غرفة التجارة الاسترالية: عودة الأعمال إلى طبيعتها مع الصين "مستحيلة"

توتر العلاقات التجارية بين الصين وأستراليا يزداد حدة بعد جائحة كورونا
توتر العلاقات التجارية بين الصين وأستراليا يزداد حدة بعد جائحة كورونا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أصبحت عودة نشاط المصدرين الأستراليين إلى الصين إلى طبيعتها "مستحيلة" في ظل تدهور العلاقات بين البلدين، بخاصة على صعيد الخلافات التجارية بينهما، وفقاً للتقرير الصادر عن غرفة التجارة والصناعة الأسترالية.

وقالت الغرفة في التقرير الصادر يوم الجمعة، إن المصدّرين يعتقدون بضرورة التحول من الصين إلى أسواق أخرى بديلة، مثل فيتنام وإندونيسيا وماليزيا، بسبب النزاعات التجارية بين البلدين، إضافة إلى ما أشارت إليه الغرفة في تقريرها عن ممارسات إدارة الرسوم الجمركية التي "تفرض تكلفة باهظة على الشركات".

وقال المسؤولون عن إعداد التقرير: "لدى الشركات التي لديها أنشطة في المناطق الآسيوية، خصوصاً الصين، خيبة أمل متزايدة، في ظل المشكلات التي تحيط بإدارة العلاقات الدولية".

يتزامن التقرير مع تراجع العلاقات بين أستراليا والصين التي تمثّل أكبر شريك تجاري لها لأكثر من عام، منذ طالبت حكومة رئيس الوزراء سكوت موريسون بدخول محقّقين مستقلين إلى مدينة ووهان للتحقيق بشأن نشأة فيروس كورونا. ومنذ ذلك الحين نفّذت بكين مجموعة من الأعمال الانتقامية التجارية وفرضت رسوماً جمركية معوّقة على وارداتها من الشعير والنبيذ الأستراليَّين، كما منعت استيراد شحنات الفحم.

خلافات جيوسياسية

ألقى قائد الفريق الدبلوماسي الصيني في كانبيرا باللوم على أستراليا في تدهور العلاقات بين البلدين، واتهمها بـ"الاستفزازات" والتعسف في العلاقات الاقتصادية.

كانت بكين انتقدت قرار الائتلاف الحاكم بزعامة موريسون إلغاء اتفاقات مبادرة "الحزام والطريق" الصينية المبرمة مع حكومة ولاية فيكتوريا.

وأشار التقرير إلى أن عديداً من المصدّرين الأستراليين الذين شملهم الاستطلاع قالوا إن أعمالهم كانت تسير على ما يرام حتى بدأت الجائحة التي تسببت في خلافات جيوسياسية بين حكومة موريسون والصين.

ويزعم وزراء حكومة موريسون أن بكين رفضت محاولاتهم لإجراء اتصالات مع نظرائهم الصينيين على مدار أكثر من عام.

وقال دان تيهان وزير التجارة الأسترالي في لقاء عبر الإنترنت أمس الجمعة: "نريد استمرار شراكتنا الاقتصادية البنَّاءة مع الصين. من الواضح صعوبة ذلك في الوقت الحالي، لكننا نلتزم التحلي بالصبر ونحاول التأكد من بذل كل ما في وسعنا لاستعادة تلك الشراكة البناءة".

وأشار تقرير الغرفة إلى تزايد قلق المصدّرين الأستراليين من تصريحات وزراء حكومة موريسون التي يبدو أنها تزيد التوترات مع الصين، إذ قال مايكل بيزولو وزير الداخلية الأسترالي لموظفيه في أبريل: "في عالم يسوده التوتر والمخاوف الدائمة ودقات طبول الحرب..."، ولم يذكر الصين بشكل صريح، لكنه استأنف بأن "الدول الحرة تراقب توجهات الحلول العسكرية لبعض القضايا التي كان يُستبعد في السابق أن تحفز الصراعات".

وقالت غرفة التجارة في بيان صحافي نقلاً عن المصدّرين: "يرى المصدّرون أن الحكومة الفيدرالية يجب أن لا تعبّر عن إحباطها من الحزب الشيوعي الصيني في وسائل الإعلام، بل عليها العمل لمعالجة الأمر على المستوى الحكومي خلف الأبواب المغلقة إذا جاز التعبير".