مع كوفيد أو بدونه.. البريطانيون يتطلعون إلى صيف من المرح

يواجه قطاع الضيافة في بريطانيا تحديات كبيرة في ظل القيود المفروضة بسبب "كورونا"، بينما يحمل الطلب المكبوت من البريطانيين بعض الآمال بالانتعاش
يواجه قطاع الضيافة في بريطانيا تحديات كبيرة في ظل القيود المفروضة بسبب "كورونا"، بينما يحمل الطلب المكبوت من البريطانيين بعض الآمال بالانتعاش المصدر: بلومبرغ
Andrea Felsted
Andrea Felsted

Andrea Felsted is a Bloomberg Opinion columnist covering the consumer and retail industries. She previously worked at the Financial Times.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في حين استمتع البريطانيون بموجة صغيرة من الدفْء خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، كدنا أن ننسى أنَّ بعض القيود المرتبطة بجائحة كورونا ما تزال مفروضة على الحانات والمطاعم. فقد اكتظت حدائق المطاعم الخارجية بالرواد، وتجمَّع حشود من الناس من دون كمامات في حانات المنتجعات البحرية الشعبية.

إلا أنَّ قواعد التباعد الاجتماعي، والخدمة الإلزامية للموائد، ومنع استقبال المجموعات المؤلَّفة من أكثر من ستة أشخاص، ستبقى سارية المفعول في إنجلترا حتى 21 من يونيو القادم، وهو ما يحدُّ من عدد الروَّاد الذين يسمح لقاعات الضيافة باستقبالهم، ويخفف بالتالي من أرباحها.

يهدد الاستمرار في فرض هذه القيود لأسابيع إضافية أو حتى لأشهر، وفق ما يطالب به العلماء المتخوِّفون من موجة وبائية جديدة، بتوجيه ضربة لقطاع الضيافة الأشد تضرراً في البلاد. وفي غضون ذلك، من المتوقَّع أن تزيد الضغوط للإبقاء على الخطة الحالية بدون أي تعديل، وذلك بعد تسجيل صفر وفيات بفيروس كورونا خلال آخر شهر مايو. إلا أنَّ السيناريو البديل الذي قد يحمل معه المزيد من القيود، مثل حالة إغلاق لعام رابع، الذي سيكون وقعه أسوأ بكثير.

تحديات ما تزال قائمة

وكانت الأعمال في القطاع، قد سجَّلت تحسُّناً كبيراً منذ السماح للمطاعم باستقبال الزبائن في الصالات الداخلية في 17 مايو. وذلك بعد خمسة أسابيع من فتح الحانات والمطاعم الخارجية. فقد ارتفعت مبيعات الطعام بنسبة 30% في اليوم الأول، مقارنة مع يوم الإثنين الموازي من عام 2019، وذلك بحسب مؤسسة (CGA) المتخصصة ببيانات قطاع الضيافة. كما ارتفعت مبيعات المشروبات بنسبة 21%. وعلى الرغم من أنَّ الأعمال لم تسجِّل فورة قبل عطلة نهائية الأسبوع الماضي، إلا أنَّها كانت ثابتة.

مع ذلك، ما تزال التحديات قائمة، فقد أدى فرض ترك مساحة متر واحد على الأقل بين الزوار، على مشغِّلي المطاعم إلى استقبال عدد محدود من الرواد. أمَّا حصر المجموعات بستة أشخاص كحدٍّ أقصى، يمنع الصالات من استقبال المجموعات الكبيرة التي تدرُّ عليها أرباحاً أكبر بسبب حجمها وإنفاقها الإجمالي. وفي حين يستمر العديد من الأشخاص بالعمل من منازلهم؛ فإنَّ وسط المدينة والأماكن القريبة من مقار الشركات ما تزال هادئة نسبياً.

وبحسب تقديرات مجموعة "UKHospitality" المتخصصة بقطاع الضيافة؛ فإنَّ المطاعم والحانات في بريطانيا تعمل بحوالي 60% من طاقتها الاستيعابية الطبيعية، وسط تحذيرات بفقدان وظائف في القطاع بحال عدم رفع القيود بالشكل المخطط له. ونظراً لحاجة المطاعم إلى طاقم عمل أكبر من أجل تسجيل تفاصيل الاتصال بالزبائن والخدمة الكاملة على المائدة، والقيام بأعمال التنظيف، فإنَّ هوامش الربح الضئيلة أصلاً للحانات والمطاعم باتت ترزح تحت كثير من الضغوط. وسيكون مثالياً بالنسبة للقطاع إذا تمكَّنت المطاعم والحانات من فتح أبوابها بشكل كامل قبل استحقاق سداد الإيجارات الفصلية في 24 يونيو القادم، وبدء التخفيف من الإعفاءات الضريبية التي كانت ممنوحة للمؤسسات في الأول من يوليو.

انتعاش محتمل

وبالرغم من ذلك؛ هناك بعض العوامل التي قد تجعل تمديد إجراءات التباعد الاجتماعي لفترة أطول، أي حتى نهاية يوليو أو حتى نهاية أغسطس، أمراً من الممكن لهذه الشركات التعامل معه وإدارته.

فبعض الشركات، مثل "جي دي ويذرسبون" التي تشغِّل بالغالب قاعات كبيرة، وهو ما يمكِّنها من التأقلم مع القيود بشكل أفضل. كما زادت بعض الأماكن الأخرى سعتها الاستيعابية من خلال الاستثمار في مساحات الجلوس الخارجية التي يرجَّح أن يبقى الإقبال عليها مرتفعاً لدى الزبائن. كذلك، حافظت مبيعات مأكولات الطلب الخارجي على ثباتها. وأعلنت مجوعة "دومينوز بيتزا" أنَّها سوف توظِّف 5 آلاف طاهي بيتزا، وسائقي خدمات توصيل لمطاعمها الألف ومئة على امتداد المملكة المتحدة، إذ ما يزال الطلب "قوياً".

وفي ظلِّ الطلب المكبوت على تناول الطعام في المطاعم؛ يتطلَّع المستهلكون إلى صيف من المرح. ونتيجة حالة عدم اليقين حيال القيود على السفر، فإنَّ البريطانيين قد يقضون عطلهم أقرب إلى المنزل. ويتوقَّع أن يستمر الإنفاق "الانتقامي" في المطاعم، طالما لا تتأثر ثقة المستهلك بارتفاع أعداد الإصابات بـ"كوفيد -19". كذلك، فإنَّ أيَّ تمديد محتمل للقيود سوف يترافق على الأرجح مع المزيد من الدعم الحكومي.

إذاً، في حين تفضِّل الحانات والمطاعم أن تعود الأمور إلى طبيعتها بشكل كامل، إلا أنَّ تأجيل فتح أبوابها كالمعتاد، أو التباطؤ في ذلك بحال الضرورة، لن يكون وقعاً كارثياً. ولكن الاضطرار لفرض قيود أشد قسوة، سيكون كذلك.