أسعار السلع في هدنة مؤقتة من الارتفاعات.. والأنظار تتجه إلى الصين

القمح
القمح المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتعرض أسعار السلع لتقلبات جامحة، بما في ذلك المنتجات الزراعية الأمريكية والمعادن الصناعية، فيما تعد أحدث علامة على ضرورة استعداد المتعاملين للتطورات المذهلة أو المقلقة خلال الأشهر المقبلة.

الأسبوع الجاري، هدأت وتيرة أسعار السلع مثل الذرة والقمح والنحاس وخام الحديد، على الرغم من أن التجار والمحللين على حد سواء يقولون إنه من السابق لأوانه إحصاء المحاصيل الزراعية والمعادن.

انخفض مؤشر بلومبرغ للسلع الأساسية، والذي يتضمن مواد الطاقة، بنسبة 2.4% في الأسبوعين الماضيين، مما قلص العوائد إلى 19% منذ بداية 2021.

قال مات بينيت، صاحب مزارع للذرة وفول الصويا في إلينوي: "إنها ليست سوقا لأصحاب القلوب الضعيفة".

أضاف بينيت، وهو أحد مؤسسي شركة سمسرة السلع "أج ماركت دون نت"، أنه "من المحتمل حدوث مزيد من التقلبات، خاصة مع دخولنا فترة منتصف الموسم الزراعي بالولايات المتحدة".

تراجع الأسعار لا يشمل المحاصيل فحسب، بما في ذلك فول الصويا والكانولا، فقد انخفضت أسعار النحاس وخام الحديد والصلب منذ أن اتخذت الصين تدابير متنوعة لاحتواء الارتفاع السريع في أسعار السلع الصناعية.

انخفضت أسعار النحاس، الذي يُنظر إليه على أنه مؤشر لاتجاه الاقتصاد، من مستوى قياسي مرتفع، بعد الخطوة التي اتخذتها بكين في منتصف مايو وسجلت الأسبوع الماضي أسوأ أداء أسبوعي منذ سبتمبر 2020.

بكين تكتفي بكبح وتيرة ارتفاع الأسعار

قال محللو "سيتي غروب" في مذكرة يوم الثلاثاء، إن سياسة الصين تستهدف كبح وتيرة زيادات الأسعار، ولكن ليس القضاء على الارتفاع بالكامل".

توقع المحللون جولة متجددة من الزيادات المطردة في أسعار السلع الأساسية بعد انتهاء موجة تصحيح الأسعار الحالية السريعة.

قد يساعد التوقف المؤقت في ارتفاع السلع على تهدئة تضخم أسعار المواد الغذائية والسيارات والأجهزة، مع إعادة فتح المزيد من الاقتصادات عالمياً، بعد شهور من الطلب الاستهلاكي المكبوت، رغم وجود إشارات كثيرة على أن هدوء الأسعار قد يكون لفترة قصيرة.

يعمل استمرار المخاوف بشأن الظروف المناخية السيئة بالنسبة للمحاصيل، والمتاعب التي تواجه عمال شركات التعدين، على تغذية المخاوف إزاء الإمدادات، في ظل توقعات ببقاء الطلب الصيني قويا على المواد الخام.

تشير كل هذه العوامل، إلى احتمال وقوع المزيد من ارتفاعات الأسعار، إلى جانب حدوث نوع من التقلبات التي ضربت أسواق الذرة، مع ورود أنباء عن قيام الصين بتضييق الخناق على بعض الواردات إلى المناطق التجارية الخاصة أو مناطق التجارة الحرة، بسبب القلق من أن المشتريات الواردة من الخارج لا تخضع للسيطرة، مما دفع العديد من مصانع الأعلاف إلى إلغاء وارداتها من الولايات المتحدة.

آمال في ظروف مناخية أفضل

وسجلت أسعار الذرة في يوم الثلاثاء أكبر انخفاض لها خلال نحو 6 أعوام، قبل أن تنتعش يوم الأربعاء إذ أكد التجار أن الشحنات الملغاة ليست كبيرة الحجم، كما يسود اعتقاد بأن طلب الصين على واردات الحبوب من المرجح أن يستمر، إذ تعمل بكين، أكبر منتج للحوم الخنازير في العالم، على إطعام قطعان الخنازير وتجديد المخزونات المحلية.

قال ديفيد مارتن، مؤسس "مارتن فاند مانجمنت"، وهي مؤسسة استشارية مقرها نيويورك متخصصة في السلع الأساسية، "يعلم الجميع أن الصين تستورد كميات كبيرة.. إذا لم تكن الظروف المناخية مثالية أو في أفضل أحوالها، فقد ترتفع الأسعار".

وجرى تداول القمح قرب أضعف مستوى في ستة أسابيع، كما تم تداول فول الصويا بالقرب من أدنى أسعاره خلال مايو.

يمكن أن يكون الطقس عاملاً غير متوقع بالنسبة لتقلبات أسعار السلع الزراعية، وبحسب محللين، يتعين أن تكون الظروف المناخية بالنسبة للمحاصيل في أفضل حالاتها، خلال الأشهر القليلة المقبلة، حتى لا تحدث اضطرابات في العرض الذي يواجه قيوداً بالفعل.