بعد صفقة "MGM".. إلى أين تمضي "أمازون" في بناء إمبراطوريتها؟

عبر اهتمامات أمازون المتباينة، يبدو أن هناك مهمة موحدة للشركة العملاقة: تسهيل حصول المستهلكين على الأشياء
عبر اهتمامات أمازون المتباينة، يبدو أن هناك مهمة موحدة للشركة العملاقة: تسهيل حصول المستهلكين على الأشياء المصدر: بلومبرغ
Tara Lachapelle
Tara Lachapelle

Tara Lachapelle is a Bloomberg Opinion columnist covering the business of entertainment and telecommunications, as well as broader deals. She previously wrote an M&A column for Bloomberg News.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من الممكن أن ينضمَّ "جيف بيزوس" أيضاً إلى البقية، ويطلق على الخدمة اسم "أمازون+"، فلا توجد شركة أخرى أكثر استحقاقاً، فمن هوليوود إلى الرعاية الصحية، يبدو أنَّ "أمازون. كوم" تُنمِّي مخالبها بمعدلٍ متسارع.

فقد استحوذ بائع التجزئة على الإنترنت على"مترو غولدوين ماير" (MGM)، وهي البقايا التاريخية من العصر الذهبي للفيلم، مقابل 8.45 مليار دولار، وهي ثاني أكبر عملية استحواذ لها بعد الاستحواذ على "هول فودز ماركت".

معظم الشركات ستتوقف عند هذا الحد في خضم مثل هذا التوسُّع الاستراتيجي المهم، ولكن ليس "أمازون".

"صيدليات أمازون"

يقال، إنَّ "أمازون" تضع خطتها التالية لفتح مباني صيدليات لها في الولايات المتحدة، للتعمّق أكثر في توزيع الأدوية.

هذه هي العناوين الرئيسية لهذا الأسبوع فقط؛ إذ تمتد الأرباح التراكمية البالغة 1.6 تريليون دولار إلى أبعد من ذلك.

وحالياً، بينما يستعد مؤسس "أمازون" للتراجع؛ فإنَّ هذه الثقافة المتشعبة، وإن كانت فوضوية، هي التي تجعل المستثمرين يتساءلون عما سيحدث لعملاق التكنولوجيا، فقد أصبحت هذه التسمية فضفاضة.

تعني تحرُّكات "أمازون" الأخيرة أنَّ لدى شركة "والت ديزني"، وشركة "سي في اس هيلث" عدواً مشتركاً، الذي قد يبدو أمراً غير معقولاً تقريباً، إذا لم يكن له سابقة. لكن، فقط اسأل شركة "جنرال إلكتريك" كيف نجح ذلك؟.

بناء إمبراطورية

ومع ذلك؛ فإنَّ الاختلاف بين "أمازون" والتكتلات الفاشلة التي سبقتها هو أنَّه عبر مصالحها المتباينة، يبدو أنَّ هناك مهمة موحدة، وهي تسهيل حصول المستهلكين على الأشياء.

تقوم الشركة العملاقة بذلك بذلك عن طريق تقصير الرحلة من النقطة (ألف) إلى النقطة (باء)، أو دمج الخدمات في اشتراكٍ واحد، يعرف باسم "برايم". هذا نموذج عمل أكثر فاعلية من عملية بناء إمبراطورية مدفوعة بشخصيتها المتفاخرة أو المغرورة.

تضمن طريقة "أمازون" فائدتها في حياتنا، وهي علاقة- بمجرد إنشائها- يصعب على المنافسين التخلّص منها.

ممارسات احتكارية

الجانب السلبي هو أنَّ هذا أدى إلى شكاوى من الممارسات المانعة للمنافسة، بما في ذلك تقويض الشركة لتجار الطرف الثالث على تطبيق التسوق الخاص بها، ومنعهم من تقديم أسعار أفضل على منصات أخرى.

