"واير كارد" سعت لإعاقة تدقيق خاص قد يسرع من زوالها

مقر "وايركارد" في مدينة ميونخ. ألمانيا
مقر "وايركارد" في مدينة ميونخ. ألمانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تستمر "وايركارد" في إعاقة تدقيق خاص تقوم به الشركة المحاسبية "كي بي إم جي"، وهو تحقيق توصَّل إلى الكشف عن حجوزات زائفة على نطاق واسع، وسرَّع من انهيار الشركة الألمانية للدفعات النقدية عبر الهواتف المحمولة، التي كانت تحلِّق عالياً في السابق.

وفي حديث أمام لجنة التحقيق البرلمانية في برلين يوم الثلاثاء، شرح "ألكسندر غيشونيك"، الشريك في "كي بي إم جي" كيف واجهت شركته "عقبات كبيرة" أثناء تأديتها لمهمتها الخاصة بحسابات "وايركارد" التي تعود لسنوات مضت.

وقال "غيشونيك"، إنَّه تم تأخير المقابلات مع المعنيين الرئيسيين بشكل روتيني، أو تغيير مواعيدها، ولم يتم تنفيذ التحقيقات المحاسبية؛ لأن الشركة لم تقدِّم البيانات المطلوبة. ونتيجة لذلك، عانت "كي بي إم جي" كثيراً لتتمكن من أداء مهمتها.

وأضاف "غيشونيك" الذي يعمل في القسم الجنائي في "كي بي إم جي" للجنة التحقيق في برلين: "ثبت أنه من المستحيل التوصل إلى حجم التعاملات القائمة بين عامي 2016 حتى 2018 بشكل كافٍ".

وقال "غيشونيك"، إنَّ "كي بي إم جي" أرسلت فاتورة بقيمة 5.8 مليون يورو، (6.9 مليون دولار) إلى "وايركارد" كأجور للتدقيق، لكنها لم تحصل إلا على 5.3 مليون يورو فقط. وفي إحدى المراحل، وصل الأمر إلى أنَّ "كي بي إم جي" فكَّرت في التخلي عن تلك المهمة بالكامل، التي كان يعمل عليها 40 محاسباً مدَّة ستة أشهر.

مفاجأة

تعدُّ شهادة المدقق جزءاً أساسياً من التحقيق الذي يسعى إلى فهم السبب وراء انهيار "وايركارد"، وإن كان من الممكن اكتشاف المخالفات المزعومة التي ارتكبتها الشركة في وقت أبكر. وقد أتت شركة "وايركارد" بشركة "كي بي إم جي" للقيام بتدقيق خاص في نهاية العام الماضي، ومراجعة الحسابات التي كانت قد اعتمدتها بالفعل شركة "إرنست أند يونغ"، المدقِّق المعتمد من الشركة منذ زمن طويل.

وكانت رحلة قام بها المدقِّقون مع إدارة الشركة إلى مانيلا عاصمة الفيليبين في وقت سابق من ذلك العام؛ إحدى الأمور التي لفتت الانتباه بشكل خاص، إذ قالت "وايركارد"، إنَّ الشركات الشريكة معها، لديها مبالغ نقدية كبيرة من تعاملات في حسابات الضمان. لكنَّ رواية "غيشونيك"، تقول:" إنَّ الموظفين في البنك المحلي كانوا غير قادرين على تقديم الوثائق المطلوبة"، مما أثار الشكوك.

وقال "غيشونيك"، إنَّه مع حلول الوقت الذي قدَّمت فيه "كي بي إم جي" تقريرها، كان المدقق قد توصَّل إلى عدم وضوح دليل على الوجود الفعلي للأموال في حسابات الضمان في آسيا. وأضاف أنَّه شعر بالمفاجأة، عندما لم تتمكَّن "وايركارد" من تقديم دليل على أنَّ الأموال، كانت تقبع في حسابات الضمان، حتى بعد الطلبات المتكررة على ذلك.

على قائمة المطلوبين

تقدَّمت "وايركارد" بطلب إعلان إفلاسها في نهاية شهر يونيو، بعد اعترافها أنَّ 1.9 مليار يورو من الأموال لم تكن موجودة أصلاً في حسابها. وتم احتجاز كبير المديرين التنفيذيين السابق "ماركوس براون" بعد وقت قصير من ذلك، وهو في السجن؛ في حين أنَّ كبير مديري العمليات، والثاني في تسلسل القيادة "جان مارساليك"، لا يزال هارباً، وأصبح الآن على قائمة المطلوبين للانتربول.

حضر "براون" أمام لجنة التحقيق البرلمانية في الأسبوع الماضي، لكنه امتنع بشكل كبير عن الإجابة عن الأسئلة، واقتصرت إجاباته على تعليقات تعريفية مقتضبة. وقال في ذلك البيان: "إنَّ الجهات التنظيمية أو المدققين، قد تعرَّضوا للتضليل على نطاق واسع".