أسعار الشوكولاتة على وشك الارتفاع

ارتفاع أسعار زيت النخيل الآسيوي إلى مستويات قياسية
ارتفاع أسعار زيت النخيل الآسيوي إلى مستويات قياسية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المتوقَّع أن يؤدي الارتفاع السريع في أسعار زيت النخيل إلى تضخم التكاليف بالنسبة لعدد من القطاعات. بدءاً من المطاعم إلى مصنِّعي الحلويات، ومستحضرات التجميل. كما يحتمل أن يغير ارتفاع الأسعار أنماط الاستهلاك.

وارتفع زيت الطعام الأكثر استهلاكاً في العالم بأكثر من 120% في العام الماضي، متجاوزاً 4500 رينغيت ماليزي (1091 دولاراً) للطن، ليسجل مستوىً قياسياً في الأيام الأخيرة. وقد انجرف هذا الزيت الاستوائي، إلى سباق السلع العالمية، فقد ارتفعت المحاصيل الزراعية بسبب مخاوف الطقس، وفورة شراء المحاصيل الصينية.

يدخل زيت النخيل في صناعة منتجات متنوعة مثل الشوكولاتة، والمعجنات، والصابون، وأحمر الشفاه، والوقود الحيوي، ويستخدم على نطاق واسع في المطاعم الآسيوية حول العالم.

طلب كبير

ويحظى زيت النخيل، الذي يتمُّ إنتاجه بشكل أساسي في إندونيسيا وماليزيا، بشعبية كبيرة لدرجة أنَّ إحدى الدراسات تقدِّر أنَّ حوالي نصف جميع المنتجات المعلبة الموجودة في محلات البقالة تحتوي عليه. وفي حين أنَّ هناك بدائل لهذا الزيت، مثل: زيت فول الصويا، وزيت عباد الشمس، إلا أنَّ أسعار هذه المنتجات آخذة في الارتفاع هي أيضاً؛ مما يزيد القلق بشأن تضخم عالمي في أسعار الغذاء، الذي وصل بالفعل إلى أعلى مستوياته منذ سبع سنوات.

يقول مارسيلو كالتريرا، مدير المبيعات المؤسسي، وأحد سماسرة شركة "فيليب فيوتشرز" في كوالالمبور: "نحن نخطو نحو منطقة مجهولة بسبب هذه المستويات، إذ ستؤثِّر الأسعار المرتفعة بشكل أساسي على تكاليف مصنِّعي السلع الاستهلاكية السريعة على المدى القصير".

من ناحية أخرى، تعدُّ الهند أكبر مستورد لزيت النخيل، تليها الصين. وفي حين يواجه الزيت رياحاً معاكسة في أوروبا والولايات المتحدة بسبب مخاوف من أنَّ زراعة النخيل تتسبَّب بإزالة الغابات؛ فإنَّ الارتفاع في أسعار زيت الطعام يمكن أن يزيد التكاليف على شركات عالمية مثل "يونيليفر"، التي تشتري حوالي مليون طن من زيت النخيل، وزيت نواة النخيل ومشتقاته سنوياً، لاستخدامها في منتجات مثل: المثلجات، ومستحضرات التجميل، والصابون. وتعدُّ الشركة واحدة من أكبر المشترين لهذه السلعة في العالم.

تغيّر تفضيلات الطعام

ووفقاً لأتول شاتورفيدي، رئيس جمعية "سولفنت إكستراكتورز"، فإنَّ الاستهلاك في الهند معرَّض للخطر بشكل خاص بسبب انخفاض الطلب بالتزامن مع تأثير أسوأ تفش لـ "كوفيد-19" في العالم. كما وصف شاتورفيدي البلاد بأنَّها سوق حساسة للغاية للأسعار، مشيراً إلى أنَّه من شأن ارتفاع الأسعار أن يضرَّ بالطلب المحلي.

وذلك في حين قد تجد الشركات التي ترغب في التحوُّل من زيت النخيل إلى زيوت أخرى فرصاً محدودة بسبب ارتفاع التكاليف للخيارات الأخرى. فقد ارتفعت أسعار زيت فول الصويا، ثاني أكثر الزيوت استهلاكاً، بنسبة 150% في العام الماضي، كما زادت أسعار زيت عباد الشمس القادم من أوكرانيا بأكثر من الضعف.

وقال "نانسيكر ثياجاراجان"، رئيس استراتيجيات التداول والتحوط في " كاليسوفاري إنتركونتيننتال": "من المؤكَّد أنَّ ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق سيؤثِّر على عادات المستهلكين.

كما أنَّه من المتوقَّع أن ينخفض الاستهلاك، وإذا استمر هذا الاتجاه الصعودي في الأسعار، فقد نشهد تحوُّلاً في العادات الغذائية، وهو الذي يمكن أن يغيِّر تفضيلات الطعام تماماً".