هل تنتزع "إثيريوم" قيادة سوق العملات المشفّرة من "بتكوين"؟

آلات تعدين العملات المشفرة
آلات تعدين العملات المشفرة المصور/ أندريه روداكوف - بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أدت المرونة النسبية التي اتسمت بها العملة المشفرة "إثيريوم" أثناء الهزة العنيفة التي ضربت سوق العملات المشفّرة في شهر مايو الماضي، إلى إعادة تسليط الضوء على أنه يمكن لثاني أكبر رمز رقمي التفوق على "بتكوين" من حيث القيمة السوقية يوماً ما.

في الوقت الحالي، يزيد حجم أكبر عملة افتراضية بأكثر من الضعف عن عملة "إثيريوم"، لكن الفجوة تقلصت بنحو 350 مليار دولار في شهر مايو بفضل واحدة من أسوأ انخفاضات "بتكوين" وتراجع أصغر في "إثيريوم".

يستشهد المعجبون بـ"إثيريوم"بشعبيتها في الخدمات المالية القائمة على تقنية "بلوكتشين" والمقتنيات الرقمية، إضافة إلى الترقية المستمرة لتعزيز كفاءة شبكة "إثيريوم" التابعة.

تفوق "إثيريوم"

قال تيغان كلاين، الشريك المؤسس بشركة "إيدج آند نود" Edge & Node لبرمجيات بلوكتشين، إنه "من المحتمل لـ"إثيريوم" أن تتجاوز "بتكوين" في وقت ما مستقبلاً، حيث ستتفوق منصة "إثيريوم" من ناحية الابتكار واهتمام المطورين،"لكنه قال أيضاً إنه يجب على المستثمرين تخصيص رأس المال لكلا الرمزين.

وتجعل سرعة التغيير في قطاع التشفير التكهن محفوفاً بالمخاطر، لكن يعود الفضل في تسليط الضوء مؤخراً على إمكانات "إثيريوم" إلى مجموعة من الاستراتيجيين شملت شركة "غولدمان ساكس غروب إنك" والمستثمرة الشهيرة كاثي وود.

وعلى نطاق أوسع، توّسع الاهتمام بالعملات الافتراضية إلى ما بعد "بتكوين"، التي انخفضت حصتها البالغة 1.6 تريليون دولار من إجمالي القيمة السوقية للعملات المشفّرة إلى 42% من حوالي 70% بحلول عام 2021، استناداً إلى بيانات "كوين غيكو" CoinGecko.

وكتب ميخائيل سبروغيس وجيف كوري المتخصصان في استراتيجيات السلع ببنك "غولدمان"، في تقرير الأسبوع الماضي، أن ميزة المحرك الأول لـ"بتكوين" تبدو "هشة"، مضيفين أنه "في نهاية المطاف، هناك فرصة كبيرة لفقدانها صدارتها المهيمنة على المتجر الرقمي إلى عملة رقمية أخرى ذات استخدام عملي ورشاقة تقنية أكبر".

كما قال الاستراتيجيان إن "إثيريوم" تبدو المرشح الأكثر ترجيحاً لتجاوز "بتكوين"، مشيرين إلى أن نمو العرض السنوي لـ"إثيريوم" لا يزال محدوداً، مما سيساعد على اعتمادها كمخزن للقيمة.

قصة النمو

قال بات لافيكيا، الرئيس التنفيذي لوسيط التشفير، "أواسيز برو ماركتس إل إل سي" Oasis Pro Markets LLC، إنه بدأ النظر إلى عملة "إثيريوم" على أنها "قصة نمو أفضل" على المدى الطويل.

انخفضت عملة "بتكوين" بحوالي 37% في شهر مايو، وهي واحدة من أسوأ تراجعاتها الشهرية على الإطلاق، بينما تراجعت "إثيريوم" بنحو 11%. تراجعت أكبر عملة رمزية بنسبة 1% إلى 35750 دولاراً في تمام الساعة 8:27 صباحاً بتوقيت لندن، بينما لم تتغير "إثير" كثيراً عند 2447 دولاراً. تعرضت العملات الافتراضية للضغط بعد أن انتقد إيلون ماسك ملف الطاقة في "بتكوين"، وبعد تصعيد اللهجة الرقابية في الصين.

يعتقد البعض أن "بتكوين" سوف تتمكن من التصدي للمنافسين والبقاء في الصدارة، لأسباب لا يعتبر أقلها القدر الهائل من الاهتمام الذي تحظى به. فعلى سبيل المثال، يجادل آندرو كيغويل، الرئيس التنفيذي لـ "توكينز دوت كوم" Tokens.com، بأن لدى (بتكوين) "أفضل مؤشرات على المصادقة الخارجية"، وذلك بالنظر إلى كيفية استمرار المؤسسات وأباطرة المال من أمثال ماسك في الحديث عنها.

قال إدوارد مويا، كبير محللي السوق في "أواندا كورب" Oanda Corp: "ستظل (بتكوين) ملكة العملات المشفّرة، ولن تستطيع (إثيريوم) اللحاق بالقيادة الكبيرة لـ (بتكوين)، التي تتمتع أيضاً بميزة رئيسة، وهي العرض الثابت الذي يبلغ 21 مليون عملة فقط".

ارتفعت "إثيريوم" بأكثر من 900% خلال العام الماضي، متجاوزة بذلك صعود "بتكوين" بنسبة 275%. وبالنظر إلى المكاسب الهائلة، من المرجح أن يظل الجدل حول ما يسميه المطّلعون في مجال العملات المشفّرة بنظرية "التقلب" حياً لفترة من الوقت، وهي النظرية التي تشير إلى تفوّق قيمة "إثيريوم" على "بتكوين" مستقبلاً.