مصافي النفط الأوروبية تحلم بالهيدروجين الأخضر بينما ينقصها التمويل

الأنابيب في مصنع ليندي لإنتاج الهيدروجين في ليونا ألمانيا تسعى أوروبا لزيادة دعم الهيدروجين الأخضر ضمن خططها للتحول نحو الاقتصاد الأخضر
الأنابيب في مصنع ليندي لإنتاج الهيدروجين في ليونا ألمانيا تسعى أوروبا لزيادة دعم الهيدروجين الأخضر ضمن خططها للتحول نحو الاقتصاد الأخضر المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تخطط مصافي النفط في أوروبا لتعزيز استخدام الهيدروجين الأخضر اللازم لمساعدتها على إنتاج الوقود. فالهيدروجين يعتبر عنصراً هاماً في خطط صناعة النفط لخفض انبعاثاتها الكربونية التشغيلية.

لكن بمرور الوقت، وفي المعركة ضد التغيرات المناخية، تسطع حقيقة أن التزام الصناعة تجاه المناخ لا تزال متواضعة. فعادةً ما ينتج الهيدروجين الأخضر من الماء والكهرباء المتجددة، بينما تنتج الغالبية العظمى للهيدروجين المصنّع اليوم من الوقود الأحفوري.

الهيدروجين والنفط.. علاقة ترابط

وبرغم مساهمة استخدام الهيدروجين الأخضر في تنظيف عمليات المصافي في تكرير النفط. إلا أنه لن يؤثر بشكلٍ كبير على إجمالي الانبعاثات الكربونية من صناعة النفط في العالم.

ويرجع السبب في ذلك إلى أن معظم الانبعاثات تصدر عن استهلاك الوقود، وليس عن تصنيعه. كما يعد الغاز جزءاً أساسياً من عملية تكرير النفط، فهو يستخدم لإزالة الشوائب من الوقود.

ويبدو أن مصفاة "راينلاند" التابعة لشركة "رويال داتش شل" في ألمانيا، كانت أول محطة أوروبية تقدم ما يسمى بمشروع الهيدروجين الأخضر.

ومن المقرر أن يبدأ المحلل الكهربائي للهيدروجين في الإنتاج في يوليو، لينتج حوالي 1300 طن متري سنوياً.

ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية فإن الاستهلاك العالمي للهيدروجين قد يصل إلى حوالي 70 مليون طن سنوياً، وتهيمن مصافي النفط وصناع المواد الكيميائية على الاستهلاك.

مشروعات تجريبية

وتأتي مساعي محطة "راينلاند" ذات القدرة البالغة 10 ميغاواط، ضمن مشاريع تجريبية عدة يجري تطويرها في أوروبا من قبل شركات، مثل "أو إم في" النمساوية، و"ريبسول" الإسبانية.

وعلى مدى عام، سيُنتج هذا المحلل الكهربائي، هيدروجين يكفي لأقل من أسبوع في مجمع مثل "راينلاند". ولا تزال هناك مشاريع أخرى في هذا الإطار، لإنتاج غاز بكميات أكبر بكثير، تصل إلى بضع مئات من الميغاوات، ولكنها لم تتلقى أي تمويل حتى الآن.

وقال جوناثان ليتش، وهو مدير شركة "تيرنر، ماسون آند كومباني": "المشكلة هي أن التكنولوجيا لا تزال قيد التطوير، وتكلفة بنائها باهظة، وستحتاج إلى اتساع نطاقها لإحداث فرق كبير".

وجدير بالذكر أن الهيدروجين الأخضر يخفض انبعاثات الكربون بشكل كبير. لكن المصافي تتطلع أيضاً إلى ما يسمى بالهيدروجين الأزرق، حيث تستهدف المشاريع من هذا النوع إنتاج حوالي ألف ميغاواط من الغاز. وتعتمد تلك المشاريع على تكنولوجيا احتجاز الكربون، التي باتت أكثر استقراراً.

