150 مليار دولار لدى "جيه بي مورغان" تلجأ للاستثمار المستدام

مقر "جيه بي مورغان" في نيويورك
مقر "جيه بي مورغان" في نيويورك المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أفصحت ذراع جيه بي مورغان تشايس لإدارة الأصول البديلة، والبالغ حجمها 150 مليار دولار، أنها وجدت طريقة لمساعدة العملاء على القيام باستثمارات مستدامة من خلال صناديق التحوط دون التضحية بالعائدات.

حقق صندوق جيه بي مورغان "متعدد المديرين/مستدام/قصير وطويل الأجل"، والبالغ حجمه 118 مليون دولار، مكاسب تجاوزت 13% منذ إنشائه في 18 فبراير 2020، أي ما يعادل ضعفيّ الارتفاع المحقق على مؤشر MSCI العالمي. في حين ارتفع مؤشر "يوريكاهيدج، الذي يتتبع أداء كافة استراتيجيات صناديق التحوط، بمعدل 3% فقط للفترة الممتدة من نهاية يناير وحتى أكتوبر.

وقال "لين نجوي"، الذي يعمل بوحدة "جيه بي مورغان" للاستثمارات البديلة في سنغافورة: "إن هذا الصندوق العالمي يُعدُّ الأول من نوعه كونه مكرس للاستثمارات في القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة، عبر ضخ الأموال للعديد من مدراء صناديق التحوط الخارجية.

المخاطرة بالعائدات

تُعتبر المجالات البيئية والاجتماعية وتلك الخاصة بالحوكمة من بين أسرع الأنماط نمواً في عالم الاستثمار، لاسيما مع انضمام المكاتب العائلية إلى صناديق التقاعد الضخمة والصناديق السيادية في تبني الفكرة.

واستقطبت الصناديق التي تركز على هذه المجالات الثلاث 71 مليار من الاستثمارات الجديدة في الفترة ما بين أبريل ويوليو فحسب؛ وفقاً لمسح أجراه بنك "بي إن بي باريبا" في أكتوبر. ومع ذلك، فإن 60% من صناديق التحوط لم تدمج الأنماط البيئية والاجتماعية والحوكمة في استثماراتها بعد، كما ورد في المسح.

وأوضح نجوي أنه عندما تتبنى صناديق التحوط الاستثمار في القطاعات البيئية والاجتماعية والحوكمة، فإنها عادةً ما تستبعد الشركات ذات السجل السيء في هذه المجالات، مثل صانعي الأسلحة ومشغلي الكازينوهات، مما يُضيّق مجالاتها الاستثمارية استثماراتها. كما أن هناك أيضاً عدداً صغيراً، لكنه في ازدياد، من صناديق التحوط المكرسة للأنماط البيئية والاجتماعية والحوكمة فقط، وتدار غالبيتها من خارج أوروبا. "وكلا النوعين يخاطران بالعائدات".

مضيفاً: "سيتسبب التركيز على هذه المجالات فحسب في تضييق الخيارات أمام المستثمرين، ولا يؤدي لانتقاء أفضل الأسهم للمحفظة الاستثمارية".

ويُعدُّ تبني الأنماط البيئية والاجتماعية والحوكمة ضعيفاً بشكل خاص بين المدراء الذين يديرون صناديقاً أصولها أقل من 10 مليارات دولار، مما يشكل مساحة عمل للعديد من الصناديق الأصغر مع عائدات أفضل؛ وفقاً لمسح "بي إن بي باريبا".

5 خيارات

حدد فريق "جيه بي مورغان" المجالات البيئية والاجتماعية والحوكمة التي تولّد الرابحين والخاسرين، مثل التمكين الاجتماعي، كفاءة الموارد، تكنولوجيا الاستدامة، الصحة والرفاه وتحول الطاقة. ثم اختار بعد ذلك المدراء الخارجيين الجيدين في انتقاء الأسهم والراغبين في إدارة الاستثمارات ضمن حسابات منفصلة، والذين يميلون نحو مزيد من سمات المستدامة أكثر من صناديق التحوط القائمة لديهم.

بعد دراسة 125 صندوق تحوط على مستوى العالم، خصص فريق "جيه بي مورغان" في نيويورك الأموال لخمسة مدراء، من بينهم أخصائيون في الرعاية الصحية والمرافق والصين. ولا يسوق أيّ منهم نفسه على على أنه صندوق تحوط مكرس للأمور البيئية والاجتماعية والحوكمة.

ورفض نجوي الكشف عن أسماء هؤلاء المدراء والأسهم المحددة التي اختاروها، متذرعاً بالقيود التنظيمية.

بالنسبة للتمكين الاجتماعي، يضم الصندوق مزود تعليم إلكتروني وتقليدي صيني رائد. وبما يتعلق بمجال كفاءة الموارد، استثمر الصندوق في مصنع لأنابيب الصرف الصحي للعقارات التجارية والسكنية الذي يستخدم مواد أكثر موثوقية لتقليل التسربات. كما يضم الصندوق في الجانب المتعلق بتكنولوجيا الاستدامة أضخم منصة تجارة إلكترونية صينية لمنتجات الرعاية الصحية، والتي تسهم في حل مشكلة نقص أطباء الرعاية الصحية الأولية.

كما يضم الصندوق ضمن استثماراته في مجال الصحة والرفاه، حصة في مزود خدمات منخفضة الكلفة لحلول تشخيص السرطان وإدارة الخزعات السرطانية السائلة. أما فيما يتعلق بمجال تحول الطاقة، فإنه يمتلك حصة في واحدة من أضخم مزودي الطاقة من الرياح والشمس في أمريكا الشمالية ويتمتع بمعدلات نمو عالية، بينما يتم تداول أسهمه بخصومات كبيرة.

وكشف نجوي أن أحد صفقاته الأكثر ربحاً تتمثل في الرهان على صانع سيارات كهربائية صيني. في حين حقق رهانه على انخفاض أسهم شركة عالمية للتكنولوجيا الحيوية أكثر من 40% بأقل من أربعة أشهر، بسبب تأخير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الترخيص لعقار جديد تقوم بتطويره.