تعهد أمريكي أوروبي بالضغط على بيلاروسيا بعد حادثة طائرة "رايان إير"

منظر عام لمقر قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، بلجيكا
منظر عام لمقر قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، بلجيكا المصور: تييري مونس / Anadolu/Getty Images
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تحرّك قادة الاتحاد الأوروبي بدعم من الولايات المتحدة، لفرض عقوبات جديدة على بيلاروسيا على خلفية الهبوط الاضطراري لطائرة "رايان إير بي إل سي" (Ryanair Holdings Plc) واعتقال صحفي منشق.

وتعليقاً على الموضوع، تحدّثت "أورسولا فون دير لاين" رئيسة المفوضية الأوروبية مع الصحفيين قائلة: "هذا اعتداء على الديمقراطية، واعتداء على حرية التعبير، واعتداء على السيادة الأوروبية"، مشيرة إلى عقوبات إضافية "على الأفراد المتورطين في عملية الاختطاف، وكذلك أيضاً على الشركات والكيانات التي تمول هذا النظام".

كما وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الحادثة بأنها "إهانة مباشرة للمعايير الدولية"، ورحّب بقرار الاتحاد الأوروبي؛ حيث قال في بيان إنه طلب من مستشاريه "تطوير خيارات مناسبة لمحاسبة المسؤولين"، إضافة لذلك، تحدث مستشار الأمن القومي "جيك سوليفان" عبر الهاتف مع زعيمة المعارضة البيلاروسية المنفية "سفياتلانا تسيخانوسكايا" يوم الإثنين.

القائمة السوداء

خلال أول يومين من محادثات القمة في بروكسل، طلب قادة الاتحاد الأوروبي يوم الإثنين من المفوضية الأوروبية اقتراح أسماء المسؤولين البيلاروسيين الذين ينبغي إضافتهم إلى القائمة السوداء الحالية، وطلبوا من وزرائهم التوصل إلى تدابير أوسع لاستهداف الشركات وقطاعات كاملة من اقتصاد الدولة.

كما تعهد الزعماء الأوروبيون بمنع شركة "بيلافيا بيلاروسيا إيرلاينز" (Belavia Belarusian Airlines) من دخول المجال الجوي للاتحاد الأوروبي وطلبوا من شركات الطيران الموجودة في الاتحاد الأوروبي تجنب التحليق فوق بيلاروسيا.

علاوةً على ذلك، أشار وزير الاقتصاد الألماني "بيتر ألتماير" في مقابلة أجراها مع صحيفة "بيلد" في وقت متأخر من يوم الإثنين إلى أن هذه التحركات "ستؤدي إلى تداعيات ملحوظة للغاية، ليس فقط على شركات الطيران، وإنما أيضاً على البلاد؛ وهذه هي الخطوة الأولى هذا المساء".

ومع ذلك، قد يستغرق سريان مفعول العقوبات الأوروبية شهراً أو أكثر، في حين لم تحدد الإدارة الأمريكية من جهتها متى قد تتخذ إجراءً مناسباً.

جدير بالذكر أن الرئيس البيلاروسي القوي "ألكسندر لوكاشينكو" قد صمد بالفعل خلال سنوات من العقوبات الغربية بفضل دعم روسيا والصين، مما أدى إلى تعميق حملة القمع التي بدأت عقب الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اجتاحت البلاد الصيف الماضي.

وجاءت هذه الإجراءات في أعقاب هبوط اضطراري لطائرة "رايان إير" في مينسك واعتقال "رامان براتاسيفيتش" البالغ من العمر 26 عاماً والذي كان على متن الطائرة المتجهة من أثينا إلى فيلنيوس. وطالب الاتحاد الأوروبي الرئيس "لوكاشينكو" بالإفراج عن الصحفي، كما طالب منظمة الطيران المدني الدولي بالتحقيق في الحادثة.

في هذا السياق، قال تشارلز ميشيل، الذي ترأس القمة: "نحن لا نتسامح مع محاولات البعض لعب الروليت الروسي والمغامرة بحياة المدنيين الأبرياء".

