لماذا لا يجب عليك الاكتفاء بوظيفتك الحالية؟

بدء عمل خاص بينما تحافظ على وظيفتك قد يكون أمراً مفيداً لحياتك المهنية
بدء عمل خاص بينما تحافظ على وظيفتك قد يكون أمراً مفيداً لحياتك المهنية المصدر: بلومبرغ
Abadesi Osunsade
Abadesi Osunsade

CEO/Founder Abadesi Osunsade is the founder and chief executive officer of Hustle Crew. She is the co-host of the Techish podcast and author of "Dream Big. Hustle Hard: The Millennial Woman’s Guide to Success in Tech." RSS Feed

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أنا من أكثر المقتنعين بفوائد الوظائف الجانبية، وبالفعل، سمعنا قصصاً كثيرة عن أعداد متزايدة من أبناء الجيل "زد" وجيل الألفية الذين باتو يتخذون وظائف إضافية أو جانبية.

عادة ما يكون السبب الرئيسي الذي يدفعهم إلى ذلك هو جني المزيد من المال، ولكن هناك فوائد أخرى، مثل اكتساب مهارات جديدة وبناء العلاقات.

طموحات جانبية

لقد كان قيامي بعمل جانبي مفيداً جداً لمسيرتي المهنية ولصحتي النفسية أيضاً. حيث أمضيت العشرينات من عمري أعمل ضمن فرق تقنية مختلفة، وكنت غالباً ما أشعر بالإرهاق بسبب كثرة العمل، ولا أتقاضى ما يكفي من الأجر، وأشعر بأنني لا أنتمي إلى المكان الذي أتواجد فيه.

كنت قد عانيت من ثقافة عمل سامة، حيث كنت أسمع نكات مهينة يُنظر إليها على أنها مجرد "مزاح"، وسمعت تعليقات تخص ملابسي أكثر من التعليقات على الأهداف التي أحققها، وكان الرجال في المكتب يتكتلون معاً مستثنين وجودي من الفعاليات الاجتماعية.

بينما مكنني إنشاء عملي الخاص من السعي خلف مهام أراها مهمة ومن التعبير عن قيمي وطموحاتي وتحقيق المردود الأقصى مقابل عملي ومن خلال ذلك، انتقلت من كوني "مجرد امرأة أخرى سمراء" تعمل في مجال التكنولوجيا إلى رائدة أعمال وهو ما وفر لي فرصاً لم أكن لأتخيلها.

لكن أيضاً تعلمت أن الوظيفة الجانبية تحمل معها مخاطر وتحديات فبإمكانها أن تؤثر على وظيفتك الأساسية وعلى صحتك أيضاً ولكن إذا عرفت كيف تتعامل معها بعناية، يمكن أن تتحول إلى أمر دائم.

بعض النصائح التي أتمنى لو كنت أعرفها حين بدأت عملي الجانبي

كوِّن صورة واضحة عن أهدافك

في عام 2016، تركت وظيفتي في شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا بعد أن أدركت مدى تأثير الثقافة السائدة فيها على صحتي النفسية. أردت أن أستمر في العمل بمجال التكنولوجيا بما أنني وجدت أن هذا القطاع يوفر السبيل الأفضل نحو تحقيق المردود الأعلى (تتضمن الحزم الوظيفية عادة أسهماً في الشركة بالإضافة إلى الراتب). مع ذلك، لم أشأ الانضمام إلى شركة أخرى وفريق عمل آخر يبدو رائعاً من الخارج ولكن ساماً من الداخل. وكذلك كانت لدي رغبة بدرجة أكبر في عمل يتسم بالمرونة.

لذا قررت التخلي عن العمل بوظيفة بدوام كامل، وفي البداية قررت أيضاً عدم السعي للحصول على وظيفة جانبية. وفضلت التركيز على إنشاء عملي الخاص. وبما أنني أعيش في المملكة المتحدة، كان قراري أسهل (حيث يمكنني الحصول على رعاية صحية مجانية)، كما أنني كنت في العشرينات من عمري، لذا لم أكن قد بدأت بعد بالقلق حيال ادخار الأموال للتقاعد.

كن مرناً

في خلال عام كامل كرست فيه نفسي لأكون رائدة أعمال، حاولت وفشلت عشرات المرات في جمع التمويل. وبسبب تلك الانتكاسات، بتّ أشتاق لعدة أمور تؤمنها لي الوظيفة لدى صاحب عمل، مثل أن أكون عضواً في فريق، وأن يكون لديّ زملاء يساعدونني على حلّ المشاكل والحصول على راتب دائم ومنافع وظيفية.