احتجاز الكربون

مصافي التكرير تعمل بشكل أكبر مع الهيدروجين الأزرق، وهي عملية وصفها ليتش بأنها تشبه إنتاج الهيدروجين في مصفاة تقليدية إلى حد كبير، باستثناء عملية التقاط الكربون وتخزينه.

وفي هذا النوع سيكون لدى المملكة المتحدة وهولندا والنرويج الأفضلية لتطبيق هذه التقنية، حيث تمتلك هذه الدول القدرة على استخدام الحفر الأرضية المتبقية من إنتاج النفط والغاز، وذلك لتخزين الكربون فيها.

وحالياً، تتطلع الشركات في جميع أنحاء أوروبا إلى استخدام الهيدروجين الأخضر أو ​​الأزرق، ومعظمها يخطط لاستخدامه في إنتاج الوقود، وليس كمصدر للطاقة بحد ذاته.

حيث إنه من المؤكد أن مصافي التكرير ستحتاج لإجراء تعديلات كبيرة لتعمل على الهيدروجين، فالأفران لا تتحمل سوى كمية محدودة من الهيدروجين في مزيج الغاز. وذلك حسبما قال زوران ميلوسيفيتش، المتخصص لدى "يوروتك ريفينينج سيرفيس"، وهي شركة استشارية مقرها المملكة المتحدة.

وأوضح ميلوسيفيتش: "حرق كميات أكبر من الهيدروجين في الأفران كوقود سيشكل تحدياً تقنياً كبيراً، ومن الصعب أن يكون اقتصادياً".

مشاريع الهيدروجين الحالية في أوروبا

وهنا، نورد قائمة تضم مشاريع الهيدروجين في المصافي الأوروبية. وتشمل القائمة المشاريع التي يذكر فيها المطور اسم مصافي التكرير بين عملائه.

ألمانيا، النمسا

  • "شل راينلاند"
  • هيدروجين أخضر، منتج عبر محلل كهربائي بقدرة 10 ميغاواط.
  • من المقرر بدء العمل بها في يوليو القادم.
  • المصفاة تستخدم الهيدروجين لإنتاج الوقود وللاستخدام في النقل المحلي.
  • يمكن زيادة القدرة إلى 100 ميغاواط، في حال توفر التمويل.
  • "كليش هايد"
  • هيدروجين أخضر، من محلل كهربائي بقدرة 30 ميغاواط في المرحلة الأولى.
  • من المقرر صدور القرار النهائي المتعلق بالاستثمار في وقت لاحق من هذا العام، على أن يبدأ البناء في النصف الثاني من عام 2022.
  • الهيدروجين يستخدم بداية في المصفاة وسيتم اختباره أيضاً في شبكة الغاز الطبيعي.
  • المشروع يتشارك العمل مع شركة "أورستيد"، مع إمكانية التوسع إلى 700 ميغاواط.
  • أو إم في (Schwechat)
  • الهيدروجين الأخضر، باستخدام محلل كهربائي بقدرة 10 ميغاواط.
  • تم أخذ قرار الاستثمار وسيتم الانتهاء من المشروع في النصف الثاني من عام 2023.
  • "بي بي لينغن"
  • هيدروجين أخضر، من محلل كهربائي بقدرة 50 ميغاواط.
  • من المقرر صدور القرار النهائي المتعلق بالاستثمار في أوائل عام 2022.
  • المشروع يتشارك العمل مع شركة "أورستيد".
  • "بي بي غيلسنكيرشن"
  • جزء من الجهات التي تقدمت بطلب للحصول على تمويل من الاتحاد الأوروبي في أواخر عام 2020.
  • المصفاة ستستهلك الهيدروجين الأخضر المصنوع في منشأة مملوكة من قبل شركة "آر دبليو إي".

