التجزئة المتنوعين لدي..

لايمكنني الدخول إلى ما بين 40 و50 تطبيقاً مختلفاً على هاتفي. لا أستطيع تذكُّر كلمات المرور، ولا أريد إدخال جميع معلوماتي في كل مرة".

وأضاف: "هناك فقط ثمانية إلى 10 تطبيقات نستخدمها كل يوم أو كل أسبوع. ستتحول هذه التطبيقات إلى ما نسميه التطبيقات الفائقة".

وجَّه شولمان فريقه بالبدء في إجراء أبحاث المستهلكين.

مهمة صعبة

إنَّ رغبة "باي بال" لأن تصبح تطبيقاً فائقاً، لن يكون بالأمر السهل. فقد حققت شركات أمريكية أخرى نجاحاً ضئيلاً في محاولات مماثلة.

فمثلا، أعلنت شركة "أوبر تكنولوجيز" العملاقة في مجال النقل التشاركي، في عام 2019، أنَّها ستنشئ وحدة جديدة تركِّز على الخدمات المالية.

بعد أقل من عام، غادر المسؤول التنفيذي لقيادة المبادرة الشركة بعد أن قالت "أوبر"، إنَّها تخطط "لإلغاء ترتيب الأولويات" للعديد من مشاريع الوحدة، التي تضمَّنت بطاقات ائتمان، ومحفظة رقمية، ومدفوعات فورية للسائقين.

يتناقض ما أقدمت عليه "أوبر"، مع تصرف شركة "غراب هولدنغز"، التي بدأت كشركة لخدمات نقل الركاب في جنوب شرق آسيا، وتوسَّعت منذ ذلك الحين لتشمل الخدمات المالية، والمدفوعات، وتوصيل الطعام.

تستعد "غراب" للاكتتاب العام عبر الاندماج مع شركة استحواذ لأغراض خاصة، مما يقدِّر قيمة الشركة الناشئة بنحو 40 مليار دولار.

تجربة فاشلة لـ "جيه بي مورغان"

كانت تجربة "جيه بي مورغان" أشبه بتجربة "أوبر". قضى أكبر بنك أمريكي سنوات في الترويج لتطبيق "تشيس باي"، الذي كان من المفترض أن يسهل على الناس التسوق، واسترداد مكافآت البطاقات.

بعد أن كانت الجهود بطيئة في الإنطلاق، أوقف البنك التطبيق، وأوقف المشروع بالكامل في النهاية، مما شجع المستهلكين على الاشتراك بدلاً من ذلك مع منافسه المحتمل "باي بال".

قال سانجاي صخراني، المحلل في شركة "كيفي برويت اند وودز" للوساطة المالية، في مقابلة: "سيكون من الصعب إنشاء تطبيق رائع كما نعرفه، مثل ما رأيناه في الصين.. لقد قمنا بتجزئة كيفية استهلاكنا للأشياء. لم يكن لدينا رفاهية العثور على الأشياء في مكان واحد، مثل الأشخاص في الأسواق الناشئة بفضل التطبيقات الفائقة".

مع ذلك، قال صخراني، إنَّ بعض المستهلكين قد يكونون منفتحين على تجربة نموذج التطبيق الفائق، مثل 25% من البالغين في الولايات المتحدة الذين يكافحون للحصول على الخدمات المالية السائدة.

دان شولمان

بدأ "شولمان"، حفيد منظِّم نقابي في منطقة مشهورة بصناعة الملابس بنيويورك، حياته المهنية في شركة "إيه تي أند تي" كموظف مبتدئ.

لقد شقَّ "شولمان" طريقه إلى رئاسة شركة استهلاكية ذات أهداف توسعية، قبل أن يطلبه ريتشارد برانسون أن يكون الرئيس التنفيذي المؤسس لشركة " فيرجن موبايل يو إس أيه إنك".

في عام 2001، أشرف "شولمان" على بيع الشركة لصالح "سبرنت نيكستل كورب" بعد ثماني سنوات.

انضمَّ "شولمان" في النهاية إلى "باي بال" قادماً من شركة "أمريكان إكسبريس كو"، إذ كان يشرف على جهود الشركة لتقديم خدمات للأمريكيين الذين يعانون من نقص الخدمات المصرفية.

اشتهر "شولمان" في "باي بال" بتسليم الموظفين شيكاً، إذ يطلب منهم إيجاد طريقة لصرفه دون استخدام حساباتهم المصرفية، وهو تمرين يهدف إلى إظهار كيف تبدو الحياة لـ 63 مليون أمريكي غير قادرين على استخدام الخدمات المالية القياسية.

"شولمان"، ممارس لفنون الدفاع عن النفس الإسرائيلية المعروفة باسم "كراف ماغا" الذي نادراً ما يُرى علانية بدون حذاء رعاة البقر المميز.

اعتاد شولمان على عقد اجتماعات مع الجهات التنظيمية بالإضافة إلى مسؤولي أكبر البنوك الأمريكية، وشركات بطاقات الائتمان لإقناعهم بمواصلة الشراكة مع "باي بال" في إطار محاولته نحو تفعيل "التطبيق الفائق".

التعاون مع "أمريكان إكسبريس"

قال ستيف سكويري الرئيس التنفيذي لشركة "أمريكان إكسبريس" في مقابلة: "الحقيقة هي أنَّنا نعتقد أنَّ منتجاتنا وخدماتنا يمكن أن توجد داخل نظام (باي بال)".

يضيف سكويري: "في حين يتحدَّث دان عن التطبيق الفائق - الذي أعتقد أنَّه مفهوم و مثير للاهتمام، وسنرى كيف سيتطور- ما زلنا نعتقد أنَّنا سنفوز بنشاط البطاقات، وبعض أعمال الإقراض الخاصة بهم".

تخطط "باي بال" لإطلاق الخدمات الجديدة في الربع الثالث 2021.

مدفوعات ضخمة

تقوم الشركة حالياً بمعالجة مدفوعات بأكثر من تريليون دولار من على منصتها سنوياً، وتجذب نحو 55 مليون مستخدم جديد في 2021، بالإضافة إلى 377 مليون مستخدم بالفعل.

إنَّ أداء " باي بال" حالياً مختلف تماماً؛ وذلك عندما طرحت أسهمها في الاكتتاب العام تحت قيادة "شولمان" قبل ستة أعوام. منذ ذلك الحين، ارتفع تقييم الشركة إلى ما يقرب من 300 مليار دولار، أكثر من "سيتي غروب"، و"غولدمان ساكس" مجتمعين.

قال "شولمان": "هذا يحتاج إلى نطاق هائل.. نصف مليار إلى مليار شخص، كحدٍّ أدنى. سيكون وجود مليار شخص معدلاً مثالياً".