60 مليار دولار خسائر نيويورك بسبب إعصار ساندي

سيارة غارقة في المياه، ضمن المنطقة المالية في نيويورك، 2012
سيارة غارقة في المياه، ضمن المنطقة المالية في نيويورك، 2012 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

عندما ضرب إعصار ساندي الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية في عام 2012، جلبت العاصفة معها 9 أقدام (1 قدم = 0.30 متراً) إضافية من المياه، فوق مقاييس المد والجزر إلى ميناء نيويورك، الأمر الذي أدى إلى حدوث فيضانات في الأنفاق والشوارع، مما تسبَّب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، مخلِّفاً أضراراً اقتصادية تقدَّر بنحو 60 مليار دولار.

دراسة جديدة تدمج بين نماذج الأضرار الناجمة عن الفيضانات والنماذج المناخية، وجدت أنَّ حوالي 8 مليارات دولار من هذه الأضرار، ناتجة عن ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب الإنسان، فقد تحسَّنت قدرات العلماء على مدى العقد الماضي، في دراسة تأثير تغيرات المناخ، وارتباطها بكل من احتمالية وشدة أحداث الطقس التي يتمُّ تحديدها.

تكاليف تغيّر المناخ

قال كتَّاب هذه الورقة البحثية الأخيرة، التي نُشرت في مجلة "كلايمت كوميونيكيشنز" إنَّ تحليلهم يعدُّ الأول من نوعه الذي يقيس فرق التكلفة بين عالم متغيِّر المناخ، وعالم بدون تغيّر للمناخ.

كما أنَّ أحد المشاركين في هذه الورقة هو "بن شتراوس"، المحلل الرئيسي في هذه الدراسة والمدير التنفيذي للمنظمة غير الربحية "كلايمت سنترال"، التي تنشر عن علوم المناخ، قال، إنَّ الدراسة تشير إلى أنَّ هناك تكاليف مترتبة على تغيُّر المناخ مرتبطة مع كل فيضان ساحلي حدث في العالم، خلال نصف القرن الماضي إلى حدٍّ ما. مضيفاً: "نحن ببساطة لم نقم بحساب هذا الثمن والتكلفة".

واستخدم محللو هذه الدراسة نموذجاً هيدرولوجياً متقدِّماً لتقدير مدى تأثير الفيضانات، انطلاقاً من استخدام بيانات ارتفاعات مستوى سطح البحر في "فيضان ساندي"، ومقاييس المد والجزر في عام 2012، وقاموا بعد ذلك بحساب للفيضانات التي كانت ستحدث في حال كان المد والجزر عند مستوى 1900، أي أقل بحوالي 4 بوصات مما كان عليه في عام 2012.

باستخدام نماذج الفيضانات التابعة لوكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية، توصَّلوا إلى "رقم" لحجم الأضرار التي كانت في حال غياب تأثير تغيّر المناخ، ووفقاً لتحليلهم، كان لارتفاع مستوى سطح البحر البالغ 4 بوصات تأثير كبير على تكلفة العاصفة.

أشار شتراوس إلى أنَّ المد المرتفع لم يجعل مياه الفيضانات تنتشر على نطاق أوسع فحسب، بل أدى أيضاً إلى تعميق الفيضانات في المناطق المتضررة.

ومع ارتفاع المسطَّحات المائية الكبيرة أثناء العواصف، يتسبَّب التأثير البشري على المناخ بتوجيهها إلى مساحات ضيقة، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى المياه. وهذا الارتفاع بمقدار بوصة أو اثنتين من مستوى سطح البحر، يضيف ضرراً إضافياً يُقدَّر بعشرات الآلاف من الدولارات.


الحد الأدنى من التأثيرات

وقال المحللان، إنَّ تقديرهم لـ 8 مليار دولار هو الحد الأدنى من التقديرات، فقد ركَّزوا فقط على دراسة مدى تأثير ارتفاع مستوى سطح البحر الذي يتسبَّب به الإنسان على العاصفة، ولكن من المحتمل أيضاً أن تؤثر العوامل الأخرى المرتبطة بتغير المناخ، مثل ارتفاع درجات حرارة المحيطات على حجم العاصفة وشدتها.

يعتقد مايكل إف وينر، كبير العلماء في قسم البحوث الحاسوبية في "مختبر لورانس بيركلي الوطني"، أنَّه يعتقد أنَّ نماذج مماثلة يمكن دراستها مع العواصف الأخرى، لكن يجب إجراء تعديلات لذلك.

يعمل وينر حالياً على ورقة بحثية حول إعصار هارفي، الذي ضرب تكساس في عام 2017، وتسبَّب في أضرار قُدِّرت بنحو 90 مليار دولار، فيما تقدِّر ورقة وينر البحثية، التي قبلتها مجلة "تغيرات المناخ"، أنَّ زيادة درجة الحرارة التي سبَّبها الإنسان أضافت 13 مليار دولار إلى أضرار فيضان هارفي.

يشير وينر إلى أنَّه عكس فيضان ساندي، إذ كان معظم الضرر ناتجاً عن هبوب العواصف؛ فإنَّ معظم الفيضانات في هارفي كانت بسبب الأمطار. وفي العواصف الأخرى، يحدث الضرر في الغالب بسبب الرياح، أو مزيج من الرياح والمياه معاً. وتابع وينر أنَّه واثق من أنَّ مثل هذه التطورات في تغيُّر المناخ، على تكاليف الأعاصير يمكن قياسها على حدة لكلِّ عاصفة بشكل مستقل.