على "إيلون ماسك" أن يركز في السيارات الكهربائية أكثر من "بتكوين"

إيلون ماسك
إيلون ماسك المصدر: بلومبرغ
Liam Denning
Liam Denning

Liam Denning is a Bloomberg Opinion columnist covering energy, mining and commodities. He previously was editor of the Wall Street Journal's Heard on the Street column and wrote for the Financial Times' Lex column. He was also an investment banker.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المحتمل أننا نبالغ في تفسير تغريدات إيلون ماسك. ليس من السهل الكتابة عن هذا الأمر، لأنه في لحظة ما، يُفترض بي أن أقوم بتشريحها ودراستها مثل الطيور الصغيرة. لكن في لحظات أخرى، علي أن أضع المشرط والملاقط، وأنظف يدي وأفكر في مجمل الأمور.

ولعل هذه التغريدة، مثلاً، والتي سقطت كقنبلة يدوية عليها علامة زرقاء هذا الأسبوع، أقل أهمية من حيث ما تقوله حول أفكار كبير المديرين التنفيذيين لشركة "تسلا" بشأن العملة المشفرة أو البيئة. ربما سيكون النظر إليها على أنها مجرد قطعة واحدة صغيرة في فسيفساء بعنوان مؤقت: "إيلون ماسك يقول الكثير من الأشياء على تويتر" أكثر فائدة.

ملخص سريع لبعض الأحداث الأخيرة:

  • يناير 2021: صرّحت "تسلا" في تقريرها السنوي المقدم إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات أنها اشترت ما قيمته 1.5 مليار دولار من بتكوين.
  • مارس 2021: بدأت "تسلا" في قبول بتكوين كوسيلة لدفع ثمن سياراتها في الولايات المتحدة.
  • أبريل 2021: أصدرت شركة "آرك أنفيستمنت مانجمنت" العائدة لكاثي وود، وهي من كبار المعجبين بشركة "تسلا"، بحثاً يفيد بأن بتكوين تروج بالفعل للطاقة المتجددة، وهي حجة يمكن وصفها أنها غير منطقية من باب حسن الظن. يبدو أن ماسك يؤيد هذا (يصعب تفسير تغريدة "صحيح" بغير ذلك).
  • مايو 2021: كشفت "تسلا" أن حوالي خمس أرباحها قبل الضرائب في الربع الأول أتت من بيع بتكوين. وبانتهاء ذلك خرج ماسك على تويتر لـ"إثبات السيولة".

للوهلة الأولى، يبدو أن كل شيء مقاوم للسيولة أصبح موضع نقاش إلى حد ما الآن، حيث يبدو أن "تسلا" لن تقبل مثل هذه الأشياء ولن تبيعها. ومع ذلك، وبالعودة إلي فكرة الفسيفساء، ربما نشكك في صحة البيان السابق. من الذي يضخ 1.5 مليار دولار في شيء ما ثم يحاول اختبار ما إذا كان سيتداول به؟، الأمر الذي يؤدي بطبيعة الحال إلى طرح السؤال: من الذي يضخ 1.5 مليار دولار في شيء لديه إدمان معروف على طاقة الفحم، ويعزز بحثاً مشكوكاً فيه حول اعتماداته الخضراء، ثم يدرك أنه قد يمثل مشكلة مع الحشد المؤيد للاستثمارات البيئية والاجتماعية والحوكمة؟. يبدو هذا من فعل مقدم برامج سيرك العملة وليس ملك التكنولوجيا.

هناك أمثلة أخرى لتغريدات ماسك التي تحتل واقعاً بديلاً أو تغير الحقائق بسرعة مذهلة. يعد "التمويل المضمون" هو المثال الأكثر شهرة، لكن زميلي غريغ تروديل في "بلومبرغ نيوز" قام بتجميع العديد من النقاط البارزة هنا.

حبكة درامية

إذاً، نعم، يمكن تفسير التغريدة بعدد من الطرق. لماذا فعل ماسك هذا الآن؟ كيف يتوافق هذا مع افتتانه الواضح بـ"دوج كوين"؟ هل تعني عبارة "لن تبيع" أن "تسلا" باعت بالفعل جزءاً من مخزونها؟ هل لهذا تأثير محاسبي؟ هل من الممكن أن ترتبط العملات المشفرة الأخرى بطريقة ما بطواحين الهواء أو بما سيحل محل بتكوين؟ وهكذا دواليك.

لكن في الحقيقة، فإن أفضل رد فعل على كل هذا قد يكون عبارة عن مجرد تكرار عبارة: "لماذا لا تصنع السيارات فحسب؟" بأسلوب مخطوطة شخصية جاك نيكلسون في "ذا شاينينغ" (The Shining).

أنا شخصياً أنظر إلى بتكوين في المقام الأول على أنها مجرد حبكة فرعية لدراما الحوكمة الأكبر والأخيرة في "تسلا" (الفرضية: شخصية رئيسية واحدة، مع بضع أدوار صغيرة ومتكررة، وبدون نص مكتوب). أعتقد أيضاً أن الشركة ستميل إلى بيع بتكوين بالشكل الذي تراه مناسباً لزيادة الأرباح، شرط أن يبقى السعر مرتفعاً، وسيتم العثور على بعض المبررات إذا لزم الأمر.

مشكلات تسلا

كانت "تسلا" تجلس على ربح صافٍ على الورق - هل الورق هو الكلمة الصحيحة لذلك؟ - يبلغ حوالي مليار دولار في نهاية مارس. قد تواجه أرباح هذا الربع بالفعل ضغوطاً من انتعاش أبطأ من المتوقع في إنتاج الطرازين "إس" و"إكس" الأغلى ثمناً مع ارتفاع أسعار كل ما يدخل في صنع سيارة كهربائية تقريباً. ثم هناك المشكلات الأخيرة في الصين، والتي قد تؤثر على المبيعات في سوق النمو الرئيسي لشركة "تسلا". وبينما لا يزال سهم "تسلا" يتداول بـ163 ضعفاً للأرباح الآجلة، إلا أنه خسر حوالي 300 مليار دولار - أو ما يعادل قيمة شركة "تويوتا موتور" والقليل أكثر - منذ ذروته في يناير.

بغض النظر عما يحدث في هذا الربع من العام، فإن الفرضية الأساسية القائلة إن بتكوين مكافئ نقدي بحد ذاته تبدو وهمية. ففي النهاية، إن كانت هذه عملة، فمن الغريب بعض الشيء الاستمرار في سماع الحديث عن "القيمة السوقية" لها.

أترون؟ حتى الآن لم أستطع كبح نفسي. لكن في الحقيقة، حاولوا ألا تفكروا في الأمر كثيراً.