لذا قررت العودة للعمل في شركة فيما أستمر في عملي الخاص بالتوازي. حيث إن ريادة الأعمال لا تعني بالضرورة أن تحصل على كلّ شيء أو لا شيء. فبالنسبة لي، مكنني العمل الجانبي من الاستمتاع بأفضل ما في الاثنين، إذ بإمكاني أن أكون صاحبة عمل، وأيضاً أحظى بالمزيد من الأمان المادي. كما لم أضطر لاستثمار القدر نفسه من الوقت والمال في مشروعي الخاص كما في السابق، ووجدت أن المردود الذي أجنيه كان كافياً. فالسرّ يكمن أنك إذا كنت لا تحقق النتائج التي تريد، عليك إذاً التفكير بما يجب تغييره.

اعمل على موضوع قريب لقلبك

أحد الأسئلة الشائعة التي أسمعها عن الأعمال، هو أي عمل يجب أن أختار؟ وهنا يجب أن تفكر بالأمور التي تهمك. فابتكار منتج أو خدمة استناداً إلى تجربتك الشخصية يجعلك أكثر قدرة على بناء قصة مقنعة حوله وعلى التواصل مع الزبائن والعملاء المحتملين له.

أنا مثلاً، أردت مساعدة فرق العمل على معالجة مشكلة التحيز، لذا أنشأت ورشات عمل تسعى لتعزيز الاندماج.

كنت أكتب منشورات عبر "لينكد إن" و"ميديوم" تركز على نقص التنوع في قطاع التكنولوجيا، والاحباطات التي واجهتها خلال مسيرتي المهنية. وقد وجدت منشوراتي عبر الانترنت صدى لدى أصحاب مهن من خلفيات لا تحظى بما يكفي من التمثيل، وأصبحوا أول أعضاء في المجتمع الذي أنشأته، وساعدوني على الترويج لعلامتي التجارية داخل شركاتهم، ما منحني أول زبائن للتدريب.

تفاعل مع صاحب عملك

يدرك المزيد من أصحاب العمل أن الناس باتت لديهم وظائف متعددة، ولكن من الأفضل أن تعالج مسبقاً أي مشاكل قد تطرأ. اطلع على عقد عملك جيداً لضمان أنه يتيح لك الانطلاق في مشروعك الخاص أو اسأل مديرك. إذا كنت بحاجة لإذن، اكتب نصاً قصيراً بسيطاً تشرح فيه ما الذي سيبيعه مشروعك ولماذا لن يؤثر على عملك.

بعض المديرين قد يشجعونك على أن يكون لديك عمل آخر. حين واجهت الشركة السابقة التي كنت أعمل فيها "برودكت هانت" صعوبة في توظيف المزيد من النساء في فريق الهندسة التابع لها، وأرادت الخضوع لتدريب على التنوع والاندماج، اقترح مديري أن يرسلني لأقوم بهذه المهمة. فقد دعاني للتدريب في مكاتب الشركة في سان فرانسيسكو ونيويورك، وأدى ذلك إلى طلب المزيد من الشركات في الولايات المتحدة لخدماتي.

بالطبع، لن يكون كلّ أصحاب العمل أو المديرين داعمين لك، لذا استعد للإجابة على مخاوفهم. أكد أنك ستعمل على مشروعك في وقتك الخاص وستستخدم أدواتك الخاصة. وافصل بشكل واضح بين وظيفتك وعملك الخاص.

فلا يجب أن تروِّج لعملك من خلال وظيفتك، إلا إذا كان لديك إذن للقيام بذلك.

ارسم الحدود والتزم بها

فيما لا تريد لعملك الجانبي أن يتعارض مع وظيفتك، إلا أنك ستحتاج لتخصيص ما يكفي من الوقت والطاقة لمشروعك حتى يحقق النتائج. في حالتي، أنا أفصل عملي الجانبي عن وظيفتي الأساسية وحياتي الشخصية. أطمح لتحديد وقت محدد للعمل على مشروعي الخاص كلّ أسبوع (وأترك بعض الفراغ في نهاية الأسبوع)، وبالفعل حددت إنجازات بمراحل زمنية، حتى أستطيع قياس التقدم الذي أحققه.

وفي النهاية تمكنت من العمل الجانبي بإنشاء مشروعي الخاص بوتيرة متواصلة مع الحفاظ على شبكة الأمان التي يوفرها الراتب. ولن أتخلى عن ذلك الأمر في القريب العاجل.