يصادف أن يكون الجزء الأخير هو محور دعوى قضائية ضد الاحتكار أقامها المدعي العام في واشنطن العاصمة هذا الأسبوع، في حين تدرس الولايات الأخرى اتخاذ إجراءاتها الخاصة.

السؤال الذي طُرح مراراً وتكراراً العام الماضي، هو ما إذا كان هناك شيء يجب القيام به بشأن قوة "أمازون" الطليقة، وإذا كان الأمر كذلك، فماذا؟ ومع ذلك؛ فإنَّ السؤال الأصعب بكثير هو أكثر جوهرية: ما هي "أمازون"؟

أعمال متنوعة

تُقسِّم الإفصاحات الفصلية للشركة الإيرادات إلى المجموعات الرئيسية التالية: التجارة الإلكترونية، والمتاجر التقليدية، وقسم الحوسبة السحابية من "خدمات أمازون ويب" والاشتراكات.

وفي حديثه إلى المستثمرين هذا الأسبوع، عرَّف "بيزوس" شركة "أمازون" على أنَّها تمتلك ثلاث "ركائز" مؤسسية: "خدمات أمازون ويب"، و"أمازون ماركت بليس" و"برايم".

وقال، إنَّه كي تصل الأعمال إلى هذه الحالة الراسخة، يجب أن تكون مُنتَجاً أو خدمة يحبها العملاء، ويمكن أن تنمو بشكلٍ كبير مع تحقيق عوائد قوية، وتبقى متينة بمرور الوقت.

وأشار إلى أنَّ "أليكسا"، الجهاز المساعد الذي يتمُّ التحكُّم فيه صوتياً، و "استوديوهات أمازون"، ذراع الإنتاج التلفزيوني والأفلام، سيكونان متنافسين في المستقبل.

ولكن حتى هذه الأعمال الراسخة هي عبارة عن هياكل صغيرة جداً، إذ لا يمكنها تصوير نطاق وتأثير "أمازون" بشكل دقيق.

عملاق الإنترنت

هذه شركة تمتلك حصة 40% من إجمالي مبيعات التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة، إذ تأتي شركة "ولمارت" في المرتبة التالية بـ7% فقط، وفقاً لـ"إي ماركيتر".

وهي تستحوذ على 83% من إجمالي مبيعات الكتب، والفيديو، والموسيقى عبر الإنترنت، بالإضافة إلى حوالي نصف عمليات شراء أجهزة الكمبيوتر، والأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية، والألعاب، والهوايات التي تتمُّ عبر الإنترنت.

في الواقع، لديها أكثر من 25% حصة في كلِّ فئة باستثناء قطع غيار السيارات.

تعدُّ "أمازون" أيضاً أرضاً خصبة للبيانات الشخصية القيمة. فمع زيادة مبيعات ورسوم التجارة الإلكترونية للشركة بمقدار 83 مليار دولار خلال العام الماضي وسط عمليات الإغلاق جراء الوباء، قفزت حصتها من عائدات الإعلانات الرقمية الأمريكية أيضاً إلى 10.3% بعد أن كانت عائداتها تتألف من رقم واحد (أقل من 10%) في عام 2019.

الرعاية الصحية

ربما كانت "أمازون" ولوجستياتها تتحايل على أطراف الرعاية الصحية لفترة طويلة.

فقد تمَّ تفكيك مشروع "هافين هيلثكير" المشترك مع"بيركشايرهاثاواي"، و"جي بي مورغان" بشكل غير رسمي هذا العام، الذي كان قد تمَّ إنشاؤه لمعالجة تكاليف الرعاية الصحية المرتفعة.

ومع ذلك؛ فقد أدى استحواذها عام 2018 على شركة "بيلباك" (Pillpack) الناشئة للصيدليات على الإنترنت إلى إطلاق صيدلية "أمازون" مؤخَّراً، إذ تُقدَّم خدمة التوصيل إلى المنازل للأدوية التي تستلزم وصفة طبية، وخصومات للأشخاص الذين يدفعون بدون تأمين. ووفقاً لتقرير صادر عن "إنسايدر"، تتطلَّع "أمازون" الآن إلى فتح متاجر تقليدية.

