شركات الاستشارات أكبر مستفيد من صفقة "AT&T" و"ديسكفري"

شعار مركب لشركتي "AT&T" و"ديسكفري"
شعار مركب لشركتي "AT&T" و"ديسكفري" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

شهدت اثنتان من المؤسسات الاستشارية في نيويورك، وهما شركة "ﻟﻴﻮﻥ ﺗﺮﻱ"، و"ألين آند كو"، ارتفاعاً هائلاً في ترتيبهما لعمليات الدمج والاستحواذ العالمية بعد انضمامهما إلى أهم صفقة في "وول ستريت" لهذا العام.

قالت شركة "إيه تي آند تي" يوم الإثنين، إنَّها ستدمج أعمال "وارنر ميديا" مع شركة "ديسكفري"، وتقدَّر الصفقة - التي كانت بلومبرغ أوَّل من كشف عنها- الكيان المشترك بحوالي 130 مليار دولار، بما في ذلك الديون، بناءً على قيمة شركة "وارنر ميديا"المقدرة بأكثر من 90 مليار دولار.

أفضل مستشاري الصفقات

وقدَّمت كلٌّ من "ليون تري"، و"غولدمان ساكس" المشورة إلى"إيه تي آند تي"، في حين عملت "ألين آند كو"، و"جي بي مورغان" مع"ديسكفري".

وفي حين أنَّ الصفقة تعزز فقط مراكز "غولدمان ساكس"، و"جي بي مورغان" كأفضل مستشاري الصفقات على مستوى العالم، إلا أنَّها تمثِّل تحوُّلاً بالنسبة للشركات الأصغر.

وبحسب البيانات التي جمعتها بلومبرغ، قفزت شركة "ألين آند كو" من المركز 33 إلى المركز التاسع في ترتيب هذا العام، بفضل سجلِّها الذي أصبح يحمل صفقات ائتمانية بأكثر من 102 مليار دولار.

وفي الوقت نفسه، قفزت شركة "ليون تري"من المركز 92 إلى المركز 11 لدورها في صفقات بلغ مجموعها حوالي 92 مليار دولار.

اتخذت الشركتان طرقاً مختلفة جداً للوصول إلى قمة الترتيب. فمثلاً، لا تمتلك شركة "ألين آند كو"، التي يبلغ عمرها قرناً من الزمن موقعاً على الإنترنت، في حين أنَّ"ليون تري"، التي بدأت منذ أقل من عقد من الزمان، لديها شركة وسائط رقمية خاصة بها.

بعيداً عن الأضواء

فإنَّ كلا الشركتين ليستا غريبتين عن الصفقات التي تصنع عناوين الصحف في قطاع التكنولوجيا، والإعلام، والاتصالات، على الرغم من صغر حجمهما مقارنة بأمثال "غولدمان ساكس"، و"جي بي مورغان".

تأسست شركة "ألين آند كو"، التي تتخذ من نيويورك مقرَّاً لها، في عشرينيات القرن الماضي، وعملت في السنوات الأخيرة مع كلٍّ من"إيه تي آند تي"، و"ديسكفري" في السنوات الأخيرة.

وأظهرت بيانات بلومبرغ أنَّ الشركة نصحت "وارنر تايم" بشأن استحواذ "إيه تي آند تي" بما يقرب من 85 مليار دولار في عام 2016، كما قدَّمت المشورة لشركة "سكريبس نيتورك انتراكتف" بشأن بيعها لشركة "ديسكفري" في 2018.

تشتهر الشركة، التي تحرص على الابتعاد عن الأضواء، بإقامة علاقات وثيقة مع مديري وسائل الإعلام والتكنولوجيا في منتجعها الصيفي الحصري لأصحاب المليارديرات في وادي صن فالي الواقع في "أيداهو".

وكان "كيتان ميهتا" هو الذي قاد فريق "ألين آند كو" خلال صفقات "ديسكفري"، ويشار إلى أنَّ"ميهتا" مصرفي سابق في"سيتي غروب" انضمَّ إلى الشركة في عام 2015.

"ليون تري"

تأسست شركة "ليون تري" المجاورة لها، ومقرّها نيويورك في عام 2012، من قبل الموظفين السابقين في "يو بي إس غروب" أرييه بوركوف، وإيهرين ستينزلر للتركيز على صفقات قطاع التكنولوجيا، والإعلام، والاتصالات.

كما أنَّ لدى الشركة بنكاً تجارياً يستثمر في شركات التكنولوجيا والإعلام، وأنشأت شركة إعلام رقمية خاصة بها، وهي"كيندريد ميديا"، التي تنتج بودكاست "كيندر كاست".

كانت شركة "ليون تري" قريبة من الشركات المرتبطة بالملياردير جون مالون، الذي كان أحد المساهمين المسيطرين في "ديسكفري".

وبعد وقت قصير من إطلاقها، قدَّمت الشركة المشورة لشركة تابعة لـ "مالون" تدعى "ليبرتي غلوبال" بشأن شراء بقيمة 16 مليار دولار لمزوِّد تلفزيون الكابل في المملكة المتحدة "فيرجن ميديا".

في عام 2015، نصحت شركة "ليون تري" شركة "شارتر للاتصالات" المدعومة من "مالون" بشأن استحواذها على"تايم وارنر كابل" مقابل حوالي 55 مليار دولار تقريباً.

أصبح بوركوف، وهو خبير في الشبكات، شخصية إعلامية إلى حدٍّ ما في حدِّ ذاته.

وخلال الشهر الماضي، ظهر في بودكاست "بارستول سبورتس"، وتحتوي صفحته على "إنستغرام" على صور له، وهو يقف مع عارضة الأزياء الشهيرة نعومي كامبل، وأعضاء فرقة "ذا شينسموكرز"، الذين بدأوا العام الماضي صندوقهم الخاص للاستثمار المغامر.

في وقت سابق من هذا الشهر، قدَّمت شركة "ليون تري" المشورة لشركة "أبولو غلوبال مانجمنت" بشأن صفقتها للاستحواذ على علامتي "ياهو"، و"إيه أو إل" التابعتين لـ "فيريزون للاتصالات"، في الوقت الذي كانت تستثمر فيه جنباً إلى جنب مع "أبولو"، بحسب ما ورد في البيان.

اختصاصٌ مربح

تعدُّ "ألين آند كو"، و"ليون تري" من بين كادر متزايد من المتخصصين الذين يبتكرون مجالات مربحة في استشارات الاندماج والاستحواذ.

غالباً ما يتمُّ ملء هذه الشركات بصانعي الصفقات السابقين، مما يسمى بالبنوك الضخمة، وتكون قادرة على الاستفادة من خبرة سنوات في بناء الاتصال والخبرة في هذا القطاع للفوز بأدوار في بعض أكبر المعاملات في العالم.

كما ظهر بنكان آخران في صفقة "إيه تي آند تي" مع "ديسكفري"، فقد قدَّمت شركة "بيريلا فاينبيرغ بارتنرز" المشورة لمديري "ديسكفري" المستقلين.

في حين نصح "بنك كندا الملكي" العائلة المسيطرة على شركة "كوندي ناست" الإعلامية، التي تمتلك حصة كبيرة في"ديسكفري".

وقادت آن هاميلتون، وهي مصرفية سابقة في "بيريلا"، التي تعمل الآن في"البنك الملكي الكندي"، فريق ذلك البنك المعني بالصفقة، جنباً إلى جنب مع لاري جرافستين، المصرفي السابق في"يو بي إس".