شركات الشحن والتوصيل تجني المليارات من اختناقات سلاسل التوريد

شركات الشحن والتوصيل تحقق أرباحاً قياسية من أزمات سلاسل التوريد العالمية
شركات الشحن والتوصيل تحقق أرباحاً قياسية من أزمات سلاسل التوريد العالمية المصدر: بلومبرغ
Chris Bryant
Chris Bryant

Chris Bryant is a Bloomberg Opinion columnist covering industrial companies. He previously worked for the Financial Times.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

نادراً ما تعرضت سلاسل التوريد إلى ضغط كبير للغاية، ولكن هذا الاضطراب يساعد في تحقيق أرباح ضخمة لشركات الشحن والتوصيل.

في الأسبوع الأول من مايو، أعلن اثنان من عمالقة الخدمات اللوجستية الأوروبية، "إيه بي مولر-ميرسك"، و"دويتشه بوست إيه جي"، مالكة شركة "دي إتش إل" للبريد السريع، عن أرباح قياسية، تماما كما كانت أعلنت شركة "يونايتد بارسيل سيرفيس" الأمريكية العملاقة في الأسبوع السابق.

جني الثمار

ظاهرياً، تستفيد الشركات اللوجستية من مشاكل عملائها أثناء الوباء، فلقد بقي المستهلكون في منازلهم، وتندفع الشركات المستنزفة لإعادة التخزين مع إعادة فتح الاقتصادات.

وأشارت "ميرسك" إلى أن واردات أمريكا الشمالية من الشرق الأقصى قفزت بنسبة 40% في الربع الأول.

أدى ارتفاع الطلب على سعة الشحن إلى تقلّص العرض، وهذا يُمكّن شركات الشحن وشركات النقل الجوي من تقاضى المزيد، إلا أنها أمضت سنوات في الاستثمار بالشبكات المنتشرة حول العالم والتكنولوجيا الأفضل. لقد أثبتت الشركات أنه لا غنى عنها أثناء الإغلاق وهي تجني ثمار ذلك الآن.

وتخطط شركة "ميرسك" لإعادة شراء 5 مليارات دولار من الأسهم، أي حوالي 10% من قيمتها السوقية، في العامين المقبلين.

بعد تضاعف صافي الأرباح الفصلية أربع مرات مقارنة بالعام الماضي، تتوقع "دويتشه بوست" أن تحقق 9 مليارات يورو (10.8 مليار دولار) من التدفق النقدي الحر في السنوات الثلاث المقبلة. وقفزت أسهم الشركتين إلى مستويات قياسية جديدة في الأسبوع الأول من مايو.

قفزة في الأسعار والرسوم

تدعم عوامل كوفيد الأخرى صناعة الخدمات اللوجستية. فلقد ازدحمت الموانئ وفرضت شركات التوصيل رسوماً إضافية لتعويض التكاليف المرتفعة المرتبطة بالوباء.

كما أدى انسداد قناة السويس لمدة أسبوع تقريباً وطفرة كوفيد في الهند إلى تفاقم مشكلات التوافر والتسعير، فيما زادت أسعار الشحن من الصين بأكثر من الضعف خلال العام الماضي.

من الصعب أن تخسر هذه الشركات في مثل هذه البيئة. فالموانئ المزدحمة تساعد محطات الشحن التابعة لشركة "ميرسك" على تحقيق أرباح أكبر من خلال بيع مساحات التخزين. كما يوقّع العملاء، في محاولة يائسة لتأمين السعة، على عقود شحن طويلة الأجل.

وفي نفس الوقت، أجبرت أسواق الشحن الضيّقة عملاء "دويتشه بوست" على إرسال طرود عن طريق التوصيل السريع الأكثر تكلفة، حيث حققت الوحدة السريعة للشركة هامش ربح تشغيلي نسبته 17.5% في الفترة من يناير إلى مارس، ويعترف فرانك أبيل، رئيس "دويتشه بوست"، بأن شركته في "وضع رائع".

ماذا عن المستقبل؟

ستهدأ بعض هذه العوامل في نهاية المطاف، ولكن يصعب تحديد توقيت حدوث ذلك. سينفق المستهلكون أقل على الأشياء وأكثر على العطلات ووجبات المطاعم، بمجرد أن يتم استكمال تطعيم الجميع.

كما سيتم تجديد مخزونات الشركات، وسترتفع طاقة الشحن في بطون طائرات الركاب وستخف حدة الازدحام في الموانئ.

أرباح قوية

وتتوقع "ميرسك" أن تحقق أرباحاً قبل الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين بقيمة 14 مليار دولار تقريباً في العام الجاري، حيث يكون هذا العام بمثابة الذروة.

تميل الأرباح الكبيرة أيضاً إلى تشجيع المنافسة، وهذا لا يعتبر أمراً سيئاً، حيث تم توحيد موردي التوصيل السريع وشحن الحاويات من خلال عمليات الدمج والتحالفات، مما يساعد على ترسيخ سلطاتها التسعيرية.

دفعت معدلات الشحن المرتفعة المنافسين والوافدين الجدد إلى الصناعة أيضاً إلى تقديم طلبات شحن كبيرة. وتريد "أمازون" تقديم المزيد من الحزم في عالم التوصيل.

التجارة الإلكترونية

مع ذلك، فإن التحوّل إلى التجارة الإلكترونية يبدو ظاهراً بشكل دائم، وسترسّخ التدفقات النقدية هيمنة الشركات الحالية التي تمول الاستثمارات في القطاع.

رفعت "دويتشه بوست" ميزانية الإنفاق الرأسمالي إلى 11 مليار يورو للسنوات الثلاث المقبلة، وتعد شركة "ميرسك" بشراء المزيد من حاويات الشحن لتخفيف النقص في الإمدادات، الأمر الذي يجب أن يرضي العملاء.

وسواء كانت الصناديق كبيرة أو صغيرة، فستكون الشركات التي تنقلها الرابح الأكبر خلال هذا الوباء.

يقول سورين سكو، رئيس شركة "ميرسك": إنهم "لم يكونوا محظوظين فقط"، وقد يكون لديه حق في هذا القول.