أكبر مزاد للسيارات في 2021 يشهد بيع سيارة عمرها 92 عاماً بـ 5.7 مليون دولار

بيعت سيارة "مرسيدس- بنز" من طراز "كيه 500/ 540" سبيشال رودستر إنتاج عام 1934 مقابل 4.45 مليون دولار في مزاد بونهامز بجزيرة أميليا يوم الخميس 20 مايو.
بيعت سيارة "مرسيدس- بنز" من طراز "كيه 500/ 540" سبيشال رودستر إنتاج عام 1934 مقابل 4.45 مليون دولار في مزاد بونهامز بجزيرة أميليا يوم الخميس 20 مايو. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بيعت سيارة "مرسيدس- بنز" من طراز "كيه 500/ 540" سبيشال رودستر إنتاج عام 1934 مقابل 4.45 مليون دولار في مزاد بونهامز بجزيرة أميليا يوم الخميس 20 مايو.

بعد عام من المبيعات عبر الإنترنت والعروض الافتراضية، عادت مزادات السيارات بقوة إلى عالم الواقع.

ودفع هواة الاقتناء أسعاراً مرتفعة لامتلاك السيارات الكلاسيكية العالمية النادرة في معرض "كونكور دي إليجانس" في جزيرة أميليا. وأقيم المعرض، الذي يعد أضخم حدث يقام بشكل مباشر خلال عطلة نهاية الأسبوع منذ بدء جائحة فيروس كورونا، خلال الفترة من 20 إلى 23 مايو. وبيعت العديد من السيارات مقابل أسعار أكبر من قيمتها المقدرة، المرتفعة بالفعل، بكثير.

بلغت مبيعات داري "بونهامز " و"آر إم سوثبيز " للمزادات، معاً، 61.3 مليون دولار خلال معرض السيارات السنوي الذي أقيم قبالة سواحل فلوريدا، ارتفاعاً من 57.2 مليون دولار في مارس 2020. (يقام الحدث تقليدياً في نادي الجولف بجزيرة أميليا في أوائل مارس من كل عام. ولكن المنظمين أرجأوا إقامته حتى مايو 2021).

كانت سيارة "دوسنبرغ Duesenberg" كوبيه مكشوفة من طراز "جي ميرفي توربيدو J Murphy Torpedo" لعام 1929 هي الأغلى في المزاد، حيث باعتها دار"آر إم سوثبيز RM Sotheby's" مقابل 5.725 مليون دولار. ما يعد أعلى من قيمتها التقديرية المرتفعة، التي بلغت 4 ملايين دولار، بأكثر من مليون دولار.

كان ذلك ثالث أعلى سعر تم دفعه في مزاد على الإطلاق لاقتناء سيارة "دوسنبرغ"، لتتصدر بذلك أول خمس سيارات من حقبة ما قبل الحرب في قائمة السيارات العشر الأغلى في المزاد.

فيراري تتصدر أرقام المبيعات

كانت السيارات الخمس الأغلى الأخريات- بصورة متوقعة- من إنتاج "فيراري"، التي شهدت معدل مبيعات بنسبة 100% طوال فترة المزاد، وفقاً لجون وايلي، الذي يدير تحليلات التقييم لشركة "هاغيرتي Hagerty" للتأمين على السيارات الكلاسيكية.

تضمنت المبيعات الأخرى التي حققت نجاحاً كبيراً سيارة "بورش 356" مكشوفة أنتجت عام 1965، والتي بيعت بمبلغ 250 ألف دولار، متجاوزةً بذلك أعلى سعر متوقع لها بقيمة 175 ألف دولار بفضل لونها البرتقالي الفريد. تليها سيارة "بوغاتي" من طراز "تايب 57" إنتاج عام 1934، حيث بيعت بمبلغ 1.2 مليون دولار، بينما بلغ أعلى سعر تقديري لها مليون دولار. كما بلغ سعر سيارة "جاكوار Jaguar" من طراز "إي تايب سيريز 3 E-Type Series II" لعام 1971، 115 ألف دولار، محققةً بذلك 15 ألف دولار أغلى من سعرها المتوقع المرتفع بالفعل.

وأخيراً، وصل سعر سيارة "فيراري" من عام 1968 ذات اللون الأصفر الذي يشبه لون الزبدة إلى 2.55 مليون دولار، بعد أن تراوحت توقعات البيع بين 2.5 مليون دولار إلى 2.8 مليون دولار.

شهدت كل من "بونهامز" و"آر إم سوثبيز" زيادات في متوسط سعر السيارات المباعة وفي معدلات البيع الإجمالية، حيث ضاعفت دار المزادات الكندية، "آر إم سوثبيز"، متوسط أسعار المبيعات تقريباً من 263,479 دولارا في عام 2020 إلى 441,882 دولارا في عام 2021. ووصف المطلعون النتائج بأنها بمثابة رد قوي على المبيعات العشوائية، إن لم تكن المبيعات الملغاة، التي لطخت الجدول الزمني لإقامة المزادات عام 2020.

