"نايت فرانك": عقارات دبي تتخلّف مجدداً عن ركب الازدهار العالمي

شارع الشيخ زايد في دبي.. من المتوقع طرح 125 ألف وحدة سكنية جديدة بدبي خلال عامي 2021 و2022
شارع الشيخ زايد في دبي.. من المتوقع طرح 125 ألف وحدة سكنية جديدة بدبي خلال عامي 2021 و2022 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المرجَّح أن تؤدي تخمة المعروض العقاري في دبي، التي تسبَّبت في انخفاض الأسعار لأكثر من نصف عقد، إلى إبقاء القطاع العقاري في الإمارة على هامش الانتعاش العالمي الذي تشهده أسعار العقارات السكنية الفاخرة.

فبعد خروجه بسرعة من الركود الناجم عن وباء كورونا، سيوفِّر قطاع التطوير العقاري ما يُقدَّر بنحو 62 ألف وحدة سكنية في دبي هذا العام، وحوالي 63.5 ألف وحدة عام 2022، وهو أكبر عدد منذ عام 2009، وفقاً لشركة الاستشارات "نايت فرانك" (Knight Frank).

ومن المحتمل أن يؤدي هذا التدفُّق في المعروض لجعل دبي، إلى جانب العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، المدينتين الوحيدتين في قائمة "نايت فرانك" التي تضمُّ 25 سوقاً عقارية رئيسية، إذ ستشهدان انخفاضاً في قيمة العقارات السكنية الراقية.

فجوة العرض والطلب

يرى فيصل دوراني، رئيس أبحاث الشرق الأوسط في شركة "نايت فرانك" أنَّ "عدم التوازن بين العرض والطلب، كان السمة التي طغت على سوق العقارات السكنية في دبي منذ الركود الكبير بفعل الأزمة المالية العالمية في عامي 2008-2009". مُتوقِّعاً أن "يستمر هذا الواقع خلال السنوات القليلة المقبلة".

في حين أنَّ المشترين للعقارات السكنية من الأثرياء، الذين فرّوا إلى دبي من عمليات الإغلاق في بلدانهم بسبب فيروس كورونا، ساهموا في تحفيز الطلب على المنازل الفاخرة بالمدينة في وقت سابق من هذا العام. إلاّ أنَّ هذا التحسُّن لم يطل كامل القطاع، إذ ما تزال الكثير من العقارات في دبي تخضع لفائض العرض، الذي أدَّى إلى انخفاض القيم بأكثر من الثلث منذ عام 2014.

وضاعفت جائحة كورونا من الضغوط الناجمة عن فقدان الوظائف، ومغادرة العمال الأجانب للمدينة، مما أدى إلى تقليص الطلب على الإيجارات.

وتشير اللائحة "المزدهرة" للمشروعات السكنية قيد الإنجاز إلى أنَّ الفائض المزمن في العرض سيظل نقطة ضعف رئيسية لدبي، التي تعدُّ واحدة من سبع إمارات تشكِّل معاً دولة الإمارات العربية المتحدة.

صفقات مغرية

مع ذلك؛ فإنَّ التوقُّعات تشير أيضاً إلى أنَّ دبي ستشكِّل موطناً لصفقاتٍ مغرية نسبياً للمشترين الكبار وأصحاب الثروات، إذ يمكن بمبلغ مليون دولار تملُّك مساحة 165 متراً مربعاً (1776 قدماً مربعاً) في المدينة، أي حوالي خمسة أضعاف المساحة التي يمكن شراؤها بهذا المبلغ في لندن أو نيويورك، بحسب "نايت فرانك". علماً أنَّه يوجد في دبي 42356 منزلاً تُقدَّر قيمة الواحد منها بمليون دولار فأكثر، وهي تحتل بذلك المرتبة الثانية بعد العاصمة البريطانية لندن من ناحية عدد المنازل الفاخرة.

لكنَّ تقديرات "نايت فرانك" تُشير إلى أنَّ قيمة المساكن الفخمة، التي تبلغ قيمة كل منها 3.6 مليون درهم (مليون دولار) أو أكثر، من المتوقَّع أن تنخفض بنسبة 2% في 2021 بعد انخفاضها بنسبة 6% في 2020.

كما يتوقَّع دوراني أن تنخفض أسعار المنازل بشكل عام بنسبة 2 إلى 3%، في حين يُرجَّح أن ترتفع أسعار العقارات العائلية - المعروفة محلياً باسم الفيلات، وتشكِّل ثلث المعروض السكني في المدينة - بنسبة 3 إلى 4%.

برغم ذلك؛ تتوقَّع شركة "نايت فرانك" أن تنخفض الأسعار بوتيرة أبطأ، وذلك بفضل تخفيف قيود السفر إلى دبي، والخطط لتنظيم معرض "إكسبو 2020" المؤجَّل في أكتوبر من هذا العام.

ويلفت دوراني إلى أنَّه "مع تحسُّن الآفاق الاقتصادية، تزداد ثقة الأعمال، وينعكس ذلك على سوق العقارات بشكل اهتمامٍ متزايد، وزيادة في حجم الصفقات".