أصول ضخمة

وكل ذلك مجرد بصمة افتراضية؛ ففي أمريكا الشمالية وحدها، تمتلك "أمازون" أو تستأجر حوالي 345 مليون قدم مربع من مراكز التنفيذ، والبيانات، ومساحات البيع بالتجزئة، والمكاتب؛ مما يعني أنَّ هذه الشركة "التقنية" لديها حضور مادي أكبر من شركة "تارغت".

ويمكن أن تتسع مرافق التخزين، والتوزيع، والبيانات الخاصة بها لأكثر من ألفي مستودع بحوزة شركة "كاستكو" للبيع بالجملة.

وتوظِّف "أمازون" ما يقرب من 1.3 مليون شخص، بما في ذلك أكثر من 100 ألف سائق - وما زال العدد في ازدياد - لخدمات التوصيل التي تقدِّمها إلى المستخدمين في مختلف المناطق، التي تشكِّل تهديداً مباشراً لشركة "فيديكس"، و"خدمة الطرود المتحدة".

البث الرقمي

على تلك الجبهات، تتنافس "أمازون" مع كلٍّ من الشركات القائمة، والشركات الناشئة الممولة بقوة، على عكس نمط جهودها في مجال بثها لتلفزيون الإنترنت. وفي الوقت الحالي، لا يبدو أنَّها تقدِّم الكثير مما هو فريد أو خطير في أيٍّ من المجالين.

يبدو أنَّ شراء "مترو غولدوين ماير" يهدف إلى تحويل المزيد من أعضاء "برايم" إلى مستخدمي "برايم فيديو"، نظراً لأنَّ الكثيرين ما يزالون يعتمدون على "نتفلكس"، كخدمتهم المفضَّلة.

لكنَّ المعالجة المقتضبة للبيان الصحفي الذي تلقَّته الصفقة، يضيف إلى الشكوك في أنَّها ستغير قواعد اللعبة؛ ليس لأنَّها غير قادرة، ولكن لأنَّه ليس من الواضح أنَّ "أمازون" ملتزمة بذلك.

تعدُّ "مترو غولدوين ماير" هي مجرد أحدث رهان للشركة على قطاع الترفيه، إذ كانت قد استحوذت على"تويتش" مقابل أقل من مليار دولار في عام 2014 لدخول مجال البث المباشر لألعاب الفيديو.

لكن على الرغم من ذلك، إلى يومنا هذا، ما تزال أكبر عملية شراء محيرة قامت بها "أمازون، هي استحواذها على"هول فودز ماركت" مقابل 13.7 مليار دولار في عام 2017، وهو استحواذ يبدو أنَّه تمَّ نسيانه داخل الشركة وخارجها.

لكن في حالة"مترو غولدوين ماير"، يتمتَّع هذ الاستحواذ على الأقل بارتباط أوضح باستراتيجية "برايم".

ومع ذلك؛ لم يقدِّم "بيزوس" أي إشارة إلى أنَّ الشركة مستعدة لبذل الجهد نفسه في مجالات بثِّ تلفزيون الإنترنت، والرعاية الصحية كما فعلت في"أمازون.كوم".

تنحي "بيزوس"

سيتنحى "بيزوس" جانباً في يوليو، وسيتولى "آندي جاسي"- الذي يدير"خدمات أمازون ويب"- القيادة.

وعندما تمَّ الإعلان عن خطة الانتقال الإداري هذه في فبراير، وصف المدير المالي "بريان أولسافسكي"، "جاسي" بـ "القائد صاحب الرؤية" الذي "يفهم ما الذي يجعل "أمازون" شركة فريدة ومبتكرة".

رائع، ربما يمكنه اطلاعنا إذاً.