هولندا، بلجيكا

  • "شل بيرنيس"
  • هيدروجين أخضر، من محلل كهربائي بقدرة 200 ميغاواط.
  • بدء الإنتاج في 2023 بانتظار القرار النهائي المتعلق بالاستثمار.
  • "بي بي روتردام"
  • الهيدروجين الأخضر.
  • المشروع يتشارك العمل مع شركة "نوريون" في مشروع متعلق بالمصفاة.
  • "توتال / لوك أويل زيلاند"
  • شريك في مشروع (1GW) بقيادة "أورستيد".
  • لم يتم تخصيص التمويل بعد.
  • ملاحظة: بشكل منفصل، منطقة بيرنيس تأتي ضمن مناطق روتردام التي تتلقى تمويلاً حكومياً لتطوير التقاط الكربون، الذي سينتج عن التشغيل العادي للمصفاة وغير مرتبط بالهيدروجين.

المملكة المتحدة

  • "إيسار ستانلو"
  • الهيدروجين الأزرق.
  • يبدأ تشغيل أول مرفقين في عام 2025.
  • شركة "إيسار" تعمل على فرن جديد لوحدة قائمة للنفط الخام من شأنها العمل على الهيدروجين.
  • "فيليبس 66 هامبر"
  • جزء من مشروع "هامبر زيرو" الذي يتطلع لإنتاج الهيدروجين الأزرق والأخضر.
  • تم إقرار التمويل، ليتحصل عليه في عام 2023.
  • "فيليبس 66 هامبر"
  • جزء من مشروع "غيغا ستاك".
  • الشركاء هم "أورستيد" و "أي تي إم باور".
  • "فاليرو بيمبروك"
  • جزء من مشروع "ساوث ويلز إندستريال كلستر".

فرنسا

  • "توتال لاميد" (محطة الوقود الحيوي)، بالتعاون مع شركة "إنجي"
  • الهيدروجين الأخضر، من محلل كهربائي بقدرة 40 ميغاواط.
  • المشروع يعتمد على توفر الإعانات.
  • "إنجي / إير ليكيد فوس"
  • المصافي وشركات الكيماويات ستستخدم الهيدروجين الأخضر، بحسب المطورين.
  • يتم العمل على توفير التمويل.
  • "إتش تو في" نورماندي
  • الهيدروجين الأخضر.
  • "إير ليكيد" من بين الشركاء.
  • ملاحظة: تدرس شركة "إكسون" شراء الهيدروجين الأخضر، إذا أطلق المشروع بالقرب من غرافينشون في نوتردام، شريطة ألا يضر ذلك بربحيتها.

الدول الإسكندنافية

  • السويد، "بريم ليسيكيل"، بالتعاون مع شركة "فاتنفول"
  • الهيدروجين الأخضر.
  • مشروع لبناء محلل كهربائي بقدرة 200 حتى 500 ميغاواط قيد الدراسة.
  • الدنمارك، "إيفرفويل"، بجوار فريدريكيا
  • الهيدروجين الأخضر، من محلل كهربائي بقدرة 20 ميغاواط، يجري تمويله.
  • إمكانية التوسع إلى 300 ميغاواط خاضعة لتوفر التمويل.
  • ملاحظة: تم بيع شركة "فريدريكيا" مؤخراً من قبل "شل" لصالح "بوستلان بارتنرز".
  • النرويج، "إكوينور"، بجوار مونغستاد
  • لا يزال القرار النهائي المتعلق بالاستثمار معلقاً.
  • الهيدروجين الأخضر للاستخدام في الشحن وليس في المصفاة.

إسبانيا، إيطاليا، اليونان

  • إسبانيا، "ريبسول بيلباو"
  • محلل كهربائي بقدرة 10 ميغاواط.
  • مشروع الهيدروجين الأخضر لم يتأثر بحصول العمال على إجازة بدون أجر.
  • إسبانيا، "بي بي كاستيلون"
  • الهيدروجين الأخضر، محلل كهربائي بقدرة 20 ميغاواط في المرحلة الأولى.
  • العمل على دراسات الجدوى مع "إيبردرولا" و "إيناغاس".
  • إيطاليا، "ساراس ساروتش"، بالشراكة مع "إينيل"
  • الهيدروجين الأخضر، من محلل كهربائي بقدرة 20 ميغاواط.

إيطاليا تعمل على مشروعين تجريبيين لـ"إيني" بالشراكة مع "إينيل".