يقول ستيف سيريو، وهو أحد رواد المعرض لأكثر من 20 عاماً، والذي يتعامل في سيارات "بورش"، و"فيراري"، و"بيزاريني Bizzarrini"، و"آستون مارتنAston Martin " ومثيلاتها من السيارات التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات: "لقد كان الأمر بمثابة إعادة لعام 2015 مرة أخرى، إذ أدى ظهور موقع "برينج إيه تريلر Bring a Trailer" إلى اضطراب السوق، وجنباً إلى جنب مع ما يعتبر حرفياً العشرينيات الصعبة الجديدة، وتوزيع السيولة على الأصول الثابتة، وترقب الأشخاص لوفاتهم، أدى كل ذلك إلى لحظة المبيعات المثالية تلك".

حماس ما بعد الوباء

كانت مجموعة المشترين مناسبة للغاية ومتحمسة بشكل كبير، وتمتع المشترون بقدرات تنافسية عالية، مما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار السيارات. كذلك اعتمد معرض أميليا الأصغر بشدة على سماسرة السيارات المحترفين، والتجار، وجامعي السيارات الجادين، كما يقول سيريو، ولم يعتمد كثيراً على المتطفلين الذين كانت غرفة المزاد تكتظ بهم بغرض المشاهدة والتشجيع بصوت عالٍ (على الرغم من أنه من المحتمل عدم قيامهم بتقديم عرض للشراء) في السنوات السابقة.

تُرجم الاهتمام من جانب حضور المزاد الأقل عدداً إلى مفاجأة مع تجاوز أسعار أقدم السيارات الكلاسيكية التوقعات بكثير. وفي حين توقع منظمو المزادات في السنوات السابقة أن سيارات الصالون التي يبلغ عمرها 100 عام وتبدو بفخامة سيارة شخصية "Cruella de Vil" الخيالية، كانت مرغوبة إلى حد كبير من قبل شريحة من كبار السن، وهم الأثرياء الثمانينيون بشكل أساسي. ولكن في عام 2021، كانت أكثر السيارات التي تم بيعها جاذبية هي السيارات التي تعود إلى حقبة ما قبل الحرب. وهي تلك السيارات التي كانت تتمتع بشعبية كبيرة، كما خمنت، في بداية القرن الماضي وأوائل الثلاثينيات.

سيارات ما قبل الحرب العالمية

نالت بعض أنواع السيارات من فترة ما قبل الحرب مثل سيارة "مرسيدس- بنز" من طراز "كيه 500 سيندلفينغين رودستر 500K Sindelfingen Roadster " لعام 1934، التي بيعت مقابل 4.9 مليون دولار حصة أكبر من مبيعات هذا العام مقارنة بالعام الماضي، بما يصل إلى 37% مقابل 25% في عام 2020، وفقاً لشركة "هاغيرتي". كما أن معدلات بيع السيارات المميزة بنمط زخرفي، والمزودة برفارف دوّارة، بالإضافة إلى تصميمات الطلاء ذات اللونين، ظلت قوية. حيث ارتفعت قليلاً من 78% إلى 80%، شأنها شأن متوسط سعر البيع، الذي ارتفع بنسبة 6% إلى 423,728 ألف دولار.

عزى ويلي من شركة "هاغيرتي" للتأمين نجاح المزاد إلى تقسيم محتمل يحدث عبر عالم المزادات الذي يشهد انجذاب أنواع من السيارات من فترات تاريخية معينة إلى أماكن بعينها. ويقول ويلي إن السيارات القديمة، التي تتضمن مكونات نحاسية (المصابيح الأمامية، الشبكة الأمامية، الرادياتيرات، الزخارف الأنيقة)، عادت إلى الواجهة، إذا كنت من الأثرياء. فقط لا تتوقع أن يتم إدراجها في موقع المزادات المفضل لديك على الإنترنت في أي وقت قريب.

يقول ويلي: "الآن، تعد المزادات عبر الإنترنت المكان المناسب للبحث عن سيارة للشباب من الثمانينيات والتسعينيات"، مشيراً إلى أن المزيد من هواة الجمع من الشباب أكثر عرضة لشراء مقتنيات أقل تكلفة عبر الإنترنت، فإن المخضرمين الأكبر سناً في عالم السيارات، والقادرين على تحمل كلفة الإنفاق، يفضلون أن يفعلوا ذلك وسط ازدهار. وتابع: "عالم المزادات الواقعي التقليدي هو المكان الذي ستشتري فيه السيارات التقليدية، مثل سيارات الستينيات فيراري ودوسينبيرغ".

وفي الوقت نفسه، تبشر نتائج المبيعات الحماسية بالخير بالنسبة لذروة مزادات السيارات، حيث سيعود معرض "كونكور دي إليجانس" إلى شاطئ "بيبل" في أغسطس.

يقول سيريو، حتى الآن، يبدو الأمر جيداً جداً، مستطرداً: "آمل أن يظل على هذا النحو لبعض الوقت".