اعترافات المعتقلين

وظهر "براتاسيفيتش" في شريط فيديو قصير نشرته سلطات بيلاروسيا ليلة الإثنين؛ حيث أظهر حديثه القليل من التعبير، وقال إنه يُعامل "بشكل لائق" ويشعر بصحة جيدة، واعترف بتهم إثارة الشغب الجماعي. في حين أشار مناصروه إلى أنه تعرض للضرب على ما يبدو، لكن لم تكن هناك علامات واضحة على أية جروح أو إصابات.

بعد اتهامها بتعذيب السجناء، نشرت السلطات البيلاروسية بانتظام مقاطع فيديو تُظهر "اعترافات" المعتقلين خلال الأشهر التي تلت بدء الاحتجاجات في الصيف الماضي.

وتزامن موقف الاتحاد الأوروبي المتشدد ضد بيلاروسيا مع مناقشة مقررة بشأن حليفتها الوثيقة روسيا. ودعا الرئيس الليتواني "جيتاناس نوسيدا" إلى اتخاذ تدابير للحد من وصول روسيا إلى الأسواق المالية وأنظمة الدفع الدولية.

كما قالت "فون دير لاين" إن روسيا حاولت إضعاف الاتحاد الأوروبي وتقويض الدول الأعضاء من خلال "التخريب، والاغتيالات، وتكتيكات فرِّق تسد، والهجمات الإلكترونية، وحملات التضليل".

كما أضافت: "إن الوضع يزداد سوءاً". وطلب زعماء الاتحاد الأوروبي من المفوضية تحديد خيارات للتصدي لـ "بوتين" عندما يجتمعون الشهر المقبل.

هذا وأيدت روسيا طريقة تعامل بيلاروسيا مع الوضع، حيث نددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية "ماريا زاكاروفا" يوم الثلاثاء برد الفعل الغربي ووصفته بأنه "هستيري"، حسبما ذكرت وكالة "ريا نوفوستي". وفي عرض عام للدعم، ورد أن الرئيس "فلاديمير بوتين" سيلتقي "لوكاشينكو" في وقت لاحق من هذا الأسبوع، للمرة الثالثة هذا العام.

طائرة مقاتلة مرافقة

قال وزير الدفاع الليتواني "أرفيداس أنوسوسكاس" إن بيلاروسيا زاحمت الأحد طائرة "رايان إير" بينما كان طيارها يدرس ما إذا كان سيحول مسارها أم لا؛ حيث ظلت المقاتلة في الجو لمدة 13 دقيقة وعلى بعد 25 ميلاً (40 كيلومتراً) من طائرة الركاب. وقال الوزير إن المقاتلة نفسها رافقت الطائرة بعد ذلك من مينسك إلى فيلنيوس.

وناقش القادة الأزمة، وكذلك العلاقات مع روسيا، بدون هواتفهم المحمولة وأجهزتهم الإلكترونية الأخرى في محاولة لضمان بقاء محادثاتهم سرية.

يذكر أن الاتحاد الأوروبي قد فرض بالفعل عقوبات على عشرات الأفراد وسبعة كيانات، بما في ذلك "لوكاشينكو" وغيره من كبار المسؤولين الحكوميين، وهو يعمل بالفعل على جولة جديدة من الإجراءات لتقديمها الشهر المقبل، وفي ضوء حادثة نهاية هذا الأسبوع والتفويض الذي قدمه قادة الاتحاد الأوروبي، من المرجح أن تكون هذه الإجراءات التقييدية الجديدة أكثر صرامة الآن.

إلى جانب إضافة المزيد من الأشخاص والكيانات إلى القائمة، يمكن للاتحاد الأوروبي أن يتخذ إجراءات تستهدف المصالح المالية والاقتصادية للنظام، بما في ذلك الشركات والأقلية الحاكمة. وستقوم وحدة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي بإعداد المقترحات قبل أن تعود إلى الدول الأعضاء للموافقة عليها.

وقد تكافح الحكومات الأوروبية لفتح قنوات اتصال مباشر مع مينسك؛ حيث قال شخصان مطلعان إن "لوكاشينكو" رفض في العام الماضي تلقي مكالمات من زعماء الاتحاد الأوروبي.