شركة قيمتها مليار دولار تدعمها "أوبرا وينفري" تطرح حلاً جديداً لهدر الأطعمة

تمنح التقنية الجديدة إمكانية رؤية ما بداخل المنتجات بشكل غير مسبوق
تمنح التقنية الجديدة إمكانية رؤية ما بداخل المنتجات بشكل غير مسبوق المصدر: شركة أبيل
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تقدِّم شركة ناشئة، تدعمها الإعلامية الأمريكية، أوبرا وينفري، طريقة جديدة لإعلام محلات البقالة عن الوقت الذي تتعدى فيه منتجاتهم مرحلة الذروة في الطلب، وتقترب من نهاية صلاحيتها، وذلك في محاولة للقضاء على هدر الطعام.

الشركة هي "أبيل ساينسز" (Apeel Sciences)، المختصة بالتكنولوجيا الزراعية، التي قد بدأت قبل تسع سنوات بمنحة قدرها 100 ألف دولار من مؤسسة "بيل وميليندا غيتس"، تقدَّر اليوم بأكثر من مليار دولار. وتتجه الشركة حالياً إلى المرحلة الثانية لتحقيق رؤية مؤسسها جيمس روجرز لحلِّ مشكلة التخلُّص من الطعام العالمية، التي تبلغ قيمتها 2.6 تريليون دولار.

ابتكارات لسلسلة الإمداد الغذائي

وكانت شركة "أبيل" قد صنعت اسماً لها في عالم الأغذية، من خلال ابتكارها لطلاء من مصادر نباتية حاصل على براءة اختراع، يعمل على المدِّ في عمر نضارة المنتجات، مثل: الأفوكادو، والخيار الإنجليزي، والمانغا، والتفاح العضوي بدون الحاجة إلى تبريد. وتقدِّم الشركة اليوم تقنية تمكِّنها من رؤية ما يحدث داخل الفواكة والخضروات. وتكمن الفكرة في إعطاء الجميع في سلسلة الإمداد الغذائي معلومات قيِّمة وموفّرة للتكاليف عن المنتجات التي بحوزتهم، والإجابة على أسئلة على شاكلة "متى ستفسد هذه التفاحة؟"

وقالت كاثلين ميريغان، نائب رئيس الزراعة السابقة في إدارة أوباما التي تعمل مستشارة للشركة من مقرِّها في كاليفورنيا، وهي أحد مستثمريها كذلك: "إنَّها تكشف الكثير عن أمور لا يمكننا رؤيتها أو اكتشافها في منتج من خلال الوقوف في ممر البقالة، وشمِّ رائحتها، أو اختبار مدى طراوتها".


عملية الاستحواذ الأخيرة

وتأتي جهود شركة "أبيل" بعد استحواذها مؤخَّراً على شركة "إمباكت فيجين" الناشئة، التي تطوِّر برامج الأمن الغذائي باستخدام الذكاء الاصطناعي، والتصوير المتقدِّم. يُذكر أنَّه لم يتم الكشف عن شروط هذا الاستحواذ.

وجاء الإعلان رسمياً عن عملية الشراء، وهي الأولى بالنسبة لشركة "أبيل"، التي تشِّكل أحدث اختبار لسعي روجرز البالغ من العمر 36 عاماً للتعامل مع ظاهرة هدر الطعام.

وتقدِّر الأمم المتحدة أنَّ حوالي ثلث الأغذية المنتجة على مستوى العالم تُفقد أو تُهدر. وأنَّ القضاء على هدر الطعام من شأنه أن يقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسبِّبها الإنسان بنسبة تصل إلى 8%، بناءً على ما أفاده الصندوق العالمي للحياة البرية.

وقال روجرز، الرئيس التنفيذي لشركة "أبيل"، والحاصل على درجة الدكتوراه في علم المواد، خلال مقابلة: "الطريقة الوحيدة التي سنبني بها نظاماً غذائياً يعتني بالمزيد من الناس وبالكوكب، هو من خلال إيجاد طرق لمواءمة الحوافز الاقتصادية للجميع في سلسلة التوريد".

نظرة مقربة على المنتجات

ويعمل بعض مورِّدي المنتجات بالفعل على اختبار تقنية "أبيل" الجديدة، مثل شركة "ماتشيرز برايد" في هولندا، التي تستورد الفواكة والخضروات الغريبة، وتبيعها في 28 دولة.

وقالت أدرييل دانكير، كبيرة المسؤولين التجاريين في شركة "نيتشرز برايد"، في مقابلة: " يمكنك أن تنظر الآن داخل الأفوكادو، وقد ترى ربما مشكلات في الجودة يمكنك أن تلفت انتباه المزارع إليها". وقالت، إنَّ تقليل هدر الطعام يعني خفضاً في التكلفة، وتقديم أسعار أفضل، ومنتجات عالية الجودة.

دان دي لا روزا، نائب رئيس المجموعة للتسويق الطازج في شركة "كروغر"، قال، إنَّ أكبر سلسلة بقالة في الولايات المتحدة تخطط لاستخدام هذه الأداة الجديدة، التي تساعدنا في استبعاد بعض المنتجات". وأشار لو بيريز، نائب رئيس قسم التكنولوجيا في شركة "أبيل"، إلى إمكانية هذه التقنية بالتنبؤ بالأمراض.

وهو ما علَّق عليه والتر روب، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "هول فودز ماركت" والمستثمر في شركة "أبيل"، قائلاً بأنَّ هذه التكنولوجيا يمكن أن تكون فعَّالة في معرفة المزيد عن تأثير الغذاء على صحة الإنسان. وأضاف: "هناك جوانب من النباتات لم نفهمها بشكل كامل حتى الآن، خاصة فيما يتعلَّق بإمكاناتها العلاجية، وفائدتها الغذائية القوية".