"جنون" العملات المشفرة يثير حيرة المسؤولين في واشنطن

أقر بعض المشرعين الأمريكيين بأنه على الرغم من تحول العملة المشفرة لجنون استثماري عالمي، فإنهم ما زالوا لا يعرفون الكثير عنها.
أقر بعض المشرعين الأمريكيين بأنه على الرغم من تحول العملة المشفرة لجنون استثماري عالمي، فإنهم ما زالوا لا يعرفون الكثير عنها. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في اليوم الذي كانت العملات المشفرة محط حديث وول ستريت، أثبتت واشنطن أنها تحتاج لمعرفة الكثير عن الأمر. وفيما كان منظمو البنوك يدلون بشهاداتهم لساعات في منبى "كابيتول هيل" بالعاصمة الأمريكية، تأرجحت عملة بتكوين والرموز المشفرة الأخرى بين خسائر فادحة، ثم ما لبثت أن عادت للمكاسب.

ليس من المستغرب أن يطرح المشرعون الكثير من الأسئلة حول فئة الأصول (العملات المشفرة) في الوقت الحالي، وكيف يجب على الولايات المتحدة تنظيمها، فيما قالت الهيئات الرقابية، إنه من السابق لأوانه تحديد كيفية ذلك. وقال راندال كوارلز، نائب رئيس الفيدرالي لشؤون الرقابة: "نحن في الاحتياطي الفيدرالي في خِضم عملية دراسة الطرق المختلفة للتعامل مع هذا الأمر"، وأضاف أن الوكالات الفيدرالية تحتاج إلى وقت للتفكير في النهج التنظيمي الصحيح قبل أن تنشيء إطار للرقابة.

تزداد العلامات على ضرورة تنظيم العملة المشفرة. وانهارت بتكوين يوم الأربعاء الماضي بنسبة 31% ما تسبب في خسائر بمليارات الدولارات، قبل أن ترتفع مجدداً بنسبة 33%، واكتسحت التقلبات بورصات العملات المشفرة، وكان التداول الجامح هو الوضع المسيطر الشهر الجاري، بسبب تغريدات إيلون ماسك، وتأكيد الصين أن العملات المشفرة لا يمكن أن تستخدم كوسيلة للدفع.

في نفس الوقت، لطالما شعرت السلطات الأمريكية بأن السوق مليء بالتلاعب، وأنها تستخدم من قبل المجرمين لإجراء معاملات غير قانونية، وأنها تجذب المستثمرين الذين يتحملون مخاطر كبيرة دون رقيب عليهم.

مشكلة خطيرة

أثناء مثول "كوارلز" أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب، ناشده النائب "آل غرين" لتقديم أفكار حول الكيفية التي ينبغي أن ينظم بها الكونغرس السوق. وقال غرين، النائب الديمقراطي من ولاية تكساس: "أحاول أن أتصور ما الذي يمكننا فعله.. فهذه مشكلة خطيرة ونحن بحاجة للخبرة".

أشارت هيئات رقابية أخرى إلى أنها أيضاً في المراحل الأولى من دراسة كيفية الاستجابة، وقال القائم بأعمال المراقب المالي للعملة، مايكل هسو، الذي كان يدلي بشهادته بجانب كوارلز، إنه ناقش مع المنظمين الآخرين إنشاء فريق عمل مشترك بين الوكالات للعمل على العملات المشفرة.

وبشكل منفصل يوم الأربعاء الماضي، قال عضو مجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا والعضو الجمهوري الأعلى في اللجنة المصرفية، بات تومي، إنه لا يرى حتى الآن حاجة لتنظيم العملات المشفرة. وقال في مقابلة: "قد نصل إلى هذه المرحلة، ولكن ليس بسبب تقلبات سعر الأصل.. ولا توجد عملة مشفرة تعتبر عملة حقيقية حالياً بمعنى أنها لا تُستخدم على نطاق واسع كوسيلة للتبادل، وإذا تغير ذلك، سيتعين علينا أن نسأل أنفسنا الكثير من الأسئلة حول استخدامها".

أقر تومي، بأن أحد المجالات التي تستخدم فيها العملة المشفرة بانتظام هو المدفوعات في هجمات برامج الفدية، بما في ذلك اختراق شركة خط الأنابيب "كولونيال بايبلاين" الشهر الجاري، والذي أدى إلى نقص الوقود في جميع أنحاء شرق الولايات المتحدة، وقال:

هذا أحد الاستثناءات القليلة والضيقة التي تستخدم فيها العملة المشفرة كعملة فعلياً، وإن كان بشكل غير قانوني، ولكن لا تزال تستخدم كعملة

تنظيم البورصات

نصح رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات، غاري غينسلر، المشرعين بشأن تغيير واحد على الأقل يعتقد أنه يجب عليهم إجراؤه، وهو منح المنظمين سلطة واضحة على بورصات العملات المشفرة، وقال في وقت سابق من الشهر الجاري، إن الافتقار إلى الرقابة يمثل "فجوة في نظامنا" تحرم المتداولين من الحماية الأساسية للمستثمر.

أكد غينسلر على الطبيعة المتقلبة لأكبر الأصول الرقمية في العالم، قائلاً: "يمكن أن تنخفض إلى الصفر أو يمكن أن ترتفع، وهذه هي طبيعتها"، وبعد أيام قليلة، أعرب موظفو هيئة الأوراق المالية والبورصات عن نفس المخاوف في بيان وصف البيتكوين بأنه "استثمار مضارب للغاية".

اعترف بعض المشرعين أنه على الرغم من تحول العملة المشفرة لجنون استثماري عالمي، فإنهم ما زالوا لا يعرفون الكثير عنها. وقال السيناتور، ريتشارد بلومنتال، الديمقراطي من ولاية كونيتيكت، في مقابلة: "أنا مازلت أتعلم، ونحن جميعا كذلك".