كيف حسمت صفقة "ديسكفري" المنافسة لصالح "جيه بي مورغان" أمام "غولدمان ساكس"؟

قد يحتل "غولدمان ساكس" المرتبة الأولى روتينياً فيما يتعلق بتقديم المشورة بشأن عمليات الاندماج والاستحواذ العالمي. لكن لطالما كانت قدرة الشركة على التمويل الذاتي لحزم التمويل الكبيرة بسهولة مثل عمالقة الخدمات المصرفية التجارية من أمثال "جى بي مورغان" نقطة مؤلمة لصانعي الصفقات.
قد يحتل "غولدمان ساكس" المرتبة الأولى روتينياً فيما يتعلق بتقديم المشورة بشأن عمليات الاندماج والاستحواذ العالمي. لكن لطالما كانت قدرة الشركة على التمويل الذاتي لحزم التمويل الكبيرة بسهولة مثل عمالقة الخدمات المصرفية التجارية من أمثال "جى بي مورغان" نقطة مؤلمة لصانعي الصفقات. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كان من الممكن أن يمثل الوقوف نداً لند مع منافسه الأكبر بكثير "جيه بي مورغان" انقلاباً بالنسبة لـ"غولدمان ساكس" في تقاسم تمويل صفقة إعلامية ضخمة لشركة "إيه تي آند تي" مع شركة "ديسكفري" بقيمة 41.5 مليار دولار.

لكن بحلول وقت الإعلان عن الصفقة الاثنين الماضي، كان "غولدمان ساكس" سيخفض من التزاماته النهائية، وهو ما يرجع بشكل كبير إلى القيود التنظيمية، وفقاً لأشخاص على دراية بالموضوع.

تزامنا مع ذلك، قام "جيه بي مورغان" وميزانيته العمومية الهائلة البالغة 3.7 تريليون دولار بتغطية الفارق.

بالنسبة لمعظم المراقبين، كان الأمر عثرة صغيرة نسبياً في صفقة ضخمة تنذر بعودة عمليات الاستحواذ الضخمة في الوقت الذي تطرح منافساً لأمثال "نتفلكس" و"ديزني". ولكن بالنسبة لـ"غولدمان ساكس"، فقد أكد الأمر مجدداً على العقبات التي يتعين التغلب عليها عند المنافسة مع البنوك التجارية الضخمة التي تروج لميزانيات هائلة.

أدى هذا إلى تسليط الضوء مرة أخرى على التنافس الأكثر شهرة في وول ستريت، والذي ازداد حدة في السنوات الأخيرة.

ورفض ممثلو "غولدمان" و"جيه بي مورغان" و"إيه تي آند تي" و"ديسكفري" التعليق على الصفقة.

القيود التنظيمية

قد يحتل "غولدمان ساكس" المرتبة الأولى روتينياً فيما يتعلق بتقديم المشورة بشأن عمليات الاندماج والاستحواذ العالمي. لكن لطالما كانت قدرة الشركة على التمويل الذاتي لحزم التمويل الكبيرة بسهولة مثل عمالقة الخدمات المصرفية التجارية من أمثال "جيه بي مورغان" نقطة مؤلمة لصانعي الصفقات.

خلف الكواليس، كان المصرفيون في "غولدمان ساكس" و"مورغان ستانلي" ومجموعة من الشركات الاستشارية الصغيرة يخشون لسنوات من أن بعض البنوك تشق طريقها فعلياً إلى التفويضات من خلال توفير القروض.

بالنسبة إلى "غولدمان ساكس"، كانت مشكلة صفقة "إيه تي آند تي" و"ديسكفري" تكمن في أن القيود التنظيمية تقيد مقدار الانكشاف الذي يمكن أن تتعرض له الشركات الفردية نسبة لحجم ميزانيتها العمومية، وهو حوالي ثلث ميزانية "جيه بي مورغان".

سينتهي المطاف بـ"غولدمان" بتمويل 18 مليار دولار من الصفقة، أو 43%، بينما سيحصل "جيه بي مورغان" على 23.5 مليار دولار المتبقية.

وقال أحد الأشخاص المطلعين، إن "غولدمان" كان باستطاعته تمويل 50% في النهاية، لكن ذلك كان سيؤثر على قدرة البنك على القيام بأعمال أخرى مع "إيه تي آند تي"، وتم الاتفاق على المبلغ الأقل بالتشاور مع المقترض. وقال أحد المطلعين، إن "غولدمان ساكس" كان صريحاً، في أن الحد الأقصى التنظيمي يمكن أن يؤثر على قدرته على إقراض المبلغ بالكامل.

سوق تنافسي

تأتي هذه الصفقة وسط فترة غير مسبوقة لاقتراض الشركات، بدأت العام الماضي، عندما خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة وأطلق العنان لطوفان من السيولة في أسواق رأس مال الديون. وترك ذلك الخفض البنوك في منافسة على رسوم اكتتاب بمليارات الدولارات، أولاً: عندما جمعت الشركات سيولة يائسة لمواجهة الوباء، بينما تتطلع الآن إلى تمويل موجة متجددة من عقد الصفقات.

بعد أن قررت شركة "يوناتيد إيرلاينز هولدينغز" إلغاء صفقة سندات في مايو الماضي بقيادة "جيه بي مورغان"، اندفع "غولدمان ساكس" بعد أقل من شهرين للفوز بالدور الرئيسي في صفقة ديون جديدة بمليارات الدولارات لشركة الطيران.

تحرص البنوك أيضاً على تشغيل الودائع التي ارتفعت مع ضخ الحكومة لتريليونات الدولارات في الاقتصاد لبدء الانتعاش. ويرى العديد من المصرفيين أن تمويل الاستحواذ فرصة رئيسية لضمان أن اقتراب حجم الإقراض لهذا العام من مستواه في 2020.

بناء العلاقات

تعتبر القروض المعبرية أيضاً خطوة حاسمة في بناء العلاقات مع الشركات للفوز بتفويضات أعلى دفعاً في المستقبل. ومن المفترض الحصول على التسهيلات في سوق السندات، على سبيل المثال، وعادة ما تقود البنوك التي قامت بالقروض المعبرية تلك المعاملات والتي تكون أكثر ربحاً.

أما بالنسبة لصفقة "إيه تي آند تي" و "ديسكفري" نفسها، فقد جرى تقسيم الالتزامات التمويلية الأولية البالغة 41.5 مليار دولار إلى أجزاء متعددة، من بينها قرض مرحلي رسمي بقيمة 31.5 مليار دولار. وتعد هذه التسهيلات تاسع أكبر التسهيلات المقدمة منذ بدأت "بلومبرغ" تتبع البيانات، والأكبر منذ صفقتين ضخمتين في عام 2019، و هما استحواذ شركة "أب في" (AbbVie) على "أوليرغان" (Allergan)، واستحواذ شركة "بريستول مايرز سكويب" (Bristol-Myers Squibb) على شركة "سيلجين كورب" (Celgene Corp).

وقد تلوح المزيد من التمويلات الضخمة في الأفق قريباً. قفز عقد الصفقات إلى مستوى قياسي بلغ 1.1 تريليون دولار في الربع الأول مع انتعاش الاقتصاد، في ظل وجود إشارات قليلة على أن هذا الاتجاه سيتباطأ.