تخطط مصافي النفط في أوروبا لتعزيز استخدام الهيدروجين الأخضر اللازم لمساعدتها على إنتاج الوقود. فالهيدروجين يعتبر عنصراً هاماً في خطط صناعة النفط لخفض انبعاثاتها الكربونية التشغيلية.
لكن بمرور الوقت، وفي المعركة ضد التغيرات المناخية، تسطع حقيقة أن التزام الصناعة تجاه المناخ لا تزال متواضعة. فعادةً ما ينتج الهيدروجين الأخضر من الماء والكهرباء المتجددة، بينما تنتج الغالبية العظمى للهيدروجين المصنّع اليوم من الوقود الأحفوري.
وبرغم مساهمة استخدام الهيدروجين الأخضر في تنظيف عمليات المصافي في تكرير النفط. إلا أنه لن يؤثر بشكلٍ كبير على إجمالي الانبعاثات الكربونية من صناعة النفط في العالم.
ويرجع السبب في ذلك إلى أن معظم الانبعاثات تصدر عن استهلاك الوقود، وليس عن تصنيعه. كما يعد الغاز جزءاً أساسياً من عملية تكرير النفط، فهو يستخدم لإزالة الشوائب من الوقود.
ويبدو أن مصفاة "راينلاند" التابعة لشركة "رويال داتش شل" في ألمانيا، كانت أول محطة أوروبية تقدم ما يسمى بمشروع الهيدروجين الأخضر.
ومن المقرر أن يبدأ المحلل الكهربائي للهيدروجين في الإنتاج في يوليو، لينتج حوالي 1300 طن متري سنوياً.
ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية فإن الاستهلاك العالمي للهيدروجين قد يصل إلى حوالي 70 مليون طن سنوياً، وتهيمن مصافي النفط وصناع المواد الكيميائية على الاستهلاك.
وتأتي مساعي محطة "راينلاند" ذات القدرة البالغة 10 ميغاواط، ضمن مشاريع تجريبية عدة يجري تطويرها في أوروبا من قبل شركات، مثل "أو إم في" النمساوية، و"ريبسول" الإسبانية.
وعلى مدى عام، سيُنتج هذا المحلل الكهربائي، هيدروجين يكفي لأقل من أسبوع في مجمع مثل "راينلاند". ولا تزال هناك مشاريع أخرى في هذا الإطار، لإنتاج غاز بكميات أكبر بكثير، تصل إلى بضع مئات من الميغاوات، ولكنها لم تتلقى أي تمويل حتى الآن.
وقال جوناثان ليتش، وهو مدير شركة "تيرنر، ماسون آند كومباني": "المشكلة هي أن التكنولوجيا لا تزال قيد التطوير، وتكلفة بنائها باهظة، وستحتاج إلى اتساع نطاقها لإحداث فرق كبير".
وجدير بالذكر أن الهيدروجين الأخضر يخفض انبعاثات الكربون بشكل كبير. لكن المصافي تتطلع أيضاً إلى ما يسمى بالهيدروجين الأزرق، حيث تستهدف المشاريع من هذا النوع إنتاج حوالي ألف ميغاواط من الغاز. وتعتمد تلك المشاريع على تكنولوجيا احتجاز الكربون، التي باتت أكثر استقراراً.
مصافي التكرير تعمل بشكل أكبر مع الهيدروجين الأزرق، وهي عملية وصفها ليتش بأنها تشبه إنتاج الهيدروجين في مصفاة تقليدية إلى حد كبير، باستثناء عملية التقاط الكربون وتخزينه.
وفي هذا النوع سيكون لدى المملكة المتحدة وهولندا والنرويج الأفضلية لتطبيق هذه التقنية، حيث تمتلك هذه الدول القدرة على استخدام الحفر الأرضية المتبقية من إنتاج النفط والغاز، وذلك لتخزين الكربون فيها.
وحالياً، تتطلع الشركات في جميع أنحاء أوروبا إلى استخدام الهيدروجين الأخضر أو الأزرق، ومعظمها يخطط لاستخدامه في إنتاج الوقود، وليس كمصدر للطاقة بحد ذاته.
حيث إنه من المؤكد أن مصافي التكرير ستحتاج لإجراء تعديلات كبيرة لتعمل على الهيدروجين، فالأفران لا تتحمل سوى كمية محدودة من الهيدروجين في مزيج الغاز. وذلك حسبما قال زوران ميلوسيفيتش، المتخصص لدى "يوروتك ريفينينج سيرفيس"، وهي شركة استشارية مقرها المملكة المتحدة.
وأوضح ميلوسيفيتش: "حرق كميات أكبر من الهيدروجين في الأفران كوقود سيشكل تحدياً تقنياً كبيراً، ومن الصعب أن يكون اقتصادياً".
وهنا، نورد قائمة تضم مشاريع الهيدروجين في المصافي الأوروبية. وتشمل القائمة المشاريع التي يذكر فيها المطور اسم مصافي التكرير بين عملائه.
إيطاليا تعمل على مشروعين تجريبيين لـ"إيني" بالشراكة مع "إينيل".